من ذاكرة المدينة – فلاش (10)

من ذاكرة المدينة – فلاش (10)

عمران كيالي

كنت متضايقا جدا ذلك الصباح، فالجو بارد، و أنا أسرع الخطا كي أقضي حاجتي في المقهى، كان علي اجتياز ساحة سعد الله الجابري، لكنه ظهر أمامي فجأة، و لم يعد بإمكاني تفادي السلام عليه …
أهلا أستاذ عبد …
أجبته : أهلا بك …
قال : هل قرأت لك قصيدتي الأخيرة ؟
و قبل أن أفتح فمي لأجيبه، كان يمد يده إلى جيب ال(مانطو) البني الذي يرتديه، و قد اختار له قبعة بنية اللون، و حذاء بني اللون، فقط ربطة العنق كان لونها مختلفا …
سأقول له أنني مستعجل و لدي موعد هام (هكذا فكرت) لكنه باشر بقراءة قصيدته قبل أن أنفذ كذبتي على أرض الواقع …
حسنا، قد أتحمل سماع هذه الصفحة التي في يده (تابعت التحدث مع نفسي) و ربما يسجل صبري عليه مع الحسنات …
لكنه عندما أبطأ في القراءة و بدأ يعيد السطر الواحد مرتين …
تعكر مزاجي و بدأ ميلي إلى الشتائم يزداد، خصوصا أنني تعافيت من ال(كريب) منذ يومين، و أخاف من الإنتكاسة، فهذه البرودة لا تحتمل، و هذه ال(برادة) منه لا تطاق، و مثانتي على حافة الانفجار …
أفضل انتقام يمكن أن يريحني و يسعدني هو أن أعترف له بركاكة قصيدته و خلوها من الصور و تماثلها مع أحكام الإعدام …..
(الفكرة منشولة من الأستاذ عبد الجواد الصالح) …
18-2-2018
حلب 22-2-2018

  • Social Links:

Leave a Reply