وليد بركسية – المدن :
“نعجة صامتة” هو ملخص تعريف رئيس النظام السوري بشار الأسد للمواطن المثالي في “الدولة السورية” أثناء خطاب القسم الذي ألقاه في قصر الشعب في دمشق، السبت، فمشكلة الثورة السورية وعدم الاستقرار في البلاد لم تحدث قبل 10 سنوات إلا بسبب قلة الوعي وعدم وجود “المسلمات” و”البديهيات” لدى السوريين.
هو اعتراف نادر ربما بأن محاولات أدلجة السوريين طوال عقود فشلت رغم محاولات حزب البعث الحاكم غسل أدمغة السوريين منذ طفولتهم عبر مؤسسات يُجبر الأفراد على الالتحاق بها منذ سن صغيرة، بالتزامن مع أنباء غير مؤكدة في وسائل الإعلام الموالية مؤخراً عن توجه رسمي لإلغاء منظمات طلائع البعث وشبيبة الثورة. ويبدو من الخطاب أن النظام يتوجه في المرحلة المقبلة لتعزيز تلك العملية إما عبر المنظمات نفسها التي كانت في العامين الأخيرين شديدة الحضور في التفاصيل السورية اليومية في المدارس تحديداً، أو عبر منظمات جديدة تحاول تقديم الأيديولوجيا السامة نفسها من دون التسمية البعثية المنفرة.
وإلى جانب التلميحات السياسية والعسكرية الخاصة مثلاً بدعم كافة أشكال “المقاومة” السلمية والعنفية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ضد أعدائه “الأميركيين والأتراك”، ركز الخطاب مراراً وتكراراً على عدم امتلاك الرأي كشرط للمواطنة. فكل شيء من تحديد الانتماء إلى معنى الوطن إلى المعارضة وحتى القرارات الشخصية الخاصة بالعبادة والتوجهات الجنسية وغيرها وفق هذا المنظور الرجعي ليست إلا مسلمات وبديهيات تولد مع الفرد وتحددها بيئته الأصغر التي يعيش فيها، لا أكثر.
Social Links: