أسئلة.. بلا أجوبة منذ 6 سنوات! – نجم الدين سمان

أسئلة.. بلا أجوبة منذ 6 سنوات! – نجم الدين سمان

أسئلة.. بلا أجوبة منذ 6 سنوات!

#نجم_الدين_سمان

أول الصراحة وأكثرها صواباً: الاعتراف بالأخطاء؛ من أجل استدراكها وتصحيحها.

فبعد ست سنوات.. من المعاناة الدامية؛ ومن التدخلات الإقليمية والدولية على أرضنا؛ بات السؤالُ الأكثرُ إلحاحاً:

إلى أين.. نمضي؛ وتمضي بلدنا سوريا؟!

هل ندعم صمود شعبنا.. حتى لا يُهاجرَ من تبقّى داخل الوطن؟!

وكنتُ قد كتبتُ قبل 3 سنوات:

أن يُرسلَ سوريٌّ في الخارج إلى سوريٍ في الداخل 100 دولار؛ خيرٌ من كلّ ما نقولُه ونكتبه؛ ومن كلّ ما يُكتَب ويُقال.

لم تكن الثورة السورية.. اختباراً لنا: كسوريين؛ أفراداً؛ ولقدراتنا الجماعية وحدها؛ بل.. هي اختبار لأعدائها أيضاً؛ وقد نجح الأعداء فيما أخفقنا نحنُ فيه؛ فأعداء ثورتنا.. مُتراصُّون ضِدَّها؛ وكلّ حديثٍ عن تناقضاتهم هو من باب التعلُّق بالأوهام؛ بينما نحن.. مُتفرّقون: فُرَادَى وجماعاتٍ وتنسيقيات وتنظيماتٍ وائتلافاتٍ وهيئاتٍ وأحزاباً؛ بل.. وفصائلَ مسلّحة.

ثمّة الكثير من الأسئلة.. لم تلقَ جوابَها حتى الآن؛ برغم بديهيّاتها.

كيف سيعود؛ ومتى سيعود السوريون من مخيماتهم ومن تغريباتهم.. إلى الوطن؟!

وهل الهجرة المليونية إلى الغرب.. الصامت عن آلامنا؛ المُتواطِئِ.. ضدّها؛ هو حلٌّ لا مناصَ منه؟!

ثمَّة.. إيجابية واحدة لهذه الهجرة؛ كما قد صرَّحتُ لصحيفة بلجيكية.. قبل عام:

– لن تتخذوا موقفاً عملياً ضد النظام؛ حتى يصيرَ اللاجئون السوريون عبئاً عليكم في أوروبا.

ومن الأسئلة.. أيضاً:

هل سيتوحَّد السوريّون الأحرار حول الثوابت؛ حتى لو اختلفوا حول بعض تفاصيلها ؟!

هل سيتوحّد ما تبقّى من الجيش الحُرّ؛ في غرفة عملياتٍ واحدةٍ؟!

هل بات المقاتلون غير السوريين “المهاجرون إلينا” عبئاً علينا؛ وعلى ثورتنا؟.!

من هي الدول التي ستُساهِمُ في إعادة بناء بلدنا؛ بعد أن ساهمت مُباشرةً في خرابه؛ أو بالتواطؤ وبالصمت العاهر؟!.

ثمّة.. عشراتُ الأسئلة مثلُ هذه أيضاً؛ وقلّمَا سمعَ السوريون جواباً مُقنعاً عليها !!.

ويحتاج الأمر إلى أكثر من مقالٍ؛ ومن دراسةٍ؛ بل.. إلى أبحاثٍ مُتخصّصة؛ حتى لا يستمرَّ الارتجال في المواقف؛ ويستمرَّ الارتهانُ إلى ردودِ الفعل.. وحدَها؛ وكأنّما كانت الثورة سلسلةً من ردود الأفعال؛ ولم تكن فعلاً جماعياً مُنظّماً!.

بينما أكتب هذه التساؤلات؛ يُضيف السوريون إلى تفرُّقهم؛ أقصد: اختلافاتهم المُتجدِّدة على الدوام؛ ومن غير إن يكونوا قادرين على حَسمِهَا.. بلغة العقل:

– ما الفائدة من مفاوضات أستانا؛ وهل هي لتقاسم النفوذ بين الدول الضامنة لتلك المفاوضات؟!.

هل نذهب إلى مفاوضات جينيف.. أم نُقاطِعُها؟!.

كأنّما.. لم تمرَّ شعوبٌ قبلَنا في ثوراتها؛ بمرحلة المفاوضات!!

ففي الثورات السلميّة؛ فاوَضَ غاندي المُحتلّينَ البريطانيين.. حافياً؛ سوى.. من حقوق شعبِهِ.

وفاوضَ مانديلا الطغاةَ العنصريين.. وهو في سجنهم.

وفي ثورات التحرير؛ فاوضَ الثوّارُ الفيتناميونَ غُزَاتهم الفرنسيين ومن بعدهم: الأمريكان؛ وليس في حوزتهم سوى أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة؛ وسوى إيمانهم بتحرير بلادهم من الغزاة.

وفي تاريخنا.. كان أولُ المفاوضين وأمهرُهُم: نبيُّنَا محمد “ص” في صُلحِ الحُديبية مع أعدائه في قريش؛ من أن غير أن يتخلّى عن دعوته.

سيقول لي أحدٌ.. بأن الاختلاف طبيعي؛ بل.. إنه طبيعي؛ ومن سُنَن الكون والبشرية.

حسناً.. ولكن في الثورات؛ وهي لا تحدث.. كلَّ يوم؛ فإنّ أيَّ اختلافٍ حول الاستراتيجي في الثورة السورية على الطاغية؛ وفي حرب التحرير السورية ضد الطغاة والغزاة معاً؛ سيُدخل الثورة في دوّاماتٍ لا مُتناهية؛ وسيُطيل زمانها.. وزمنَ معاناةِ السوريين؛ ويترك لخرائط الأمكنة أن تتغيّرَ هي الأخرى؛ وأن يتغير التوزيع السكانيّ أيضاً.. لصالح النظام وحلفائه.

ليس كلُّ سوريٍ: سوبرماناً.. ليحتمّلَ؛ فلا يُغادِرَ وطنَهُ ولا يُهَاجِر؛ وليس كلُّ سوريٍ.. في مثلِ صبرِ أيوب عليه السلام؛ ليحتملَ كلَّ هذا الدم والدمار والقصف اليومي والتجويع الذي يُمارِسه النظام؛ وأيضاً.. ليحتمل أخطاء الفصائل التي تُقاتل النظام!.

أولويَّةُ الأولويّات.. أن نتوحّدَ في حرب تحرير سوريا من طُغَاتِها وغُزَاتها؛ أمّا الخطأ الجسيم الذي ارتكبه السياسيّون في المعارضة؛ والمقاتلون في الفصائل المسلّحة.. أيضاً؛ فهي تقديم رؤيتهم لسوريا الحرَّة القادمة: هل هي.. دولةٌ مدنية ديمقراطية؛ أم.. إسلامية ؟!؛ على أولويّة التوحُّد ضدَّ النظام وحلفائه.

أسقِطُوا الطاغيةَ أولاً.. بمقاومة حلفائه على الأرض: روسيا وإيران؛ ثم اختلفوا على شكلِ الحُكم الجديد!.

فإذا كان حالنا اليوم أشبه بحال السوريين قبل 106 أعوام حين عُقِد المؤتمر السوريّ الأول الذي صاغ الهويّة السورية؛ فهل نحتاج إلى مؤتمر مُشابِه.. وبلدنا تحت عِدَّة احتلالات؟!.

وكما في كلِّ الثورات.. فهي تبدأ من حناجرِ أبنائها؛ ولا تنتهي حتى يتمَّ الاحتكامُ إلى أبنائها: بصناديق الاقتراع.

كلُّ من يتوهَّمُ بقدرتِهِ على خطفِ الثورة من أبنائها.. باسم الحرية والديمقراطية؛ أو.. باسم الله تعالى اسمُهُ عن كلِّ رايةٍ واسم؛ سيجدُ نفسَهُ خارجَ الثورةِ ذاتِهَا؛ وخارجَ التاريخ أيضاً.. سواءً بسواء.

  • Social Links:

Leave a Reply