ميزوبوتاميا – ميديا شيخة

ميزوبوتاميا – ميديا شيخة

-1-

كان..يا ما كان

في سالف العصر والزمان

شعب يفوح منه عبق الأزمان

أبوه الجبل وأمه دجلة الخير

أنفاسه من رذاذ أهماذان

وآمد..

حروف تاريخه من طين إمارات آميديا

راسخة قامته عند هيرودت

لا فارسي ..ولا طوراني..

ولا..أتاتوركي كان.

-2-

نحن الموغولون في القرون الغابرة

من “أهورا مزدا”…و”أهريمان”..

نحمل سلالاً تتساقط منها ألف حكاية ٍ.. وحكاية

في كل شبر من كردستاننا زرعناها فأنبتت أغصانها زهرات الوفاء..

وأينعت حبًا وأومأت لربِّها شكراً

من جودي: رمزنُا المقدس

نحييكم يا شعوب الأرض الحرة.

 

يا حمامةُ نوح

يا نبض عشقي الأزلي

حلقي فوق خيباتنا الشاهقة

عبر أجيال وأجيال

واشهدي قتل يوسفنا وذويه

على روابي كوردستان

-4-

يا حمامة نوح

يا رفيقة الثكالى في دجى ليلهن

وشوشي في أُذن طوفانكم

أنَّ بني طوران ما زالوا في غيبهم يعمهون

 

-5-

ميلادي كان قبلك يا سيدي المسيح

أتذكر ظل روحي وهو يتجول في

إماراتي الميديةْ

ويهتف لــــِ “كيخسرو” المجد والعنفوان

ولـــِ “دياكو” وهو يجول بحصانه الفضي

تراب كوردستان

من بحيرة (أورمية)

إلى بحيرة (وان)

إلى مدينة (عِلام) و(أقباتان)

تشرق شمس كردستان

-6-

النار ….والماء…والريح.. وميترا

عشقنا الأزلي

و “لالش النوراني” دربنا نحوالخلود..

من قبس روحه ننهل

العلم والحكمةْ ..والتراتيل والصلوات.. والأحكام..

ومن “أهورا مزدا”

نعرف طريق النور إلى الحرية ْ

الطريق التي آخينا فيها “ثيزدان”

و”زند أفستا”

والزرادشتية

-7-

من آدم وحواء

ننثر رياحين الحب سلامًا

ونطرز قمصان العشاق

بحكايات الأجداد

المقطوفة من شجر اللوز والسنديان

تلك الحكايات التي نسجت من سماحة

زردشتنا الأول وهو ينثر بيادر كردستان

ببذار الرحمة ويُأذن في الناس

سلامًا على شعب السلام

-9-

من تلك الأقاصي

جاء ممُ و زين يبحثانْ

عن أرض يبسطان عشقهما عليها

وعن مطر ينيرُ درب هيامهما

من تلك الأقاصي

يبحث كاوا عن مفاتيح المجد المغلق

منذ دهور

من تلك الأقاصي تغني نوروزُ للحريةِ والسلام

وتغازل قداسةِ الجبل العتيد

في كوردستانْ.

-10-

في عتمة ذاك الغيهب وهذا الطوفان

نحتسي غدر بني طوران

وننام على آهاتنا

يا”أهورا مزدا”

كيفَ سينجلي الغمام..؟…

ويكفُّ الأنينْ….

وهذا الذلُّ…وهذا الهوانْ!..

وهذا السواد…

والمحنة هي المحنة

نحملها على أجنحة الخراب!!

-12-

تحكي اليمامة يازداندوخت

عن أسالافها

أَنَّ كردستاننا راودت الشمس عن نفسها

فأنجبت كيخسرو

ومن ماء يديه وعرق سيفه

ولدنا نحن “الميديون”

كوردستان أمنا وأبونا كيخسرو

ومملكةً الله المنسدلة من ظفائر السماء

والمعمود في أنهار من خمر الربِّ

سماه أبونا بميدية السكينة.

ومأوى عابري الجمال.

كردستان يا ياقوتة كل حر

ويا نور الطرقات المؤدية إلى

السموات السبع والأرضين السبع

يا قبلة النضال ومسجد الأحرار

لا زلنا نؤمُّ ابنك كيخسروا

ليصلي بنا مغمضين

ويظلنا بزنديه لنسير

إلى شرقنا ونمد نارنا

بالأضحيات.

 

 

-13-

 

ما بين ماضٍ يعانق درر المجد

وبين حاضر يحتسي اللذة يأسًا

نشربُ من ماء اللوعة

في مسلسل المحنْ..

أشلاء تتبع أشلاءً

طفلٌ يبحث عن ابتسامة أمه هنا..صبية على قارعة الطريق..

أم منحنية على وليدها هناك…شيخ يبكي عمره والذكريات..

والدٌ ينتظر عودة أبنائه على عتبة الباب.

كلما تجوعْ سعلوات الدم

تنهشْ خراف أجسادنا

آه على قلوبنا الرضع

آه ..على أنيننا التائه في فلوات الرب

كانتْ لها وطنًا اسمه كوردستانُ

ضاعت صبايا العمر من أمها كوردستانْ.

 

-14-

كوردستان كانت طفلة ..مدللةْ..

ترسمُ الأقلام وجهها

عيونها الكحيلة

بلوحةٍ زيتيةٍ..وقصة طويلةْ

بألف ..ألف آهةٍ ..ووصلةٍ جميلةْ.

كوردستان كانت ندوةً

عنوانها..

المستقبلُ الآتي القريب

شجرَ السنديان

الذي احترق

من شاطئ”وان” , وقد جاء الغرقْ

نظرة الطفلِ التي دُثرت

خطوةَ الأملِ التي صارت رفاتاً..

صارتْ رماداً..

تعب الورقْ…

تعبتْ أغاني الصمتِ من همساتها

تعب الجبينُ من أعوامُ الأرقْ

ماذا بنا؟…

من قيَّد الأيديْ التي كانتْ لنا؟!..

من سمَّرالخطوات في دروبنا؟!..

ماذا بنا ؟!..

كوردٌ..وأيامُ الكورد..

في مملكة “ميديا”…

عزٌ.. وفخر.. وسؤودْ..

كوردٌ..وأيام الكورد..

كالنور كانت مغنماً..

كوردٌ..وبلادُ الكورد مغتصبةْ…

جرحتها الأسلاك الشائكةْ

كبلتها القيودْ

ومزقتها الحدودْ

وفتاةُ الكورد تستصرخُ الآتين

وااااا مستقبلاهُ….

وتستجدي إله الكورد

“أهورامزدا”

واااا..كردستاناه..وا اااكوردستاناه..

والسيفْ..

أين السيفْ حدْ

بين جدٍ ..ولعبْ

والطفلُ من جبالِ كوردستان يصيحْ

كما الجريحْ..

آه..آه ..ياوطني عمري قد ذهبْ

كوردستان مدفنها الصدورْ.

  • Social Links:

Leave a Reply