المحامي ادوار حشوة
يتمتع المبعوث الدولي السيد بيدرسون بصبر سياسي يحسد عليه ويظل متفائلًا ما ازداد ت السدود أمام سعيه لحل سياسي في سورية سبق ان استعصى على عدة مبعوثين قبله!
هو يعلم ان دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمهمته لا يتعدى الكلام في ظل وضع معقد تتقاتل فيه الدول بالسلاح على الأرض من اجل قضايا ابعد من الخلاف السوري الداخلي!
في سورية حرب دولية باردة جديدة وحروب طائفية تعود جذورها لأكثر من الف واربعمائة عام على من يحكم المسلمين بعد وفاة رسولهم !
وفي سورية شعب مقهور محكوم بالجزم والأحكام العرفية لمدة ٦٧ عامًا من عمر استقلاله ويريد متنفسًا للحرية !
في هذا الوضع المعقد يصعب الحصول على تنازلات لتحقيق الحد الأدنى للعملية السياسية وهي مجرد الجلوس على طاولة للمفاوضات برعاية دولية شفافة وبدون أنياب !
كل ما قدمه المجتمع الدولي للمبعوثين الدولين هو الحفاظ على توازن يمنع أي طرف من التشدد والشعور بأنه قادر على الحسم لصالحه وكانوا يعيدون التوازن ما أختل بانتظار اتفاقهم على حل !
توقف مشروع السلال الأربع ثم اخترعوا اللجنة الدستورية بدلًا من البدء بالحكم الانتقالي ثم إلى دستور انتخابي و اتفقوا على العكس!
اللجنة الدستورية تشكلت واجتمعت ليوم واحد ثم توقفت !
ذهب السيد بيدرسون إلى موسكو الأكثر نفوذا في سورية كما يعتقد البعض طالبا دعما لاستئناف عمل اللجنة ووجد ترحيبا ودعمًا ووعدا بالضغط على النظام لاستقباله بعد ان رفضوا مرارا ذلك !
بعد أيام وصلته الموافقة فسافر على عجل إلى دمشق فاستقبله وليد المعلم لدقائق وقال له ان موضوع اللجنة الدستورية صار من اختصاص الوفد الدستوري الذي تدعمه الحكومة ووجهه إلى الأستاذ احمد الكزبري ليبحث الأمر معه !
كان اللقاء مهينًا وفيه من الخفة السياسية الكثير ويحمل مسبقًا معنى الرفض وتنصلا من الاتفاق الدولي حول عمل اللجنة باعتبار وفدها يمثل الحكومة لا وفدًا من المريخ تدعمه الحكومة !
ذهب المبعوث الدولي إلى السيد الكزبري الذي ابلغه بصراحة ان الحديث عن الدستور أمر مبكر وأن ما هو ممكن ان يتم من خلال اللجنة قيادة حوار حول الثوابت الوطنية !
ومع ان المبعوث الدولي ابلغه عدم ممانعة وفد المعارضة من بحث الثوابت ضمن بدء البحث في مقدمة الدستور الا أنه رفض أي بحث في الدستور مما يعني ان اللجنة الدستورية يجب وضعها مع السلال الأربع ومع الحكم الانتقالي على الرف!
نصحوه بالذهاب إلى طهران لأن الروس يملكون حق (الاقتراح ) إما ايران فتملك حق (التعطيل)وقيل له ان تصلب النظام يأتي من ايران فقرر الذهاب اليها !
ولكي لا تغضب السعودية قرر ان يعرج عليها لا ليحصل على دعمها للجنة الدستورية وهي تدعمها بشدة بل فقط ليبلغها ان ايران لا تتدخل في أي بحث في الدستور وان مشروعها هو الحرب على اميركا !
السيد بيدرسون سمع مني في الرياض وفي جنيف ما يمثل موقفًا ثابتًا ( نحن نذهب للتفاوض المباشر بروح ايجابية تقرب ولا تبعد ولا تعرقل)!
وسمع أيضا ( كفانا وهما بالحسم العسكري لا احد منتصر وكلنا خاسرون وهناك خاسرون أكثر وخاسرون أقل ) و ( إذًا تقدم النظام نحونا بخطوة سنتقدم بخطوتين والكرة في ملعبهم لا في ملعبنا !
وسمع (كفانا حربًا ودماء وطائفيات ووجودا غريبًا على ارضنا ) !
نحن وحدنا لم نكذب عليه ولم ننافق ولم نعرقل ووحدنا الضحية التي لم تنجدها الأمم المتحدة بغير الكلام!
الآن اشفق عليه وهو يتلقى إهانات النظام إلى درجة انه لم يستطع جمع رئيسي الوفدين معا للتباحث في جدول الأعمال !
شخصيًا احترمه وأحزن عليه وهو يتلقى الوعود والأكاذيب ولم يلق بعد باستقالته على طاولة مجلس الأمن ويقول لدوله الكبرى كفاكم إرسال المبعوثين بلا قوة ولا انياب وكان بامكانكم ان تتفقوا في الغرف السرية على حل وتفرضوا هيئة الحكم الانتقالي وترحلوا من هنا و هناك من تسبب في اعظم مجزرة في التاريخ !
ان الجولة من كذاب إلى مخادع إلى باطني لا تنتج حلًا !
الحياة وقفة عز ارميها بوجوههم مع الصراخ وسيصفق لشجاعتك العالم
فهل تفعل ؟
هذا هو السؤال
Social Links: