السطوة والفساد والاحتلال الكنجي السوري الجديد

السطوة والفساد والاحتلال الكنجي السوري الجديد

د منذر ابو مروان اسبر

في الثلاثينيات في منطقة الساحل كان آل الكنج اسرة تقيم سلطانها على قاعدة السوق السياسية الاستعمارية إستقواء بالاحتلال الفرنسي ولخدمته ، الاحتلال الذي اقام دولة علوية في الساحل .كان ابراهيم الكنج زعيم العائلة مستبدا ومتنفذا في الدولة العلوية . وكانت هذه العائلة تسوم الفلاحين العلويين الفقراء اسوأ أنواع المعاملة اضطهادا ومظالما . ولهذا كانت عائلة الكنج تهجر من تريده من الفلاحين لتستولي على اراضيهم خاصة بوجود علي الكنج وزيرا للداخلية . لم تتحقق الثورة الوطنية الديمقراطية سياسيا واجتماعيا معا بعد الاستقلال بحيث شارك ابراهيم الكنج في الانتخابات النيابية . ولكي ينجح لجأ زعيم العائلة الاعور إلذي انتقل من السوق السياسية الاستعمارية إلى سوق الفساد السياسي الانتخابي هذه المرة بشراءالاصوات ماامكن لدى الفلاحين المعوزبن وفاز . رد والدي الذي ناهض آل الكنج الاقطاعيبن والانتداب الفرنسي الذي كان يدعمهم بحيث سرح من عمله عام 1940 ولم يعد إلى وظيفته كاستاذ الا بعد الاستقلال ، وذلك في قصيدة ، يقول فيها :أيفوز في كرسي النيابة أعورخان البلاد وحارب استقلالها ؟ ما يميز تلك الفترة في الساحل هو الصراع الاجتماعي ضد الاقطاعيين والصراع الوطني ضد الفرنسيبن والذي أفضى إلى الوحدة السورية على يد السوريين جميعا قبل الجلاء عام 1946.هناك دائما السطوة وسوق الفساد الاستعماري أو الجديد بوجود قوى الاقطاع القديم والمتجدد .والواقع أن المرحوم اكرم الحوراني كان اكثر الشخصيات الوطنية التي اعقبت الاستقلال والتي حاربت الاقطاع شعبيا وفي البرلمان الذي سيطر عليه عدديا تحالف كتلة حزب الشعب والحزب الوطني ، الا أن الاقطاع الذي كان على الثورة الوطنية الديمقراطية أن تقلم مخالبه استمر بمظالمه حتى صدور مراسيم عبد الناصر بالاصلاح الزراعي في الجمهورية العربية المتحدة عام 1958, الاصلاح الذي استمر بتوسيعه مع مجموعة 23 شباط .لم تعد الامتيازات الاقطاعية وعلاقاتها الاجتماعية سطوة ومظالما الا مع حافظ اسد ،الكنجي الجديد ، الذي صنعت منه السلطة مستبدا _ اقطاعيا _ مستقويا بالخارج الاجنبي ليحكم بذلك سورية والشعب السوري كله اضطهادا ومظالما ، لماذا ؟ لان سلطة الاستبداد والفساد والاستقواء بالاجنبي ، لامبدأ عندها ولا ملة ولا قضية الا السلطة نفسها، ولهذا فالشعب عدو لها وليس من سلاح عندها سوى استعباده او الفتك به .المسألة اليوم لاتطرح الا بمحدداتها التالية : وطن ومواطنة وديمقراطية أم استبداد وتقسيم واحتلالات اجنبية ؟؟

  • Social Links:

Leave a Reply