كشف النفاق الإسرائيلي الأسدي الإيراني

كشف النفاق الإسرائيلي الأسدي الإيراني

العميد أحمد الرحال

حتى عام 2018 كان نظام الأسد يقول أن إسرائيل تقوم بغاراتها الجوية وضرباتها الصاروخية ضد الأراضي السورية من خارج أمدية وسائط د/ج السورية لذلك هي بحاجة لمنظومة جديدة تستطيع من خلالها وقف اعتداءات إسرائيل (تلميحاً لموسكو بضرورة تزويدها بمنظومة صواريخ إس300) رغم أن هذا الكلام غير صحيح بوجود منظومة صواريخ إس_200 لدى جيش الأسد والتي يبلغ مداها 150 كم.

اليوم نظام الأسد يمتلك منظومة إس300 كما أراد, ومع ذلك بدل أن تتوقف الهجمات الإسرائيلية على مواقع حلفائه الإيرانيين نجد أن تلك الهجمات زادت عمقاً وافقياً وباتت تطال كامل مساحة سوريا, من أنفاق الحرس الثوري الإيراني بمدينة البوكمال والميادين (على الحدود العراقية السورية) وحتى محيط جبل المانع بالكسوة (جنوب دمشق) وحتى أنفاق حزب الله بالقلمون والزبداني (على الحدود اللبنانية السورية), إضافة لـ مراكز تصنيع الصواريخ والسلاح الكيماوي بمصياف وأرياف حماه وطرطوس وحتى مستودعات صواريخ الياخونت البحرية في محيط مدينة اللاذقية (على طريق الحفة) إضافة لكل شحنات الأسلحة التي تستقدمها إيران إلى عملائها في سوريا ولبنان براً عبر الأراضي العراقي.

ما الحجة اليوم؟؟

لماذا لا تتم عملية الرد على الهجمات الإسرائيلية علماً أن نصف قطر الدائرة الفعالة لنسخة منظومة صواريخ إس_300 المسلمة لجيش نظام الأسد تتراوح بين 150 و250 كم, أي بمعنى أن تلك المنظومة قادرة على اصطياد الطائرات المعادية حتى أراضي قبرص بحراً مروراً بكامل أراضي لبنان غرباً  وحتى قطاع غزة جنوباً وحتى كامل سماء الأراضي الأردنية, ومع ذلك لم يطلق صاروخ واحد ضد الطائرات الإسرائيلية, أما بموضوع الكشف الراداري واللاسلكي فمنظومة الرامونا (القديمة) الموجود في جيش الأسد, قادرة على كشف أي طائرة إسرائيلية بمجرد ارتفاعها عن أرض المطار 15م, أو كشفها لاسلكياً بمجرد إجراء الطيار مكالمة واحدة مع قاعدته الأرضية وعلى كامل مساحة فلسطين المحتلة.

كفاكم كذباً

فـ كل تلك الضربات الإسرائيلية تتم بتنسيق روسي إسرائيلي وبعلم نظام الأسد, غايته منع الإخلال بالتوازنات العسكرية التي تحكم توازنات المنطقة السياسية, ولا تتعمد أو تستهدف بلحظة من اللحظات التأثير على نظام الأسد ومواقع الأسد, علماً أن إسرائيل تدرك تماماً أنه بظل الواقع العسكري الجديد لم يعد بالإمكان التمييز بين موقع سوري وموقع إيراني وموقع لحزباله في سوريا, فقد أصبحت كل القواعد الجوية السورية ومستودعات الجيش السوري وثكناته ومقرات فرقه العسكرية تحت تصرف جنرالات الحرس الثوري الإيراني, وقادة حزباله, وأصبحت صور خامنئي توضع بالمقرات العسكرية السورية إلى جانب صور بشار الأسد, كدلالة على مرجعية القرار العسكري, وزاد عليها سيطرة جنرالات الحرس الثوري الإيراني على كامل مواقع ومعامل مراكز البحث العلمي العسكري في دمشق وحلب وحمص وحماه, وأيضاً سيطر الحرس الثوري الإيراني على معامل وزارة الدفاع العسكرية الخاصة بإنتاج الذخائر والصواريخ المحلية وتم تطويرها إيرانياً بعد ان قامت إيران بنقل معدات التصنيع العسكري من داخل إيران إلى سوريا كخطوة التفافية على هجمات إسرائيل والتحالف التي كانت تستهدف أرتال إيران من الشحنات العسكرية القادمة من إيران إلى سوريا براً أو جواً عبر العراق. (كانت إيران أقامت لأيضاً 4 معامل صواريخ متطورة في محيط مطار بيروت وقرب أحد ملاعب الأندية الرياضية, لكن إسرائيل هددت بقصفها فقام حزباله بتفكيكها بعد وساطة من إحدى الدول الأوروبية).

اليوم تقول إيران أنها زودت نظام الأسد بمنظومة بافار_300 أو باور300 والقادرة على اصطياد الأهداف الجوية على مسافة تصل لـ300كم وأنها تريد تخليص نظام الأسد من فيتو روسي يمنع عليه استخدام منظوماته الجوية خارج الحدود السورية وأنه لم يكن قادراً على إطلاق صواريخه ضد الطائرات الإسرائيلية المهددة لمواقعه من فوق لبنان او فوق الجولان أو حتى من فوق البحر المتوسط.

طبعاً هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً من أي قائد يتمتع بأدنى درجات الحس الوطني ولا يمكن لقوة بالعالم أن تحد من استخدام قائد لمعداته الدفاعية ضد قوى معادية تستهدف اي موقع عسكري أو مدني, لكن كما نعلم أن بشار الأسد همه البقاء بالمنصب حتى لو على جماجم السوريين, وأنه مستعد للتفريط بكل شيء حفاظاً فقط على كرسي السلطة.

إيران اليوم بمنظومتها الصاروخية الجديدة تريد أن تقول لروسيا أنها ترفض قواعد الاشتباك المتوافق عليها ما بين موسكو وتل أبيب وأنها ستغير أطراف المعادلة التي تتحكم بالمنطقة, لكن الغارة الإسرائيلية ليل الاثنين الفائت عدا عن أهدافها العسكرية التي دمرتها وكأن اسرائيل وكأن إسرائيل أرادت أن تقول: إيران كفى كذباً.

فقد أغارت إسرائيل ودمرت مستودعات صواريخ إيرانية ومواقع وأنفاق للحرس الثوري الإيراني دون أدنى رد أو مواجهة باستثناء بعض الصواريخ (المفرقعات) التي أطلقتها بعض بطاريات الدفاع الجوي الأسدية (الصدئة) وسقط أحد صواريخها داخل الأردن, ونظام الأسد يعلم تماماً أن منظومات تلك الصواريخ (وبدون استخدام منظومات التشويش الالكتروني الإسرائيلي ضدها) لا تطال طائرات وصواريخ إسرائيل وأن الغاية منها فقط رسالة للداخل السوري (للمنحبكجية) تقول: نحن لم نسكت.

كفاكم كذباً

  • Social Links:

Leave a Reply