من المحامي ادوار حشوة
كان لبنان الجبل وصار كبيرا بعد الانتداب الفرنسي بموجب قرار المفوض السامي الجنرال غورو
الذي اضاف الى الجبل اربع اقضية من ولاية سورية.
بعد الجلاء لم يعترض السوريون على
هذا الاقتطاع لان وجود هذه الاقضية
واغلب سكانها من المسلمين يحول لبنان الى دولة جميع الطوائف لكي لا يكون فيه دولة طائفية تخاف من الداخل السوري فتستدعي الخارج الاستعماري .
اتفقت سورية مع لبنان على قاعدة حياة ( لا دولة طائفية في لبنان ولا قاعدة استعمارية لاحد فيه )
وقال رياض الصلح مؤكدا ( لن يكون لبنان مقرا للاستعمار ولا ممرا له).
لا ولا حكمت العلاقة بين البلدين
وحين حاول شمعون الحاق لبنان بحلف بغداد اشعلت سورية حرب ١٩٥٨ والتي انتهت بعد تراجع لبنان عن حلف بغداد .
في ظل حكم ديمقراطي في سورية ويقابله حكم ديمقراطي في لبنان
كان الوئام في اعلى درجاته وتقاسمت سورية الرغيف مع لبنان في عام المجاعة وصار لبنان نافذة اقتصادية وعلمية لسورية مع الغرب.
بعد الانقلابات العسكرية ساءت العلاقة بين البلدين لان كل الحكومات العسكرية لم تكن ترتاح لوجود جار ديمقراطي وحريات وصحافة تتناقض مع الوضع البوليسي القمعي وبدأت تتدخل وتشتري صحفا واحزابا ومخبرين !
احد أوجه الخلاف كان الموقف من وجود المقاومة الفلسطينية وعملياتها ضد اسرائيل من جنوب لبنان
كانت سورية تدعم العمليات والوجود الفلسطيني وتريده حرا من اي تنسيق او رقابة لبنانية وكانت حكومات لبنان ترفض ذلك وارونا لا عدالة في الموقف السوري الذي يزايد على وطنية لبنان مع ان حافظ الاسد اوقف العمليات من حدود سورية واقام سلاما ويريد العمليات من بلد ضعيف بجيشه وغير قادر على تحمل النتائج
بعد اغتيال الاسد للواء محمد عمران وبمواجهة الحملة الاعلامية ضده
صار التدخل السوري واضحا ودعم المقاومة كان ردا على لبنان وباخضاعه ويومها خرجت قصة الاقضية الاربعة التي اغلقها مجلس النواب السوري عام ١٩٤٧
حرب ١٩٧٥ ما كان بالامكان ان تندلع ثم تتحول الى حرب اهلية بدون دعم وتخطيط سورية الاسد الذي كان يهدف منها اخضاع لبنان لوصايته.
كانت سورية مع استمرار الحرب وتعيد التوازن بين المتقاتلين حين يختل ومنعت اي اتفاق بينهما الا على قاعدة الولاء لنظامه وهذا ما تحقق له
لاحقا عبر اتفاقية الطائف والتي تقاسمت بعدها سورية السيادة على لبنان على قاعدة السيادة على الارض لسورية والسماء فقط لاسرائيل وطيرانها.
استمرت الوصاية السورية حوالي ربع قرن حكما مخابراتيا كاملا وانتهت بعد مقتل رفيق الحريري من قبل بشار الاسد
سورية بعد انسحابها استبدلت الجوكر الفلسطيني الذي ذهب بالجوكر الطائفي الشيعي الايراني
وعن طريقه استمرت الوصاية بشكل غير مباشر .
تدخل الدول لم يعد وقفا على سورية وصارت اسرائيل تتدخل وايران وكل الدول الغربية والعربية
انهيار لبنان كان سببه هو اعتماد الوصاية السورية والعربية على امراء الحرب الاهلية كقادةُللبنان فشكلوا طبقة من المنتفعين والحرامية اجهزت على النظام المصرفي ونهبت البلاد فصار الى وضع اقرب الى الافلاس.
بحث اللبنانيون عن حل فوجدوه في مشروع حياد لبنان ليتخلصوا من تدخل الدول وتوظيف صراعاتها على
ارضه .
في محاضرة لي في حمص عام ١٩٧٥
بعد اشهر من الثورة الاهلية طالبت بحياد لبنان عن خلافات المنطقة عبدالاعتراف بعروبة لبنان وحمدت ذلك بما يلي ء( لبنان عزبي دوليا ومحايد عربيا ).
عام ١٩٨٥ واثناء عشاء لدى فخامة سليمان فرنجية في زغرتا عرضت عليه فكرتي في حياد لبنان وانه يمكن ان يتم بقانون لبنان او بقرار دولي من مجلس الامن الا انه رفض ذلك مؤكدا
انه مع سورية ومستعد حتى للوحدة معها كحل.
حاليا لا حل ولا خلاص للبنان من وجود دولة ايرانية وجيش ايراني
ومن تدخل سورية ال بحياد لبنان
وما عدا ذلك ستعود الحرب الاهلية مع تغيير في اطرافها وقد تمتد الى حرب في المنطقة
كان خطأ قادة لبنان بعد الثورة الشبابية السورية عام٢٠١١بالنأي عنها وعدم مساعدتها كبيرا لان حرية لبنان من حرية سورية وسوريا ديكتاتورية قمعية هي اكبر خطر على حريات لبنان واقتصاده
بقي من سوف ينجز لبنان
؟
هذا هوالسؤال
Social Links: