العرب
لقاح جونسون أند جونسون يعزز ترسانة اللقاحات العالمية مع تأكد فاعلية فايزر بشكل فعلي.
كورونا.. قريبا تحت السيطرة
الحد من انتقال عدوى كوفيد – 19 بواسطة اللقاحات بات أمرا بالغ الأهمية للتخلص منه، بل بات ضرورة ملحة للتغلب عليه. ولكي تلعب اللقاحات الفعّالة جزئيا دورا إيجابيا كبيرا في القضاء على الفايروس لا يتوانى الباحثون عن بث شحنات من التفاؤل بين البشر حول الجدوى من استعمالها حتى أنّ المتابعين للجهود العالمية في هذا المجال رأوا أنها تدحض الشكوك في نجاعتها، خاصة وأن نجاح حملات التطعيم شكل نقطة مهمة في مسار مكافحة الجوائح.
لندن- في خضم تباين الآراء حول الجدوى من لقاحات فايروس كورونا المستجد، التي تم التوصل إليها يخوض المختصون في المجال الصحي مهمة تبديد المخاوف حولها، خاصة وأن البشرية ليس لديها رفاهية الشكوك في فوائدها باعتبار أنها أصبحت أمرا واقعا لا بد من التعامل معه.
وعبر التاريخ، كانت التطعيمات دائما مصحوبة بتخوفات، كما حصل مع تطوير تطعيم الجدري قبل أكثر من 200 عام على سبيل المثال، ولكن مع ظهور دراسات تؤكد جدوى لقاح فايزر الأميركي وتعزز ترسانة اللقاحات المضادة لفايروس كورونا في العالم قريبا مع منتج جديد إثر تأكيد السلطات الأميركية الأربعاء فاعلية لقاح جونسون أند جونسون، يبدو الأمر مثيرا للاهتمام.
ويقول الخبراء إن الناس إذا لم يتلقوا التطعيمات الأساسية وكانوا يعيشون في مجموعة سكانية مستوى التطعيم فيها مرتفع جدا ستكون احتمالات إصابتهم بالمرض ضئيلة. ويطلق على هذه الظاهرة اسم “مناعة القطيع”، ومن الصعب حينها أن يتفشى المرض وينتقل بين الناس إذا قام الجميع بتلقي التطعيمات، لذلك فإن من يتلقَّى التطعيم يكون محمياً، عمليا.
حبل التفاؤل لم ينقطع
بن ريس: فعالية لقاح فايزر متّسقة نسبيا لجميع الفئات العمرية
حبل التفاؤل بشأن اللقاحات لم ينقطع، فرغم الشكوك في لقاح شركة سينوفارم الصينية ولقاح أكسفورد/أسترازينيكا ولقاح سبوتنيك الروسي، أكدت دراسة واسعة النطاق جرت في إسرائيل أن لقاح فايزر ضد الفايروس فعّال على أرض الواقع في دليل إضافي حول الدور الحاسم لحملات التطعيم للقضاء على الجائحة العالمية.
وحتى الآن كانت فعالية اللّقاح الذي طوّرته شركة الأدوية الأميركية العملاقة فايزر قد أثبتت من خلال تجارب سريرية جرت على الآلاف من الأشخاص ولكن ليس في ظروف العالم الحقيقي التي تنطوي على مجموعة متنوّعة من الناس والسلوكيات والتحديات اللوجستية، مثل الحفاظ على سلسلة التبريد.
واستندت الدراسة على بيانات نحو 1.2 مليون شخص عالجتهم “كلاليت للخدمات الصحية”، إحدى أكبر الهيئات الصحية في إسرائيل بين العشرين من ديسمبر الماضي، ومطلع الشهر الجاري. وفي تلك الفترة كانت النسخة البريطانية المتحوّرة من الفايروس تتفشّى على نطاق واسع في الدولة العبرية، الأمر الذي يجعل هذه النتائج أكثر إثارة للاهتمام.
وأثبت معدّو الدراسة أنّ التلقيح قلّل من الحالات المصحوبة بأعراض بنسبة 94 في المئة، ومن الحالات المرضية الشديدة بنسبة 92 في المئة، ومن الحالات الاستشفائية بنسبة 87 في المئة. وهذه المعدّلات من الحماية تمّ الحصول عليها بعد سبعة أيام على الأقل من تلقّي المشاركين في الدراسة الجرعة الثانية.
وقال بن ريس، أحد معدّي الدراسة، التي نشرتها “مجلة نيو إنغلاند الطبية”، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن “هذا هو أول دليل، يصادق عليه الأقران، على فعالية لقاح في ظروف العالم الحقيقي”. وأوضح أنّ فعالية اللّقاح كانت متّسقة نسبياً بالنسبة إلى جميع الفئات العمرية، بما في ذلك أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن اللّقاح فعّال بنسبة 92 في المئة في منع الإصابة بالمرض وليس فقط ظهور أعراضه. وترتدي هذه النسبة أهمية بالغة لأنّها تعني أنّ الأشخاص الذين يتلقّون اللقاح لا يعود بإمكانهم نقل الفايروس، غير أنّ الباحثين أنفسهم أقرّوا بوجوب مقاربة هذه النتيجة بحذر.
ولكن الأنباء السارة لم تنته، فبعد تأكيد السلطات الأميركية الأربعاء فاعلية لقاح جونسون أند جونسون، الذي يعطى بجرعة واحدة، بما يشمل المتحورات استنادا إلى بيانات تجارب سريرية، أعلنت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في البحرين الخميس أن البلد الخليجي أقر الاستخدام الطارئ للقاح الشركة البريطانية، كما بدأت جنوب أفريقيا تطعيم سكانها بلقاح جونسون أند جونسون الأسبوع الماضي.
وكانت مسألة الجرعة الواحدة، التي تنبئ بطرح اللقاح قريبا في الولايات المتحدة موضع ترقب في العالم لأن اللقاح يتمتع بميزتين كبيرتين على الصعيد اللوجستي فهو يعطى بجرعة واحدة ويخزن في برادات عادية ما يسهل توزيعه.
وسجل اللقاح في تجارب سريرية على نطاق واسع فعالية ضد الحالات الخطرة بنسبة 85.9 في المئة في الولايات المتحدة و81.7 في المئة في جنوب أفريقيا و87.6 في المئة في البرازيل.
ودرست الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير بشكل مستقل التجارب السريرية التي جريت على نحو 40 ألف شخص في دول مختلفة ونشرت سلسلة من الوثائق قبل يومين من اجتماع لجنتها الاستشارية للبحث في الترخيص للقاح بشكل عاجل في الولايات المتحدة.
خطوات كوفاكس الأولى
كوفاكس تخطط لإيصال ملياري لقاح لأعضائها بحلول نهاية العام
في جنوب أفريقيا أعلن وزير المال تيتو مبويني تخصيص مبلغ 694.7 مليون دولار لبرنامج التلقيح، وتنوي الحكومة تلقيح ثلثي السكان البالغ عددهم 59 مليونا بحلول نهاية السنة الحالية، وفق آلية كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية. كما تلقت غانا الأربعاء أول شحنة عالمية للقاحات بتمويل من آلية كوفاكس المخصصة للبلدان الفقيرة.
وأعلنت كوفاكس التي أطلقت في أبريل الماضي أنها تخطط لإيصال ملياري لقاح لأعضائها بحلول نهاية العام. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي قامت بتنظيم الشحنة من بومباي إلى أكرا في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية “يسرنا أن غانا أصبحت أول دولة تتلقى لقاحات كوفيد – 19 من آلية كوفاكس”.
وذكر البيان المشترك أن غانا “ستتلقى 600 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد”، وهي جزء من دفعة أولى من اللقاحات “المخصصة للعديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط”.
وتشير التقديرات إلى أنه تم إعطاء 217 مليون جرعة على الأقل من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا في العالم، لكن أكثر من 90 في المئة من السكان في دول ذات دخل مرتفع أو وسيط تلقوا اللقاحات، بحسب تصنيف البنك الدولي.
دراسة واسعة النطاق جرت في إسرائيل تؤكد أن لقاح فايزر ضد الفايروس فعّال على أرض الواقع في دليل إضافي حول الدور الحاسم لحملات التطعيم للقضاء على الجائحة العالمية
وفي أرجاء العالم، تعوّل الحكومات على اللقاحات في محاولة للقضاء على الجائحة، التي أسفرت عن أكثر من 2.5 مليون حالة وفاة منذ نهاية ديسمبر وفق حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء. ومع ذلك تبقى السلالات المتحورة هاجسا يؤرق الدول.
وفي حين قالت المكسيك والأرجنتين إنهما تريدان التعاون لكي تصل دول قارة أميركا اللاتينية إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج اللقاحات وحتى لا يتم استبعاد أي بلد من المنطقة من إمكان الحصول عليها، أصبحت بلغاريا أول بلد في الاتحاد الأوروبي يتخلى عن استراتيجية التطعيم التي تقوم على تحديد فئات تحظى بالأولوية وباتت تقترحه على كل السكان
Social Links: