بيان
تداعيات كارثة الزلزال
رغم هول الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الزلازل المتعاقبة في وسط وشمال سورية، بالإضافة لجنوب تركيا، إلا أن هناك استثمار لا إنساني لمعاناة السوريين العالقين تحت ردم الزلازل والثلج والفيضان المصاحب لها.
نحن اليوم في خامس أيام الفاجعة لقد خسرنا أربعة أيام من أعمال الإنقاذ التي لن تعوض، أربعة أيام عطلت فيها المعابر، ومنعت فرق الإنقاذ، وطواقم الانتشال من الوصول إلى الأبنية المنهارة.
لقد ترك السوريون تحت الردم والأنقاض يستصرخون إنسانية الأمم المتحدة التي عطلت هذه المعابر امتثالا للدول المتنفذة والتي تريد أن تلمع الأسد من قذارته عبر تمكينه من الاستحواذ على المساعدات الدولية ليكون متحكماً من جديد بحياة الجائعين حتى لو أدى هذا القرار إلى موت جميع الأحياء الذين لم ينقطع أنينهم بعد.
ارتفعت صيحات السوريين المفجوعين وازداد ضغط المنظمات الحقوقية، فسمح لبعض المساعدات بالمرور في وقت متاخر من اليوم الخامس، حيث دخلت أربع عشرة شاحنة من مواد الإغاثة عن طريق باب الهوى، واثنتا عشر شاحنة وصلت من كردستان العراق، بالإضافة لسبع شاحنات جهزتها جمعيات أهلية وعبرت عن طريق باب السلامة.
بالرغم من أن هذه المساعدات أكثر من ضرورية للحفاظ على حياة الناجين من الزلازل بعد أن فقدوا كل شيء، إلا أنها لا تتضمن أي معدات أو أدوات متخصصة لعمليات الإنقاذ فالمتطوعين السوريين مازالوا يرفعون الأنقاض بأيديهم العارية ويحفرون الردم بمعاول كانت تستخدم في العصر البرونزي.
لا تعتمد منظمات الأمم المتحدة إلا معبر باب الهوى لإدخال المساعدات الأممية، ومن غير المتوقع أن يتم اعتماد معابر إضافية في جلسة مجلس الأمن التي ستنعقد غدا. أي سيبقى معبر المساعدات الوحيد هو المعبر الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام، رغم توفر ستة معابر أخرى على الحدود التركية لكنها مغلقة بفعل الفيتو الروسي.
وهكذا يستمر تسيس الأزمة الإنسانية لزيادة معاناة السورين ، فـ”قسد” تريد أن تمن على لاجئي جنديرس ب32 صهريج من نفط المنطقة الشرقية علها تكفر عن ممارساتها الشوفينية تجاه عرب هذه المنطقة، في حين ترفض “الحكومة المؤقتة ” هذا العرض “السخي” رغم حاجتها الماسة لنفط قد يسمح بدخول بعض الآليات في أعمال الانقاذ، أو يسمح في إنارة وتدفئة المشافي المتوقفة عن العمل، وهو توقف تسبب في موت أكثر من نصف من تم إنقاذهم من تحت الردم، والسبب بسيط ومعلن، إذ لا يستطيع السيد عبد الرحمن مصطفى رئيس هذه الدويلة أن يضبط وهو يتعاطى النفط مع منظمة إرهابية فينال سخط مشغليه.
من جهة أخرى لم تقدم الدول الاوربية أية مساعدات للشمال السوري، حيث جل ضحايا الكارثة، وفضلت أن ترسل المساعدات إلى حكومة دمشق، لتقوم بإيصالها إلى السوريين الثائرين عليها في الشمال.
إن أوربا تعرف أن النظام كاذب، وأنه سيترك السوريين في الشمال يموتون جوعا، لكنها تريد أن تكافئ الأسد نكاية بالسلطات التركية التي تعرقل انضمام السويد وفلندا إلى حلف الناتو.
أما الطامة الكبرى فقد جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية التي سمحت بالتحويلات البنكية، كما رفعت عن النظام المجرم عدد من العقوبات التي فرضت وفق قانون قيصر، وذلك لستة أشهر سيتمكن فيها النظام من تصفية 200 ألف سوري من المعتقلين الذين مازالوا أحياء، ويعتقل 200 ألف سوري جديد عوضا عنهم، بعد أن أظهروا رفضهم الرضوخ لنظام الدكتاتور المجرم من خلال الاحتجاجات التي اجتاحت مناطق نفوذه من السويداء إلى حماه.
إننا نحذر إدارة السيد بايدن من فداحة ما ترتكبه بحق الشعب السوري، فالسوريون يعرفون كما تعرف الإدارة أن هذه الأموال ستمول قمع النظام للشعب السوري، وخاصة أنها لم تضع أية قيود على هذا التسامح، ولم تربطه بآلية تضمن استفادة الشعب السوري من هذا الإعفاء الأحمق، لذلك نرى في هذه الخطوة رسالة للنظام الايراني لاستدراجه مجددا إلى الاتفاق النووي.
إن إدارة بايدن تعيد اليوم وتكرر ما اقترفه أوباما عندما سمح بقتل السورين بغاز الأعصاب كقربان للاتفاق النووي المشؤوم. فالسوريون لن يغفروا لإدارة بايدن تسهيل ضخ أموال قاتله لنظام يتحكم به الجنرال قاآني.
لقد استجابت السلطات العربية المتصالحة مع جرائم نظام دمشق في كل من الجزائر والقاهرة والامارات وتونس، فأرسلت مئات الأطنان من المساعدات التي تسلمها الجنرال قاآني، فقام بتوزيعها على مليشياته التي باعتها في الأسواق ولم يصل منها إلى ضحايا الزلازل إلا أقل من 1% ذرا للرماد في عيون أشقائنا العرب الذين اعتقدوا أن سلطات بلادهم أغاثت إخوانهم السوريين .
في ظل هذه الظروف مازال مئات آلاف السوريين في العراء، ممن شردتهم الكارثة، وهم الآن عرضة للمرض بشتى أنواع الأوبئة، كالكوليرا والعديد من الآفات التي سيتسبب بها الضعف ونقص المناعة المرافق للجوع، بالإضافة لاكتظاظ الناس، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وتحطم مجاري الصرف الصحي.
إننا في حزب اليسار الديمقراطي السوري ندين عجز منظمات الأمم المتحدة، وندعوا إلى تغيير آليات استجابتها للكوارث الإنسانية، وندعوها لفتح جميع بوابات الدعم الإنساني وتجاوز الفيتو الروسي.
كما ندعو “مؤسسات المعارضة ” الرسمية إلى تجاوز عجزها المزمن، ولتجرب أمام هذا الاستحقاق أن تقف إلى جانب شعبنا المكلوم، وتنحاز إلى مصالحه لا مصالح الدول الممولة لهذه المؤسسة المنخورة.
في نفس الوقت ندعو جميع سلطات الأمر الواقع في المنطقة الشرقية، وفي الشمال الغربي، والشرقي، إلى الكف عن المتاجرة بدماء السوريين، فشعبنا يسمع ويرى، والويل كل الويل لتجار الدم وخدمة المحتلين.
نشد على أيدي المتطوعين أفرادا ومنظمات أهلية، أولائك الذين أظهروا أفضل ما لديهم من الحب والتعاطف والإيثار.
الرحمة للشهداء .
العافية لسوريا .
المكتب السياسي
حزب اليسار الديمقراطي السوري
10/2/2023
بيان
تداعيات كارثة الزلزال
رغم هول الكارثة الإنسانية التي تسببت بها الزلازل المتعاقبة في وسط وشمال سورية، بالإضافة لجنوب تركيا، إلا أن هناك استثمار لا إنساني لمعاناة السوريين العالقين تحت ردم الزلازل والثلج والفيضان المصاحب لها.
نحن اليوم في خامس أيام الفاجعة لقد خسرنا أربعة أيام من أعمال الإنقاذ التي لن تعوض، أربعة أيام عطلت فيها المعابر، ومنعت فرق الإنقاذ، وطواقم الانتشال من الوصول إلى الأبنية المنهارة.
لقد ترك السوريون تحت الردم والأنقاض يستصرخون إنسانية الأمم المتحدة التي عطلت هذه المعابر امتثالا للدول المتنفذة والتي تريد أن تلمع الأسد من قذارته عبر تمكينه من الاستحواذ على المساعدات الدولية ليكون متحكماً من جديد بحياة الجائعين حتى لو أدى هذا القرار إلى موت جميع الأحياء الذين لم ينقطع أنينهم بعد.
ارتفعت صيحات السوريين المفجوعين وازداد ضغط المنظمات الحقوقية، فسمح لبعض المساعدات بالمرور في وقت متاخر من اليوم الخامس، حيث دخلت أربع عشرة شاحنة من مواد الإغاثة عن طريق باب الهوى، واثنتا عشر شاحنة وصلت من كردستان العراق، بالإضافة لسبع شاحنات جهزتها جمعيات أهلية وعبرت عن طريق باب السلامة.
بالرغم من أن هذه المساعدات أكثر من ضرورية للحفاظ على حياة الناجين من الزلازل بعد أن فقدوا كل شيء، إلا أنها لا تتضمن أي معدات أو أدوات متخصصة لعمليات الإنقاذ فالمتطوعين السوريين مازالوا يرفعون الأنقاض بأيديهم العارية ويحفرون الردم بمعاول كانت تستخدم في العصر البرونزي.
لا تعتمد منظمات الأمم المتحدة إلا معبر باب الهوى لإدخال المساعدات الأممية، ومن غير المتوقع أن يتم اعتماد معابر إضافية في جلسة مجلس الأمن التي ستنعقد غدا. أي سيبقى معبر المساعدات الوحيد هو المعبر الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام، رغم توفر ستة معابر أخرى على الحدود التركية لكنها مغلقة بفعل الفيتو الروسي.
وهكذا يستمر تسيس الأزمة الإنسانية لزيادة معاناة السورين ، فـ”قسد” تريد أن تمن على لاجئي جنديرس ب32 صهريج من نفط المنطقة الشرقية علها تكفر عن ممارساتها الشوفينية تجاه عرب هذه المنطقة، في حين ترفض “الحكومة المؤقتة ” هذا العرض “السخي” رغم حاجتها الماسة لنفط قد يسمح بدخول بعض الآليات في أعمال الانقاذ، أو يسمح في إنارة وتدفئة المشافي المتوقفة عن العمل، وهو توقف تسبب في موت أكثر من نصف من تم إنقاذهم من تحت الردم، والسبب بسيط ومعلن، إذ لا يستطيع السيد عبد الرحمن مصطفى رئيس هذه الدويلة أن يضبط وهو يتعاطى النفط مع منظمة إرهابية فينال سخط مشغليه.
من جهة أخرى لم تقدم الدول الاوربية أية مساعدات للشمال السوري، حيث جل ضحايا الكارثة، وفضلت أن ترسل المساعدات إلى حكومة دمشق، لتقوم بإيصالها إلى السوريين الثائرين عليها في الشمال.
إن أوربا تعرف أن النظام كاذب، وأنه سيترك السوريين في الشمال يموتون جوعا، لكنها تريد أن تكافئ الأسد نكاية بالسلطات التركية التي تعرقل انضمام السويد وفلندا إلى حلف الناتو.
أما الطامة الكبرى فقد جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية التي سمحت بالتحويلات البنكية، كما رفعت عن النظام المجرم عدد من العقوبات التي فرضت وفق قانون قيصر، وذلك لستة أشهر سيتمكن فيها النظام من تصفية 200 ألف سوري من المعتقلين الذين مازالوا أحياء، ويعتقل 200 ألف سوري جديد عوضا عنهم، بعد أن أظهروا رفضهم الرضوخ لنظام الدكتاتور المجرم من خلال الاحتجاجات التي اجتاحت مناطق نفوذه من السويداء إلى حماه.
إننا نحذر إدارة السيد بايدن من فداحة ما ترتكبه بحق الشعب السوري، فالسوريون يعرفون كما تعرف الإدارة أن هذه الأموال ستمول قمع النظام للشعب السوري، وخاصة أنها لم تضع أية قيود على هذا التسامح، ولم تربطه بآلية تضمن استفادة الشعب السوري من هذا الإعفاء الأحمق، لذلك نرى في هذه الخطوة رسالة للنظام الايراني لاستدراجه مجددا إلى الاتفاق النووي.
إن إدارة بايدن تعيد اليوم وتكرر ما اقترفه أوباما عندما سمح بقتل السورين بغاز الأعصاب كقربان للاتفاق النووي المشؤوم. فالسوريون لن يغفروا لإدارة بايدن تسهيل ضخ أموال قاتله لنظام يتحكم به الجنرال قاآني.
لقد استجابت السلطات العربية المتصالحة مع جرائم نظام دمشق في كل من الجزائر والقاهرة والامارات وتونس، فأرسلت مئات الأطنان من المساعدات التي تسلمها الجنرال قاآني، فقام بتوزيعها على مليشياته التي باعتها في الأسواق ولم يصل منها إلى ضحايا الزلازل إلا أقل من 1% ذرا للرماد في عيون أشقائنا العرب الذين اعتقدوا أن سلطات بلادهم أغاثت إخوانهم السوريين .
في ظل هذه الظروف مازال مئات آلاف السوريين في العراء، ممن شردتهم الكارثة، وهم الآن عرضة للمرض بشتى أنواع الأوبئة، كالكوليرا والعديد من الآفات التي سيتسبب بها الضعف ونقص المناعة المرافق للجوع، بالإضافة لاكتظاظ الناس، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، وتحطم مجاري الصرف الصحي.
إننا في حزب اليسار الديمقراطي السوري ندين عجز منظمات الأمم المتحدة، وندعوا إلى تغيير آليات استجابتها للكوارث الإنسانية، وندعوها لفتح جميع بوابات الدعم الإنساني وتجاوز الفيتو الروسي.
كما ندعو “مؤسسات المعارضة ” الرسمية إلى تجاوز عجزها المزمن، ولتجرب أمام هذا الاستحقاق أن تقف إلى جانب شعبنا المكلوم، وتنحاز إلى مصالحه لا مصالح الدول الممولة لهذه المؤسسة المنخورة.
في نفس الوقت ندعو جميع سلطات الأمر الواقع في المنطقة الشرقية، وفي الشمال الغربي، والشرقي، إلى الكف عن المتاجرة بدماء السوريين، فشعبنا يسمع ويرى، والويل كل الويل لتجار الدم وخدمة المحتلين.
نشد على أيدي المتطوعين أفرادا ومنظمات أهلية، أولائك الذين أظهروا أفضل ما لديهم من الحب والتعاطف والإيثار.
الرحمة للشهداء .
العافية لسوريا .
المكتب السياسي
حزب اليسار الديمقراطي السوري
10/2/2023
Social Links: