كوميديا الوجود الانساني – د احمد نسيم برقاوي

كوميديا الوجود الانساني – د احمد نسيم برقاوي

د احمد نسيم برقاوي
كوميديا الوجود الانساني

قصة واقعية
لم أعد أذكر اسمه،جاء إلى مكتبنا في قسم الفلسفة يسأل عن أحمد برقاوي.فوجدني.
هو في ذلك الوقت مساوٍ لي في العمر ،أسمر اللون،ذو لهجة ديرية،بشوش ،وسألني:دكتور ما هو المطلوب من مقرر الفلسفة العامة؟وأنا لم أجد هذا المقرر في برنامج الامتحان.فأنا(حامل)هذا المقرر.
ضحكت قلت له هذا المقرر قد ألغي منذ عقدين،وصار مقرر مشكلات الفلسفة عوضاً عنه .أين كنت غائباً كل هذه الفترة؟أجابني :كنت في سجن تدمر. بسبب انتمائك للأخوان سألته.وأجاب لا دكتور بسبب انتمائي للبعث ،البعث الحاكم في العراق.
قلت له حدثني عن سجنك .فروى لي قصص لا يمكن للعقل الإنساني أن يصدقها أبداً.
ومنها هذه القصة التي ذكرتها في كتابي كوميديا الوجود الإنساني الصادر عام 2009.
مقتطف من كتابي كوميديا الوجود الإنساني دمشق2009.دار التكوين.
(حدثني فقال:كنت واحدا من كثيريين في مهجع تابع لسجن منعزل عن العالم.كان المهجع ضيقا ،السجناء كثيرون.حين تقف فأنت تملك مقدار مساحة رجليك وجسدك،وحين تنام فإنك لا تنام إلا على مساحة قد جسدك.
في كل ليلة عليك أن تنام على جنب واحد وفي سقف المهجع روزنا للمراقبة.والويل لك إذا تحركت أو ادرت وجهك اوانقلبت..وهب إن احدا قد أخذه النوم ولم يدر تحرك جسده.فإن لم يفارق الحياة يتمنى مفارقتها.
نصف ساعة تنفس في باحة السجن،وقواعد التنفس لا يتحملها احد،عليك أن تمشي وأنت مطرق الرأس،محظور عليك الاستدارة و الالتفات.. إن حصل وفعلت ستكون حياتك في خطر.خالف أحدنا قواعد التنفس ضربه الحارس ضربة واحدة أودت بحياته،فعنفه المسؤول بقوله:لا تعد إلى مثل هذا الفعل،وإن عدت إليه ساحلق شعر رأسك
.جرى رهان بين جلادين
،الأول:أستطيع أن أقتل هذا السجين بضربة واحدة
الثاني:صعب.
نفذ الرهان ومات السجين.
تقلع الأظافر،وتطفأ السجائر في الأجساد ،ويغتصب الرجال والنساء،وتقطع اعضاء التناسل ويضرب الجسد حتى يفقد المرء وعيه…التعذيب…التعذيب.
…أي متعة يشعر بها هذا الشرير?

كوميديا الوجود الإنساني ص.89.

  • Social Links:

Leave a Reply