في الليلة الظلماء يفتقد  البدر ……. ميشيل كيلو مناضلاً سورياً،

في الليلة الظلماء يفتقد البدر ……. ميشيل كيلو مناضلاً سورياً،

عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري 

م.رشيد الناصر

بسم الله الرحمن الرحيم (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )) صدق الله العظيم…
نعم الموت حق لا ينكره أحد. مهما كان معتقده الديني…
ولكن أين الحق عندما ابن الوطن بأرض الغير ملمومة.؟؟
أين الحق عندما طفل لا يعرف العصفور والشجرة؟؟.
أين الحق في أن لا يبصر طفل على وجه هذه المعمورة الشمس لمرة واحدة؟؟
نعم لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تستمع لهذا الكلام وتتساءل هل هذا صحيح؟؟.
نعم إنه صحيح لأنه جرى فيما يسمى” سورية الأسد” والتي لا تشبه أي بقاع الأرض.هذا ما رواه المناضل الوطني السوري ميشيل كيلو، والذي أبكى أكثر من أربعمائة مهتم في حقوق الإنسان في جنيف، و هي قصة عاشها عندما كان سجيناً في أحد أقبية مخابرات الأسد لا لجرم ارتكبه سوى مطالبته بالحرية والعدل، ليس لنفسه بل لشعبه السوري الذي أحبه حتى الثمالة. وحرم من أبسط حق من حقوقه أن يلمه ثرى هذا الوطن.
ميشيل كيلو مناضلاً سورياً، يعرفه السورييين كرمز للنضال والدفاع عن حقوق وكرامة السوريين .ولم تثنه كل السنوات الطويلة خلف القضبان وزنازيين الطغاة لدى هذا النظام المجرم الذي مارس كل اشكال التنكيل والتعذيب وقتل وتهجير السوريين المطالبين بحريتهم وكرامتهم.. تاريخ حافل وناصع وذكريات مشرفه نستعيدها في ذكرى رحيله .
شغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وكان ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني، وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم وورئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين. ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى العربية منها كتاب “الإمبريالية وإعادة الإنتاج” و”كتاب الدار الكبيرة”، و”لغة السياسة” و”كذلك الوعي الاجتماعي”.
ميشيل كيلو الذي وُلد في مدينة اللاذقية عام 1940 لم يتجاهل صوت السوريين عندما دقت ساعة الحقيقة وهتف شباب سورية للحرية والكرامة، وهو بعمر تجاوز السبعين عاماً والسياسي الذي يدرك تماماً ما هو الثمن الذي سيدفعه لقاء ذلك. وقف مع السوريين في ثورتهم وشد من أزرهم وزودهم بالنصائح وكشف زيف وإجرام هذا النظام، الذي يدعي حماية الأقليات وهو الرجل المسيحي الذي رفض إلا أن يكون من عموم الشعب السوري، لا من أقلياته، لأنه مقتنع بأن في سورية لا أقلية سوى أقلية هذا النظام المجرم، وإن الشعب السوري بكل مكوناته هو الأكثرية التي يجب أن تنتصر.
عاما على رحيلك أيها المناشضل ميشيل كيلو، وقد كان لغيابك الأثر العميق في نفوس السوريين كل السوريين، وزاد من غربتهم وألم هجرتهم لسبب بسيط. لأنهم أحببوك كما أحببتهم، ولأنك ناصرت قضيتهم وثورتهم.
ولكن وفي خضام هذا الألم والغربة لم ينسى السوريين الأُصلاء واجب التكريم وها نحن اليوم وفي أول أصدار جديد لمجلة حزبنا نستذكر مع شعبنا السوري تاريخ نضالك، وتصديك لأبشع مجرم عرفته البشرية نظام عائلة الأسد.
لروحك السلام والاطمئنان… وعهداً بأننا سنكمل المشوار حتى ينال شعبنا الذي أحببته الحرية الكرامة والنصر.

  • Social Links:

Leave a Reply