المسألة السورية والدور العربي

المسألة السورية والدور العربي

مرحلــــــة جـــــــديــــــــدة

د. منذر ابومروان اسبر

اية استراتيجية في الوضع السوري بل والوضع العربي هي استراتيجية متعددة الابعاد بسبب الحرب التي طغت عليه  وتعدد الدول المتدخلة فيه والمتغير الدولي في علاقة الشرق والغرب بهذا الوضع وخاصة في سورية .

بهذا طرحنا القيا م بعمل وطني سياسي مواز للنظام  بحيث ان قضية الارض والشعب لاتترك له ولا للقوى المتصارعة معه ، في الوقت الذي انتشرت فيه  ثورة مضادة للانتفاضة الشعبية السورية ـ نظاما ومعارضة ـ تجتمع وبمفارقة على العسكرة والارهاب والتابعية للقوى الخارجية.

ثمة لابد من الاشارة ايضا الى التشديد على  تمحور هيئة التفاوض السلبي بما اوصل الى نوع من كساح هذه الهيئة رغم محاولات معالجة ذلك والى عمل الائتلاف على تقطيب المسالة السورية سياسيا بينه وبين النظام كما تم في بداية الثمانيات  بين النظام نفسه وبين الاخوان المسلمين بما دعانا الى التوجه ايضا الى العمل الشعبي .

وامام معضلة الازمة السورية في احتكار الدول الاجنبية لحلها كان لابد من بعد ثالث استراتيجي اكدناه في خلق قطب عربي وازن حددناه أنذاك  بدول مصر والسعودية والجزائر ،دفاعا عن الوطن والامن القومي والسلم ، لان الدول العربية تشكل سلسلة مان تسقط حلقة وازنة فيها،،حتى تشرع بقية الحلقات بالسقوط اجلا ام عاجلا .

هكذا ظلت  معظم  مجموعات المعارضة ابعد من ان تتسلح بخطة استراتيجية بمايجعلها دون مستوى القضية السورية اعترافا ببعضها البعض واستقلالية عن الدول الاجنبية وتعضيا بالمصلحة العامة للشعب السوري..عدا عن عدم ادراكها الواقع الدولي حول “الهزيمة الاولى للنظام العالمي الجديد الدولي ـ د. فريديريك بيشون ، مجلة مشهد العالم ” اذان “هذا النظام لم يعدغربيا بشكل حصري” وان حلف “استانا”  الشرقي هو معطى اساسي  فيه خاصة فيما يتعلق بسورية .

نرى مجددا بعض الدعوات في تفعيل الدور العربي الذي تستخدم دوله سياداتها ضد بعضها البعض وليس ضد المشاريع الخارجية المهددة لوجودها اساسا، وهذافي وقت تتكرس فيه  ثلاثة مشاريع قومية اقليمية توسعية: ايرانية وتركية واسرائيلية .

بالتمييز بين السلطة والدولة فان الدول العربية الوازنة امام امتحان لوجودها وفاعليتها بما تملكه من مشتركات اللغة والتاريخ والتراث الحي وبعدم امكانية استمرارها بتحالفات التابعية القديمة او بتحالفات انتحارية  جديدة مع اسرائيل .

انه لم يبق امامها سوى الاضطلاع بمشروع لها : امنا وسلما ومصالح وحضورا فاعلا في المنطقة ممتلكة بذلك القدرات البترولية والعسكرية والمالية والديمغرافية بما يواجه  السيل الجارف لتلك المشاريع.

.وامام الدور السلبي واللامسؤول للمعارضات السورية الخارجية التي يتميز معظمها ببؤس الخطاب السياسي الطفولي الذي يأخذ على دول غاب المصالح الدولية ان تحل محل نضالات الشعوب في تحقيق اهدافها الوطنية والديمقراطية والاجتماعية، فان المسألة السورية اصبحت تعني اقامة مؤتمر وطني سوري في سورية نفسها والذي يشكل نوعا جديدا من المؤتمر السوري عام 1920

ان قاعدة هذا الموتمر هي اللاءات الاربعة: لا للعنف لاللطائفية لا للتدخلات الخارجية  لا للارهاب ، ومايطرحه الاسلام الوطني المتنور على لسان الشيخ معاذ الخطيب ” اقتدي بالنبي محمد في محبة الاوطان ” ومايفرض نفسه من الحقوق الوطنية للشعوب العربية ،  ومايتقدم به العديد من الاستراتيجيين في “تغليب الاخطار الخارجية ” على سواها، وفيما يشدد عليه الديمقراطيون على المواطنة الواحدة حيث لااقليات ولااكثريات تصنيفا ام اقصاء. هل من امكانية لذلك ؟ نقول نعم  مع التطورات الجديدة.

ولان  هذا المؤتمر يفتح باب المستقبل  المغلق حتى اليوم لسورية وتخليصها من سطوة  المطامح الخارجية فانه سيمكن ، بالاضطلاع بقوت الشعب وامنه ومشاركته، الدور العربي الجديد من الحضور الفاعل في المنطقة مع سورية وبسورية.

لنا ان نقول اننا امام مرحلة جديدة

  • Social Links:

Leave a Reply