اصطحب مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية الدكتور نبيل شعث، وعضو الكنيست العربي أحمد الطيبي أمس، ممثلي وسائل الإعلام الغربية في جولة في القدس، أوضحا خلالها أن المبنى الذي ستقام فيه السفارة الأميركية في المدينة يقع في الأراضي المحتلة عام 1967، ما يشكل انتهاكاً أميركياً صارخاً للقانون الدولي.
وقال نبيل شعث للصحافيين من أمام المقر، إن السفارة الأميركية مقامة في المنطقة المسماة «المنطقة الحرام» التي كانت تفصل بين المناطق التي أقيمت عليها إسرائيل عام 1948، وتلك التي بقيت في حوزة الفلسطينيين. وأضاف أن «إسرائيل احتلت هذه المنطقة عام 1967، وضمتها، وبالتالي فإن القانون الدولي يعتبرها أرضاً محتلة، مطالباً دول العالم والبعثات الديبلوماسية كافة، مقاطعة مراسم فتح السفارة يوم الاثنين المقبل.
وشاهد الصحافيون التحضيرات الجارية لفتح السفارة، ومنها رفع العلمين الأميركي والإسرائيلي على كل أعمدة الهاتف في الطريق المؤدي إلى المبنى، وأعمال زراعة الزهور على طول الطريق، ونصب اللافتات وغيرها.
وأوضح شعث أن افتتاح السفارة الأميركية في القدس يترافق مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الأمر الذي يمثل صورة للانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل على حساب القانون الدولي والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن مواقف إدارة الرئيس دونالد ترامب شكلت تراجعاً صارخاً عن كل المواقف الأميركية المتبعة منذ الاحتلال عام 1967، والتي تعتبر الأراضي الفلسطينية محتلة، وتطالب إسرائيل بالانسحاب منها، وترفض أي بناء استيطاني عليها. وأكد أن أميركا «أخرجت نفسها من دائرة رعاية العملية السلمية».
وأعلن الدكتور أحمد الطيبي أن القرار الأميركي «يشكل دعماً للاحتلال والعنصرية الإسرائيلية المتفشية ضد الفلسطينيين». وأشار إلى أن إسرائيل ترفض السماح للعرب الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية في السكن في 85 في المئة من التجمعات السكنية في البلاد. وقال: «لو أن فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا حظرت على اليهود السكن في مدن وبلدات معينة لقامت حرب عالمية ثالثة، لكن إسرائيل تفعل كل هذا وتحظى بدعم أميركي غير منقطع».
ووجهت السفارة الأميركية دعوات إلى جميع البعثات الديبلوماسية في إسرائيل لحضور حفل افتتاح سفارتها في القدس. وأعلنت أن وفداً يضم عدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية سيصل إلى القدس للمشاركة في الحفل بينهم الفريق السياسي الذي يقوده صهر الرئيس ترامب جيراد كوشنير، والمبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
Social Links: