في ذكرى مجزرة الساعة !

في ذكرى مجزرة الساعة !

ادوار حشوة

ما تزال ذكرى المجزرة في ساحة الساعة بحمص في١٧-٤- ٢٠١١وذكرى اصوات الرصاص المنهمر بلا توقف وصراخ الشباب في الذاكرة و لا تمحى ولا تنسى مهما امتد الزمن .

الإنسان يمكن أن ينسى احداث الفرح ولكن جراح الالم يصعب نسيانها .

كنت في مكتبي الذي يطل على
الساحة وسمعت ورأيت ولست
( شاهدا ما شافش حاجه ).

كانت التظاهرة حاشدة وشبابية
وفيها فتيات وكانت الهتافات
متشابهة ( سوريا حره حره) و( سوريا بدها حرية ) و( بدنا اسقاط النظام )
و ( الله و سوريا و بس) و ( بدنا الوحدة الوطنية اسلام ومسيحية)و ( سوريا بدها حرية وبدها اسقاط النظام ). الخ
لم يكن فيها هتافات استفزازيه شخصية ولا طاىفية وبعضهم كان يهتف ( الله أكبر على الطغيان ).

لا هجوم على دار الحكومة ولا على سورها ولا على اي متجر خاص .
وبمعنى آخر كانت تمثل انقى التظاهرات السلمية .!

لم أكن اتوقع أبدا أي عنف لأنني كنت عائدا من دمشق بعد ان تواصل الصديقان عادل نعيسه ووجيه معروف مع الرئيس الأسد وتمت موافقته على ملاقاة التظاهرات بتقديم بعض المهدئات كاطلاق سراح معتقلين ودفع تعويضات لكل من تعرض للاعتقال وطلب اليهما اعداد مرسوم بذلك وأنه سيوقعه .!
طلبا الي اعداد المرسوم فقلت لهما هل هو صادق في ذلك قالا نعم.
وسألتهما لماذا لا يعده كادره القانوني فقالوا انه قال لهم انه كلما طلب إلى الكادر اعداد مرسوم يعدونه خارج ما يهدف اليه !
فوعدتهما بعد يومين وكنت في المكتب اعد المرسوم حين بدأ الرصاص يحصد كل من كان في الساحة من متظاهرين ومتفرجين !

كانت مفاجأة مرعبة وغير متوقعه
حاولت من النافذة مراقبة ما يحدث
محتميا بالجدار فشاهدت جحافل العسكر من الفرقة الرابعه ومن جميع اجهزة المخابرات تحيط بالساعة من كل منافذها وتم اطلاق الرصاص بعنف لا لتفريق المتظاهرين بل لقتلهم انطلاقا من ٦ شوارع تطل على الساحة كل الجنود والمخابرات اشتركوا في حصد الناس !

وكانت السيارات الشاحنة ترابط خلف القناصين وكان العسكر يقبضون على الهاربين من الساحة ويضربونهم بالجنازير الحديدية حتى يموتوا.
.
كانت الأشلاء تغطي الساعة واستمر
اطلاق النار اكثر من نصف ساعة توقف بعدها.!
توقف اطلاق النار وساد صمت وفقط سمعت هدير السيارات التي تنقل المعتقلين والجثث بالعشرات في كل شاحنة ثم حضرت سيارات الاطفاءبسرعة لتشطف الساحة من الدماء.
لا يمكن تحديد عدد الشهداء ولكن في مثل هذا العنف والعمد وحجم النيران سيكون اكثر من ١٥٠ كما قدر البعض.
لم اغادر المكتب لساعات مدهوشا وحزينا لاختيار الاسد الحل الأمني على خلاف ما تعهد به .

من يعتقد ان المجزرة استهدفت مكونا معينا يخطئ التقدير فكانت الجثث وكان المعتقلون من كل عائلات حمص ومن الريف القريب
وكان بينهم علويون ومسيحيون
وذكورا واناثا وكانت التظاهرات تمثل كل حمص وريفها وأذكر أن فتاة علوية كانت تحرر جريدة( سوريا بدا حرية ) التي يصدرها شباب التظاهرات كانت
بين الشهداء و كنت قبل اشاهدها منكبة على الآلة الكاتبه وتطبع الجريدة في قبو بناية قرب مكتبي !

أفظع من القتل العمد بالرصاص كان التعذيب الهائل للمعتقلين وتقطيع اجسادهم وصلبهم على جدران قبو المخابرات الذي صار يسمى المسلخ
وتولاه اربعة من المخابرات.

لا يوجد تحقيق ولا محاكمات ولا سؤال ولا جواب وكان القتل اولا ثم يحضرون اوراقا مطبوعة تكتب عليها الاسماء على انها قرارات حكم من محكمة ميدانية !

لم يذكر التاريخ وحشية بهذا القدر
ولكن بعد مجازر الكيماوي في الغوطة وسراقب وجسر الشغور والمعرة وبعد البراميل و والغارات وبعد المحرقة في سجن صيدناياوغيرها صارت الوحشية اوسع وافظع !

ومن وحشية ساعة حمص الى كيماوي الغوطة والبراميل والتدمير الممنهج ومحرقة صيدنايا ومجزرة تدمر صار من الصعب جدا نسيانها وصارت العدالة الانتقالية ضد الشبكة الحاكمة ضرورة لابد منها كثأر لكل الشهداء!

بدون عدالة انتقالية تستهدف (اصحاب القرار الامني ) لا يمكن توفر وضع نستعيد فيه وحدتنا الوطنية واعتدالنا وتعايشنا .
هذه العدالة حق لا يمكن التنازل عنه ابدا وسيأتي وسيأتي !

١٧-٤-٢٠٢١

https://www.facebook.com/share/p/gEf7ve1aNxL4w7DC/

  • Social Links:

Leave a Reply