د. عبد القادر نعناع _عن صفحته الفيسبوك
لم تُحدِث الانتفاضات الشعبية ما بعد عام 2011، تغييراً يُذكَر في فهم كثيرٍ من المجتمعات العربية، لـ #السياسات_الدولية، أي أنّه لم تقع أية ثورةٍ فكريةٍ حقيقيةٍ في هذا الفهم.
فالنخب الجديدة والقديمة معاً، في جلّها، استخدمت ذات الأدوات التي كانت تروّجها الأنظمة العربية التي تم الانتفاض عليها.
وأقصد بذلك، خطاب: المؤامرة، إسرائيل، أمريكا، الصهيونية، الماسونية، الامبريالية.
هذا الخطاب، كانت الأنظمة الطغيانية قد رسّخته لعقودٍ طويلةٍ لتبرير سلوكها الطغياني، وأقنعت به جماهيرها ورسخّته في عقولهم.
مع الانتفاضات العربية، لم تجد النخب خطاباً قادراً على حشد الجمهور خلفها، سوى ذات الخطابات الطغيانية المترسّخة فينا. بل إنّ قسماً من تلك النخب (الجديدة والقديمة)، كانت مؤمنةً فعلياً بتلك الخطابات، وكأنّها تكرر خطيئة الأنظمة الطغيانية، من خلال تبرئة ذاتها، والتنصّل من فشلها في فهم السياسات الدولية، عبر إلقاء اللوم على: المؤامرة، إسرائيل، أمريكا، الصهيونية، الماسونية، الامبريالية، الخديعة، الخذلان.
لنأخذ الحالة السورية مثالاً، فلا يكاد يمرّ يوم، دون أن تتحسر النخب (قديمها وجديدها)، على الخذلان الأمريكي لها، وعلى الدعم الإسرائيلي لنظام الأسد، وعلى المؤامرة العربية على “الثورة”. وبالكاد تستطيع أن تجد أفراداً لا يؤمنون بهذا الطرح.
بل إنّ مجرد تفنيد هذا الطرح، وتحميل الذات مسؤولية الجهل والإخفاق والتعنت والعبث، يجعلك منبوذاً على المستوى الاجتماعي (الشعبوي المُنتَفِض فوضوياً).
وحين حاولنا أن نفهم السياسات الدولية، قمنا برهن قضيتنا لصالح قوى أجنبية، حتى بتنا مضرب مثلٍ في الفشل السياسي والدبلوماسي والدولي، كما أشارت #طالبان لذلك مباشرة ودون مواربة.
Social Links: