الطفلة ميسون المشرف توفت في عفرين

الطفلة ميسون المشرف توفت في عفرين

عائشة صبري – آرام

تعاطف ناشطون محليون، أمس الاثنين، مع تسجيل مصوّر يُظهر شاباً يحتضن طفلة رضيعة متوفية، وأقسم بالله أنَّ سبب الوفاة يعود إلى “الجوع”، حيث قال إنَّها لم تأكل منذ ثلاثة أيام، وأهلها عزيزو نفسٍ لا يطلبون من أحد.

وأضاف المتحدث في التسجيل، والدموع تملأ عينيه، أنَّه جلب الطفلة إلى منزله كي يقوم بتكفينها وإجراءات دفنها، كون أهلها لا يملكون ثمن الكفن والدفن، حسب ادعائه، لافتاً إلى أنَّها ماتت من الجوع رغم الأمان في مدينة عفرين شمال محافظة حلب شمالي سوريا، “فلا يوجد قصف وحصار”.

ناشطون آخرون أوضحوا في تعليقات على موقع فيسبوك أنَّ الوفاة سببها مرض “ضمور عضلات” تُعاني منه منذ الولادة، وآخر ثلاثة أيام من عمرها قضتها الطفلة في المشفى، كما أكد هذا الكلام، إبراهيم عبد الله، أحد أفراد الكادر الطبي الذي كان يُشرف على حالة الطفلة.

الطفلة تدعى “ميسون حسين المشرف” عائلتها مهجّرة من مدينة سراقب شرق محافظة إدلب وتقيم في مدينة عفرين شمال محافظة حلب، وأكد “حسام أصلان” جار سابق للعائلة لمدة عشرين عاماً عندما كانت تقطن سراقب، لشبكة “آرام”، أنَّ “جاره حسين المشرف من المستحيل أن يترك طفلته تموت من الجوع”.

وقال “أصلان”: إن “والد الطفلة المتوفية يعمل في مطعم “شاورما” منذ سبع سنوات، ورزق بطفلين توأم صبي وبنت قبل عام وستة أشهر، حيث توفي الطفل منذ الولادة بسبب مرض ضمور العضلات بينما الطفلة حاولوا مراراً علاجها من مشفى إلى مشفى دون جدوى”.

واستبعد كليّاً أن يكون سبب الوفاة هو “الجوع”، لأنَّ والد الطفلة لم ينقطع عمله حتى بعد النزوح، ظلّ يبحث عن عمل ليعيل عائلته، حيث تقيم عنده أخته المطلقة ولديها طفلين إضافة إلى والده ووالدته، لافتاً إلى أنَّ طليق أخته يقيم في ألمانيا ولا يرسل نفقة لطفليه.

من جهته، الشاب حسين المشرف، ابن عم والد الطفلة المتوفية، أكد لـ”آرام” وفاة الطفلة بسبب المرض، موضحاً أنَّ ابن عمه توفي له من قبل ثلاثة أولاد آخرهم شقيق التوأم “ميسون” بسبب مرض ضمور العضلات، والذي غالباً يصيبهم نتيجة القرابة بين الزوجين (أولاد عم).

وتعرّض “حسين” لاتهامات عبر تعليقات على منشوره في فيسبوك بأنَّه غير مطلع على حال ابن عمه، حيث لم يصدّق البعض من الناس أنّها لم تمت من الجوع، لكنَّه نفى جملةً وتفصيلاً ما ورد في التسجيل المصوّر الذي بثه الشاب “عمار محمد حسين” مستعطفاً بدموعه الناس، معتبراً أنه من باب الاستعطاف لا أكثر.

كذلك تعرّض “أصلان” لإساءة من قبل من تابع منشوره في صفحته على فيس بوك، حيث اتهمه البعض بأنّه عندما بيّن حقيقة الوفاة من المرض وليس من الجوع سيحرم العائلة من المساعدات، فاضطر إلى حذف منشوره.

وفي هذا الصدد، شدّد في حديثه لنا بقوله: “أنا كل هدفي توضيح الحقيقة وأنفي أن جيراني يتركون أولادهم يموتون من الجوع، هم فقيرو الحال وعزيزو النفس، نعم، ولكن من مستحيل أن يتركوا طفلتهم تموت من الجوع، بل توفت بسبب مرض عضال، وحدث استغلال لهذه الحالة بحثاً عن شهرة أو انتفاع أو ما شابه”.

من جهتها منصة “تأكد” نشرت صورة عن استمارة الطفلة في مستشفى عفرين الوطني، والتي تحوي بعض المعلومات الطبية حول حالة الطفلة قبل وفاتها.

وأكد مصدر طبي أن الطفلة تعاني من شلل دماغي منذ ولادتها نتيجة مرض وراثي، وأدخلت قبل ثلاثة أيام إلى المستشفى وفقدت حياتها، الاثنين، نتيجة المرض، نافياً نفياً قاطعاً أن يكون الجوع هو سبب وفاتها.

وثيقة.jpg

وكانت وكالة “زيتون” المحلية نقلت تسجيلاً صوتياً عن جدة الطفلة، تقول فيه: إنها “تقيم مع ثلاث عائلات في غرفة واحدة في مدينة عفرين بعد تهجيرهم من مدينة سراقب، وأن حفيدتها ماتت بعد مرضها بسبب الجوع والفقر، وعدم مقدرتهم على علاجها بسبب حالتهم المادية السيئة”.

زيتون.png

وتداول التسجيل المصور العديد من الناشطين منهم أحمد الرحال، وأنس أبو عدنان، وقناة حلب اليوم، وصفحة الجزيرة – سوريا، ومراسل قناة الجزيرة عمرو الحلبي.

في حين قال الكاتب سعد الدين البزرة: إنَّ “مناطق الشمال السوري يعمل فيها تسعون منظمة، وعلى هذه المنظمات أن يكون لها وكلاء في كل مواقع المخيمات، وأن يكون التواصل مبنياً على تقديم الخدمات المنتظمة والطارئة لأهل هذه المخيمات”.

وأضاف، “نحن إذ نؤكد على نظافة يد الكثير من منسوبي هذه المنظمات وإخلاصهم، ولكن هذا الغياب عن مراكز الإيواء التي يتجاوز عددها الألف يجعل البعض عرضة للبرد والجوع والشقاء، وهذا لا يعفي هذه المنظمات من المسؤولية المباشرة”.

  • Social Links:

Leave a Reply