مازن ننعيه اليوم شهيدا في سجون الأسد – معتز مراد

مازن ننعيه اليوم شهيدا في سجون الأسد – معتز مراد

معتز مراد

عندما اعتقلتوا مازن من بيته في ٢/أيار/ ٢٠١١، في اليوم التالي لاعتقال مجموعة كبيرة من شباب داريا بعد حصار المدينة وقطع الاتصالات. جاؤوا به فجرا، استيقظنا مرتعبين. كانت أصواتهم تملأ المكان من شدة توحشهم.

جاؤوا به بعدها إلى نفس غرفتنا، جلسنا نحاول تخفيف أوجاعه. قال وهو يبتسم: أنا منيح.

بعد أيام طلبوه مرة أخرى، بدأنا نسمع صوته وهم يعذبوه. في نفس الساعة نادوا إسمي لتحويلي إلى فرع التحقيق. رأيته واقفا في زاوية مكتب المحقق بلا ملابس. كان جسمه متلونا من الضرب والتعذيب.

بقيت صورته المتألمة بعدها تلازمني في كل الأوقات.

كانت تهمة مازن الأساسية أنه مسؤول تنظيم خيمة عزاء شهداء الجمعة العظيمة.

بعد شهرين تم تحويلي إلى سجن عدرا. أيضا تم تحويل مازن. كانت مفاجئة رائعة. كنا نعانق بعضنا في كل مرة نلتقي فيها في التشميسة. اتفقنا يومها أن نأكل كثيرا لنعوض الجوع الذي عشناه في أفرع الجوية.

في تاريخ ٦/ تموز/ ٢٠١١ تم إطلاق سراحنا معا. كانت من أجمل اللحظات.

لكن بعد ١٥ يوم تماما تم مداهمة بيت أهل مازن واعتقاله من جديد.

مازن العريس الجديد والأب لطفل صغير (زيد)، ننعيه اليوم شهيدا في سجون الأسد.

يا مازن، يا صديقي الطيب. رحم الله روحك الجميلة.

يعجز لساننا عن وصف ما يجري، لكن روحك وأرواح أصدقائنا الشهداء ستبقى معنا دوما.

ياربي، ارزقنا الصبر والعزيمة. وارزقنا أرواحا وقلوبا شجاعة لا تيأس..

  • Social Links:

Leave a Reply