نقاش اليسار الثوري حول الأحداث والتطورات وتقييمه لها ج3

نقاش اليسار الثوري حول الأحداث والتطورات وتقييمه لها ج3

الجامعة الماركسية لمنظمة الثورة الاشتراكية -الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي- تحت شعار: “بعد انتخابات 2020: التحضير للثورة الاشتراكية الأمريكية”

لا مزيد من القتل! حركة النضال ضد قتل النساء في المكسيك

تحدثت الرفيقة كارين كامبوس، من منظمة La Izquierda Socialista (اليسار الاشتراكي)، الفرع المكسيكي للتيار الماركسي الأممي، عن النضالات ضد قتل النساء في المكسيك. إن هذه الظاهرة المرعبة، التي يتم فيها تحقير المرأة وتحطيم سمعتها وقتلها لمجرد كونها امرأة، قد نمت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. بعد عقود من ارتفاع معدلات قتل النساء في المكسيك تضمن القانون الصادر في يونيو 2012 العقوبات على هذه الجريمة، التي تعتبر أحد أعراض اتجاه الرأسمالية نحو البربرية، لكن جرائم القتل استمرت في الارتفاع بلا هوادة.

وعلى الرغم من مرور عقود على ما يسمى الحرب على المخدرات -والتي ترقى في الممارسة العملية إلى عملية احتلال عسكري- فإن الجريمة المنظمة ما تزال متواصلة، بل إن عصابات المخدرات تقوم بدور الدولة في بعض المناطق. تسبب هذا في تحلل اجتماعي شديد، مما وفر أرضا خصبة لنمو كراهية النساء والنزعة الذكورية والهمجية العامة. وبينما يتحدث الرأسماليون عن الافتقار إلى القيم والحاجة إلى التعليم، فإنه لا يمكن أن تكون هناك أي “قيم” عندما تكون الظروف المادية لظهورها غائبة تماما. وهكذا فإن مشكلة قتل النساء في المكسيك مرتبطة في نهاية المطاف بالرأسمالية والإمبريالية.

وقد أثار هذا الوضع، بحق، حركة جماهيرية ضد قتل النساء، شارك فيها الماركسيون المكسيكيون وتدخلوا بحماس كبير. في العام الماضي خرج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد. طالبت الحركات النسوية بالحق في السيطرة والقيادة داخل الحركة. لكن النظرية النسوية، التي تضع مسألة الجندر فوق كل اعتبار، والتي تطمس تناقض المصالح بين النساء البرجوازيات والنساء البروليتاريات، قد أدت في الممارسة إلى عزل نضال نساء الطبقة العاملة عن نضال الطبقة العاملة بشكل عام.

لكي تتقدم الحركة تحتاج إلى الأفكار الماركسية، التي تضع اضطهاد المرأة على أساس طبقي، وبالتالي يمكنها توحيد الطبقة العاملة بأكملها في النضال ضد قتل النساء، وضد الرأسمالية. لطالما طرح مناضلو La Izquierda Socialista هذا المنظور داخل الحركة. وفي حين أن الاشتراكية لن تقضي على اضطهاد المرأة بين عشية وضحاها، فإنها ستضع الأساس المادي لكي تقوم الطبقة العاملة بالتغلب على آلاف السنين من انقسامات المجتمع الطبقي.

الاشتراكية في حياتنا! لماذا نحتاج إلى منظمة ثورية

خلال الجلسة الختامية، تحدثت الرفيقة لورا براون، العضو المساهمة في تحرير Socialist Revolution ، عن النجاحات الأخيرة التي أحرزها التيار الماركسي الأممي في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. لقد دفعت أحداث 2020 شريحة كبيرة من العمال والشباب نحو الأفكار الاشتراكية الثورية. وقد كتب إلينا مئات الأشخاص يطلبون معرفة المزيد عنا والانضمام إلى المنظمة، كما أن التيار الماركسي الأممي قد توسع إلى مدن جديدة في جميع أنحاء البلاد. إن المنظمة وبعد أن بدأت بفرد واحد، قبل أكثر من عقدين بقليل، قد صار لها الآن وجود متزايد في 60 مدينة وبلدة أمريكية.

وقدمت الرفيقة لورا بعض الملامح البارزة لعمل التيار الماركسي الأممي خلال العام الماضي. فخلال حملات بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعامي 2016 و 2020، تجنبت المنظمة كل من الأخطاء الانتهازية والأخطاء اليسارية المتطرفة على حد سواء، حيث تعاملت مع الجوانب التقدمية للحركة، بينما كانت تشرح دائما الحاجة إلى القطع مع الحزب الديمقراطي. لقد تدخل الرفاق بقوة في الاحتجاجات ضد مقتل جورج فلويد، والتي هي أكبر حركة في تاريخ الولايات المتحدة، ودافعوا عن ضرورة مواجهة العنصرية وعنف البوليس من خلال الثورة الاشتراكية وربط تلك الحركة بالحركة العامة للطبقة العاملة. وطوال دورة الانتخابات العامة لعام 2020، قاوم الماركسيون ضغط سياسة “أهون الشرين” وعوضا عن ذلك دافعوا عن ضرورة بناء حزب اشتراكي جماهيري قائم على الحركة العمالية المنظمة.

كما استمع الحاضرون إلى كلمات مناضلي التيار الماركسي الأممي في المكسيك وباكستان وإيطاليا وجنوب إفريقيا وكندا وفرنسا والبرازيل والسويد والمغرب والنمسا وتشيلي وبريطانيا. وفي حين أن تفاصيل الأوضاع تختلف من بلد إلى آخر، فإن هناك خيطين مشتركين عبر جميع المساهمات: واقع الأزمة العالمية للرأسمالية، ونجاحات التيار الماركسي الأممي في جهوده لبناء قيادة الثورة الاشتراكية العالمية المستقبلية.

وضمن التقارير الأممية تلقينا تحديثا لأخبار الحملة من أجل الإفراج عن رفيقنا الباكستاني عمار فياز. لقد تعرض الرفيق عمار للاختطاف على يد السلطات في 08 نوفمبر وما زال مختطفا منذ ذلك الحين. لقد مر العديد من الاشتراكيين، بمن فيهم العديد من مناضلي التيار الماركسي الأممي، بهذه المحنة خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا بفضل حملات التضامن الأممية الضخمة. وخلال النشاط التقطنا صورة تضامنية للمطالبة بالإفراج الفوري عن رفيقنا، كما نطلب منكم مساعدتنا في هذه الجهود.

لقد جاء هذا النشاط في سياق الركود الاقتصادي العالمي وانتشار الجائحة على الصعيد العالمي، والانتخابات الرئاسية الأمريكية الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. لكن في مواجهة هذه الأزمة الرأسمالية غير المسبوقة، يمتلئ الماركسيون الأمريكيون بالتفاؤل، لأنه تحت سطح المجتمع، تختمر حركة اشتراكية ثورية قوية، ومناضلو التيار الماركسي الأممي ينظمون قواهم عبر الولايات المتحدة لضمان أن تكون هذه الحركة المزدهرة هي التي ستقضي أخيرا على الرأسمالية إلى الأبد.

الثورة الاشتراكية

مترجم عن موقع الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي “الثورة الاشتراكية”

  • Social Links:

Leave a Reply