الهيئة السياسية للاتحاد السوري للمعتقلين

الهيئة السياسية للاتحاد السوري للمعتقلين

بيان إدانة للتدخل الروسي في سوريا في الذكرى الخامسة

تحل اليوم الذكرى الخامسة للتدخل الهمجي الروسي في سوريا.. الذي بدأ في 30/9/2015 فبعد أن خسر «نظام بشار الأسد» كل مواجهاته العسكرية مع «الثوار السوريين» المدافعين عن «ثورة الكرامة السلمية»، وبعد خسارته لمعظم الأراضي السورية، وبعد أن فشلت الميليشيات الإيرانية بقيادة «الحرس الثوري الإيراني» في إنجاز نصر حاسم لصالح حليفهم المستبد، راح نظام الأسد يستنجد بالحليف الروسي، متوسطاً لدى الإيرانيين الذين أوفدوا هالكهم مجرم الحرب «قاسم سليماني» إلى «موسكو» يغرونهم بالمال الخاص، وبتقاسم خيرات سوريا.

ويعدّ هذا التدخل من أهمّ نقاط التحول في الموازين على الأرض لمصلحة قوات النظام الطائفي في سوريا، فقد أدى بدايةً إلى سيطرته على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، تبعها قضم مستمرٌّ لما يعرف بمناطق خفض التصعيد في الجنوب والغوطة الشرقية لدمشق وحمص ودرعا وبعض مناطق إدلب وحماة وحلب.

وخلّف هذا التدخل نتائج كارثية على المستويات الإنسانية بعدد الضحايا والمجازر وبعمليات التهجير وتدمير البنية التحتية، والتي تحتاج سوريا لسنوات حتى تتمكن من التعافي من نتائجه، لاسيَّما أن المدن والبلدات السورية الخارجة عن سيطرة قوات النظام تحولت لساحة حرب تصب الترسانة العسكرية الروسية كل قوتها التدميرية فيها، بمشهد وُصف بأنه الأكثر تدميراً منذ الحرب العالمية الثانية، لا بل إن روسيا خرجت عن المألوف متباهية بجعل أجساد السوريين حقول تجارب لأسلحتها الفتاكة لتزيد من مبيعاتها من تلك الأسلحة.

لقد أدى التدخل الروسي الآثم إلى قتل آلاف السوريين من المدنيين العزل، بارتكاب مئات المجازر المروعة، حيث تركزت الهجمات الروسية على مراكز المدن، ومنازل المدنيين، والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين، وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم، فاستهدفوا منازل المدنيين، والحقول الزراعية، والطرق الرئيسية، والفرعية، والمشافي، والمراكز الطبية، والأسواق الشعبية، والمدارس، واستهدفت مخيمات النازحين، إضافةً لعشرات الهجمات التي استهدفت مساجد وأفراناً ومعامل وأبنية عامة.

اتبعت روسيا سياسة الأرض المحروقة، في دعمها لقوات النظام، على مدى السنوات الخمس الماضية، وتنوعت الأسلحة المستخدمة بالهجمات على المدنيين من قِبَل القوات الروسية، وكان معظمها بالغارات الجوية، التي بلغ عددها 5025 غارة، فيما شنت روسيا (318 هجوماً) بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، واستخدمت كذلك الأسلحة الحارقة في (130 هجوماً) على المدنيين في سوريا.

وتسبب العدوان الروسي على الشعب السوري بموجات نزوح هي الأكبر في تاريخ المنطقة والعالم، ومنهم من نزح أكثر من خمس مرات، على فترات متفرقة، بالتزامن مع الحملات العسكرية التي شنها النظام وروسيا على مناطق المدنيين.

استخدم العدوان الروسي آلية خفض التصعيد عبر اتفاق وقِّع في أيار/ مايو عام 2017 وهي أربع مناطق، تساقطت الواحدة تلو الأخرى، بعد أن دمرتها آلة الحرب التي لا ترحم، ولم يبقَ إلا منطقة خفض التصعيد الأولى، والتي تضم إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية وحماة.

أما عن إجرام روسيا سياسياً فهو لا يقل شراسة عن الإجرام العسكري، فقد استخدمت موسكو «حق النقض» الفيتو 16 مرة في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضد «تمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود» والضغط للاقتصار على معبر واحد، وحقوقياً عبر التصويت دائماً ضد كافة قرارات مجلس حقوق الإنسان، وضدَّ «تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية» في سوريا، وضدَّ «إنشاء آلية التحقيق المحايدة المستقلة»، وضدَّ «عمل لجنة نزع الأسلحة الكيميائية».

يا أحرار سوريا الحبيبة

إن الهيئة السياسية للاتحاد السوري للمعتقلين تدين بكل عبارات الغضب التدخل الروسي الغاشم في بلدنا سوريا، وضد شعبنا المطالب بحقوقه المشروعة.. مطالبين القيادة الروسية بالخروج مباشرة من سوريا.. والاعتذار الصريح من الشعب السوري عن الجرائم الشائنة بحق الإنسانية.. وتقديم التعويض المالي للشعب السوري جراء العدوان البغيض.. تعويضاً لا يمكن أن يكافئ آلاف الشهداء وملايين المهجرين.

كما إننا كهيئة سياسية حرة مستقلة نرفض رفضاً قاطعاً قبول روسيا في أي تسوية للشأن السوري، إلا فيما يتعلق بإجبار حليفها القاتل بشار الأسد للخروج من السلطة، وتقديمه للمحاكمة، على ما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين الأبرياء..

وإنها لثورة منصورة بإذن الله.. وتحيا سوريا حرة كريمة.

  • Social Links:

Leave a Reply