تركي درويش سلامة  خطوط الوهم الحمراء الحقيقية

تركي درويش سلامة خطوط الوهم الحمراء الحقيقية

 

د.تركي درويش

 

لقد شبع الشعب السوري بالوعود و الخطوط الحمراء بحمايته من شر نظامه الدموي من أول يوم انطلقت ثورته ضد الظلم والاضطهاد والاستبداد وخاصة عندما كانت سلمية ،،، لقد حذّر العالم النظام من تجاوزه الخطوط الحمراء من استخدامه للأسلحة الثقيلة وصواريخ سكود ضد المدن الثائرة إلى خط أردوغان الأحمر بأنّه لن يسمح بحماة ثانية لخطوط أوباما والعالم الحمراء باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه إلى الخطوط الأخيرة لأردوغان من تل ابيض لتل عفر لآخر شي منبج وعدم قبوله لقوات سوريا الديموقراطية وال pyd بعبور غرب الفرات،،، كل هذه تندرج تحت مسمى الاستهلاك الاعلامي والضحك على الذقون ،،، لننظر للمسألة من وجهة نظر أخرى وهي مصالح الدول الخاصة وخاصة الأمن القومي التركي وصراعها مع حزب ال pkk واعتبار حزب ال pyd امتداده السوري ومايشكلانه من خطر على جنوب تركيا ،،، تناقلت وكالات الأنباء عن صفقة تقوم بها حكومة كردستان العراق وأمريكا بين بpkk وتركيا على أن ينسحب مقاتلوه من جنوب تركيا مقابل نقل الزعيم الكردي أوجلان من السجن إلى الإقامة الجبرية تمهيداً لاطلاق سراحه مقابل تحول الحزب لمنظمة سياسية بضغط من مسعود البرزاني وأمريكا وفي المقابل من الصفقه السماح لقوات سوريا الديموقراطية لعبور غرب الفرات ومقاتله داعش ،أمّا الشرط التركي بأن تكون قيادة سوريا الديموقراطية ليست من pyd وتكون نسبة المقاتلين من مكونات الشعب السوري الأخرى وهذا ماصرح به أردوغان من فترة بأن المقاتلين أهل المنطقة هم الأغلبية من جيش حر وعشائر ،،،، لكن حقيقة الأمر غير ذلك بأنّ أغلب المقاتلين هم من pyd و هم من يقود المعارك وأنّ فصائل الجيش الحر تقاتل داعش في الشمال وغير متحالفه معهم ،،، نفهم بأن هذه التصريحات نوع من رفع العتب والتراجع عن الخطوط الحمراء كسابقتها ،،، من جهة أخرى استطاع ال pyd أن يجمع الروس والأمريكان بدعمه عسكريا بحجة أنّه الحزب الوحيد الذي لايمكن اختراقه من التنظيمات الاسلامية المتطرفة وأنه ممكن أن يكون نواة لسوريا مدنية علمانية عكس التوجه التركي بدعمه للفصائل الاسلامية ، هذا الطرح يندرج ضمن التوافقات الأمريكية الروسية وتقاسم النفوذ في سوريا خاصة بعد التدخل المباشر الروسي إلى جانب النظام وتراجع الموقف الامريكي من النظام ومحاولة لعب النظام والايرانيين والروس بورقة محاربة الارهاب وداعش ،،، هذا التسويق للنظام ومساندة سوريا الديموقراطية والدعم الايراني وخاصة وضوح هذا الدعم بتصريح أحد قادة ال pyd العسكريين (اوسو) بانهم يرحبون بقوات النظام بتحرير الرقه،،،، كل هذا ناتج عن تحول الصراع في سوريا إلى صراع اقليمي ينفذ بأدوات داخلية وليست بقوة ال pyd او قوات سوريا الديموقراطية ولا بضعف الاتجاه الآخر الذي يحارب داعش والنظام بل لتحول الصراع من صراع شعب يطالب بالحرية ضد نظام فاشي دموي مافوي إلى صراع مسلح استغلته قوى الثورة المضادة من جهة النظام وحزب الله وايران ومليشياتها الطائفية ومن جهة أخرى داعش والنصرة ومن لف حولهم وآمن بهم ،، كل هؤلاء يتصارعون بالوكالة عن تلك الدول لتقاسم النفوذ بينها الأمريكان والأوربيين في الشمال ،روسيا والنظام في الغرب اسرائيل في الجولان والجنوب وفي الوسط والشرق ايران وحزب الله وداعش والنصرة لتصفية الحسابات وطحن بعضهم البعض ، صراع دول الجوار داخل هذا الحيز الجغرافي حتى انهاكهم والخلاص أخيرا من القادمين اوربيا،،، رغم تصريح اردوغان الأخير بأنّه أذا فشل الحل السياسي سنتدخل عسكريا ولن نسمح لأحد يهدد أمننا في شمال سوريا،،،كثير مثل هذه التصريحات سمعها الشعب السوري وهي للاستهلاك المحلي فلن تنطلي عليه بعد اليوم لان الدول تحكمها مصالحها السياسية والاقتصادية لذلك تسقط كل الوعود والخطوط الحمراء أمام تلك المصالح ،مصلحة تركيا مع إقليم كردستان ومع الروس والايرانين أهم من عبور pyd وقوات سوريا الديموقراطية غرب الفرات ومصلحة الأمن القومي التركية تتوجب بعقد صلح مع ال bkk ولايهمهم كثيرا تسعيرة الدم السوري ،،،

بالأخير الخاسر الأكبر السوريون وثورتهم لأن هذه التوافقات تشير إلى تأهيل نظام الأسد بحجة الارهاب وعلى الpyd وقوات سوريا الديموقراطية أن تعلن التزامها بأهداف الثورة السورية التي انطلقت من أجلها وهي التخلص من نظام الاستبداد والعائلة الواحدة وأن تبني سوريا الجديدة والديموقراطية وأن تتبنى الشعار الأول للثورة السورية الشعب السوري واحد هنا سيقف الجميع بخندق واحد ضد النظام وداعش والنصرة ، أما إذا استمرت الطروحات والاصطفافات بعيدا عن أهداف الثورة فنار الجحيم ستبقى مستعرة وستطال كل مكونات الشعب السوري وخاصة تلك المناطق الآمنة الآن،،،

د.تركي درويش (سلامه)

  • Social Links:

Leave a Reply