خيري الذهبي يكتب عن….المخرج علاء الدين كوكش

خيري الذهبي يكتب عن….المخرج علاء الدين كوكش

افتقدنا وبحسرةٍ.. واحداً من مُبدعي سوريا الكبار  في المسرح والتلفزيون والسينما والأدب.. خسرت سوريا المخرج الكبير وصديق العمر ورفيق درب العمل الفني علاء الدين كوكش.. أحد مُعلّمي الدراما وأحد مُؤسسي الجيل الأول للفن السوري المعاصر.

كان علاء كوكش صياداً ماهراً و حَذِقاً للحكايا الشعبية التي تصلح للتحويل إلى الدراما.. وبِحِسّه المُرهف و ثقافته المُدهشة كان يلتقط روائع القصص والحكايات ويعمل على صبغها من ذاته عبر مُعالجاتٍ ذكية كي تخرج للناس بمتعة ومقولة وهدف.. عَمِلنا معاً ذاتَ مرَّة في مسلسلاتٍ مُبكرة حينما حَوَّل روايتي “طائر الايام العجيبة” إلى مُسلسلٍ تلفزيوني من بطولة: ملك سكر ومحمد الشيخ نجيب وعباس النوري وعبد اله عباسي..

وعملنا كذلك في “الوحش والمصباح” مع رفيق سبيعي وأسعد فضة.. وكذلك في مسلسل “الشطار” عن روايةٍ أخرى لي اسمها “الشاطر حسن” كان ذلك منذ ٤٥ عاماً.. وكانت على ما أذكر تجارب رائعة حين ساقتنا الأقدار إلى صداقة قوية جمعتني به وبزوجته الراحلة النجمة السورية ملك سكر؛ وبابنته العزيزة سمر كوكش و بابنه تيم؛.و بأشقائه الفنانين: رشاد وأسامة؛ وحتى فترات قريبة كُنّا نتبادل الرسائل والأخبار.

علاء كوكش كان مجنوناً بالعمل.. لا يُفكّر بشيءٍ سوى العمل في كلّ جلسةٍ؛ ومع كلّ رشفة قهوة هنالك فكرة و جَدَلٌ لطيف وأنيق يُشبهه تماماً.

خَسِرَت سوريا برحيله أحدَ أعمدة ثقافتها؛ وكي لا ننسى.. فمسرحية “حفلة سمر من أجل ٥ حزيران” للراحل الصديق سعدالله ونوس كانت بتوقيع علاء كوكش؛ وهي كانت تًبشّر بثنائيّ مسرحيّ مُدهش.

أمّا عن تجربة كوكش الأدبية؛ والتي كانت لا تقلُّ عن عشرات الأعمال الدراميّة التي قدّمها.. فهي تحتاج منّي الكثير للكتابة عنها؛ فهو صاحب روايةٍ و قصةٍ قصيرة وأدبٍ مُتكامل.

لترقد روحك يا صديقي بسلام.. لعلَّك الأن في مكانٍ أفضل.

  • Social Links:

Leave a Reply