” غزة لاتنتظر أحدا ” ؟؟

د منذر ابو مروان اسبر

د. الصيادي وغزة

في مقال حول غزة يطرح د .مخلص الصيادي أن “غزة لاتنتظر أحدا”.

من الصعب الاقتناع بهذا الخطاب لان أهل غزة يستغيثون_ لا ماء ولا قوت ولادواء _وقد وصل عدد الضحايا إلى تسعة الاف مدنيا بين رجال ونساءواطفال ويطالبون بايقاف مجزرة الهمجية الاسرائيلية عليهم .

غزة فلسطينية عربية ولذا فإن أبسط مسؤولية الأشقاء العرب هو موقف المطالبة بأيقاف العدوان وادخال الماءوالقوت والدواء إلى غزة واتخاذمايلزم من اجل ذلك ديبلوماسيا وبترولا وسياسيا .

وغزة اسلامية واذن فهي تحتاج الى الاخوة الإسلامية للمطالبة بايقاف العدوان ومد غزة بالماء والقوت والدواء قرارا واقتدارا.

فصائل المقاومة الغزاوية وفي الضفة العربية تدافع عن حق تنتهكه اسرائيل وأمريكا منذ47 عاما على اتخاذالامم المتحدة قرار 242 و338 .

وفي حين أن مشروع التطبيع مع اسرائيل اصبح البديل عن اتفاقيات أوسلو المحنطة وتصفية القضية الفلسطينية على يد دول عربية واسلامية ، فإن المقاومة الغزاوية تقول للعرب والمسلمين والعالم :كلا لن نقبل بتصفية حقوقنا والغاء هويتنا ومصادرة مقدساتنامهما كان الثمن .

لقد وصلنا إلى وضعية تنصب فيها أمريكا نفسها ” شريفا” يقود اتباعه لاحتلال هذا البلد أو الآخر باسم مكافحة الارهاب أو لتصنيف هذه المنظمة أو الأخرى على قائمة الارهاب لمصلحة اسرائيل والكيل بمكيالين في القانون الدولي .

لم ينس العالم الهاجاناه وارغون الارهابيتين ولا مذابح دير ياسين وكفرقاسم ولا صبرا وشاتيلا الارهاببة …..
والعالم يكتشف اليوم أن الغرب قد أوجد اسرئيل ضدالعرب وضد المسلمين وخلق الفوضى والحروب الدينية في المنطقة لتتم السيطرة الدائمة عليها :

_ وعدم بلفور البريطاني وقبام دولة اسرائيل عام 1948

_ _تزويد اسرائيل بالسلاح النووي فرنسيا وامتلاكها الأسلحة الفتاكة في الستينات .

_ مشاركة أمريكا في حرب 1967وفرض التطبيع مع اسرائيل مع ترامب وبايدن ورفض ايقاف عدوان الدولة الاحتلالية الديمقراطية العنصرية .

لايمكن بهذا الخلط بين قضية التحرر والحريةفاذا كانت الحرية تعني الديمقراطية المواطنية فإن التحرر هو التحرير السيادي من الاحتلال إذ لايمكن امتلاك الديمقراطية في ظل الاحتلال الاجنبي الذي تريد تسويقه أمريكا في فلسطين وسواها .

لذلك فبقدر ما أن غزة بحاجة للعرب والمسلمين تحررا وحرية فإن العرب والمسلمين بحاجة إلى غزة تحررا وحرية ،عندما نعرف أن كثيرا من البلدان العربية لاتملك اية سيادة سواء باحتلال اراضيها أو بانتشار القواعد العسكرية الاجنبية اوالتحكم بمواردها ومواقعها الاستراتيجية .

قضية التحرر والحرية واحدة ، هذا هو العالم الجديد الذي تفتح طريقه غزة آجلا ام عاجلا.

.