المساعدات الإنسانية والعجز الدولي .د تركي درويش سلامة

المساعدات الإنسانية والعجز الدولي .

. بعد مجموعة من القرارت الدولية المتعلقة بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة من قبل النظام وهي حوالي 23 بلدة ومدينة وبلدتين من قبل المعاضة ومناطق في دير الزور من قبل داعش .. إجتمع مجلس الأمن الجمعة الفائتة لإقرار وصول المساعدات لتلك المناطق .. لكنه للأسف مثل كل مرة لا يخرج بنتيجة ملزمة فقط بتوصيات .. وخاصة بعد الموافقة على إيصال المساعدات عن طريق الجو في حال لم يستجب النظام للأمم المتحدة وكان من المفروض تبدأ في 1 ايلول .. إلا أن ديموستورا والروس فاحئونا بربط المساعدات بموافقة النظام .. وأن هذا القرار يجب أن ينسجم مع قرار الأمم المتحده ( بأن لا يمكن التدخل بشؤون أي دولة إلا بموافقة حكومتها ) .. وتناسو بأن سوريا مستباحة أرضاً وجواً من كل دول العالم وبدون موافقة النظام أو مجلس الأمن وأن هذا النظام قاقد لشرعيته .. وفي تداول الإجتماعات الأخيرة تكلم مندوب سوريا بأنه ليس هناك مناطق محاصرة ولايوجد جوع ..الخ .. متناسياً بذلك مدن وبلدات سورية يحاصرها نظامه ومات الكثير بسبب الجوع وأن هناك شعار يتبعه عصابات النظام ( الركوع أو الجوع) ممكن النظام وأزلامه يعتبرون كل من قال لا لهم فهم غير سوريين .. لقد نص قرار 2254 المتعلق بالقضية السورية وبموافقة الروس والإيرانيين عليها بدخول المساعدات لجميع المدن المحاصرة وأن لاتخضع القضايا الإنسانية للتجاذبات السياسية بين الفرقاء .. إلا أن النظام وحلفاءه نكثو بالوعد وقطعوا طريق المساعدات لإجبار تلك المناطق لإجراء مصالحات شكلية وتركيع الثوار فيها .. اقترحت بريطانيا وبموافقة أغلب الدول بأن يكون 1/6 أيلول بدء إنزال المساعدات جواً في حال تعثرها براً .. إلا أن النظام فتح المجال لدخول بعض المساعدات لداريا منها 5 كراسي للمعاقين الأطفال …. و15 كرسي للكبار …. وبعض الناموسيات مضادة للبعوض وشامبوهات للقمل بدون دخول الطعام والأدوية …

أي نظام مجرم كهذا النظام وأمام العالم يتصرف بدون أن يحسب حساب لشعبه أو للعالم .. وفي إجتماع الجمعة الأخير حذر الروس من سقوط طائرات الإغاثة والخطر على العاملين فيها وكان الثوار يملكون تلك السلاح .. السؤال هل تدير روسيا ظهرها عن إلتزاماتها بوصول المساعدات ؟؟ لا أعتقد ذلك لأن الروس هم من وافق على قرار 2254 وهم من رعوه لذلك بنصوصه يجب إيصال المساعدات للكل وبدون عرقلة من أي جهة .. هنا ستكون روسيا بحرج كبير أمام العالم كونها هي من ضمنت ذلك .. لذلك ستضغط على النظام من أجل تمرير المساعدات بمناطق محددة وبكميات محدوده .. والأهم من ذلك بأن لاتصل طريق المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة لأُفق مسدود وهي الأكثر إلحاحاً لإستئنافها .. والشيء المهم بأن مايقوم به النظام من محاصرة المدن والبلدات وإيصال سكانها لحد الموت من أجل إستسلامهم .. هذه الجريمة مُورست بالقرون الوسطى في حروب بين الدول ومحاصرة المدن والقلاع من أجل إستسلامها لا بحاكم يحاصر شعبه لحد الموت …

أما الآن نحن في عصر حقوق الإنسان والأمم المتحدة التي ترى وتختبئ خلف عبائة أوباما وتعنت بوتن بدون أن يعملوا شيئاً الهم الأكبر إجهاض الثورة بحجة محاربة الإرهاب ..

الإبتزاز السياسي: روسيا وإيران والنظام جائتهم الفرصة لإبتزاز العالم ، الروس يريدون تسوية أزماتهم السياسية والإقتصادية مع الغرب من أوكرانيا والقرم للمقاطعة الإقتصادية أخيراً سوريا .. وكذلك إيران حل مشاكلها مع الغرب وأمريكا وفتح الأسواق الغربية والإقليمية أمام بضائع الدولتين مع الدعم الإقتصادي لهما .. والنظام عندما يحل إستحقاق ما إنساني بما يتعلق بالمعتقلين والمساعدات الإنسانية أوسياسي بما يتعلق بالحل الشامل وتطبيق مقررات الأمم المتحدة من جنيف 1 لفيينا 3 يبدأ بالمماطلة والإبتزاز ويريد أن يكون شريكاً وحيداً للعالم بمحاربة الإرهاب وكل من يقف ضده من شعبه هو إرهابي .. وأخيراً لو كان المجتمع الدولي جاداً بإيصال المساعدات براً أو جواً لعمل ذلك ..

المطلوب الآن إتخاذ قرارات جريئة تحت البند السابع تتعلق بالقضايا الإنسانية ومساعدة المناطق المحاصرة بكل ماتحتاجه من حياة وأن تطبق قرارت الأمم المتحدة من و جنيف 1 وبتشكيل حكومة إنتقالية كاملة الصلاحيات تقود البلاد نحو الديموقراطية والتعددية وتطبيق العدالة الإجتماعية ومحاكمة جميع مجرمي الحرب والقضاء على الإرهاب إن كان إرهاب دولة أو إرهاب مليشيات إسلامية من داعش والنصرة ومن سواليهم ومن جهة وعصابات حزب والعراقيين وإيران وروسيا من جهة أخرى من أجل الحفاظ على سوريا موحدة ببعدها الإنساني والديموقراطي ..

د.تركي درويش  سلامه