المرأة والحرب

المرأة والحرب

الهام حقي

غالباً ما كانت الحروب تقام لأجلهن ومن أجلهن قديماً.

قرأنا عن الإلياذة والأوديسة عند اليونان، وحرب البسوس عند العرب وكلتا الحربين قامتا بسبب النساء ودامتا سنوات.

وقصة الفتاة التي اقتيدت للبيع بعد أسرها من قبل جنود الروم وصاحت وامعتصماه، استنجدت بالخليفة المعتصم فلبّى النداء بجيشه الجرار..

لو استمعنا الآن إلى صوت الهواء لصمت آذاننا من ألوف مؤلفة من وامعتصماه وامعتصما وامعتصم وامع وا و.. و… و…

ولا معتصم واحد بكل العالم استطاع أن ينجد نسائنا من هذه الحرب الضروس وأصبح هذا الاسم رمزاً للمستحيلات.

وفي سياق الحديث لا ننسى المحاربة التي حملت السلاح وخاضت المعارك والحروب خولة بنت الأزور والتي كانت مثالاً لحب الوطن والدفاع عن الشرف والحرية.

لذلك سنسلط عليها الضوء ودورها في حروبنا هذه ،هل النساء أكثر ضعفاً من الرجال أمام الأخطار؟.

تعتبر النساء، في حالات النـزاع، فئـة تتسم بضعف خاص أمام الأخطار.

إلا أن النساء يبرهن في كثير من الأحيان على قدرة مذهلة وبراعة ملحوظة لمواجهة الصعاب.

ويميل الرأي العام إلى تصنيف النساء في حالات النزاع المسلح على أنهن بصورة خاصة (ضحايا – ضعيفات) أمام الخطر فهل لهذا التصنيف ما يبرره؟ الجواب: لا…

فالنساء لسن مستضعفات لكونهن نساء…. بل إنهن يبرهن على قوة ملحوظة، كما يتبين ذلك في الأدوار التي يضطلعن بها كمقاتلات وناشطات من أجل السلام، وأيضاً من خلال المهام والمسؤوليات الملقاة على كاهلهن لحماية عائلاتهن ومؤازرتها زمن الحرب.

وتُظهر النساء اللواتي يتأثرن بالنزاعات في جميع أنحاء العالم أنهن بمقدورهن ليس التحلي بشجاعة وقوة كبيرتين فحسب، وإنما أيضاً استخدام براعتهن وقدرتهن على مواجهة الصعاب إلى أقصى الحدود.

وتثُبت النساء ذلك في تأدية مهامهن اليومية بصفتهن ربات عائلات، ومصدر دخل الأسرة، ومسؤولات عن تقديم الرعاية داخل الأسرة، فضلاً عن مشاركتهن مشاركة نشطة في حياة النساء في العديد من الحالات.

بالرغم من عقلية تفضيل الذكر على الأنثى السائدة في المجتمعات الأبوية، كما يتعرضن لضروب من التمييز في المنازل وأماكن العمل وفي مجتمعاتهن المحلية عموماً، ويتعرضن لهجمات أو تهديدات من مجتمعاتهن إذا لم يمتثلن لهذا الدور.

أم جهاد

هذه المرأة الخمسينية النازحة مع زوجها وأولادها الستة قررت التمرد على واقعها، أو ربما أن تكون نفسها، لتؤكد أن النساء يلعبن دوراً مفصلياً خلال الحرب، نساء غيّرتهنّ ظروف الحرب ، في منزلها المتواضع عميقة، روت لنا قصة ( انتصارها) خلال النزوح، ترتشف أم جهاد القهوة وتتابع بانفعال: (صرت أعمل خارج المنزل وداخله، وهو عاطل لا حول له ولا قوة نزعت عنها صفة (ست البيت) وتحولت إلى (معيلة الأسرة)، لم تنته القصة هنا، تركته واهتمت بأسرتها ، عاد أبو جهاد ليرجوها تصحيح الوضع، ضغطوا عليها، فامتثلت، لكن بشروطها، سعت إلى تسفيره إلى ألمانيا ونجحت في ذلك على أن يرسل في طلبهم لاحقاً:

(أنا من قمت بتسفيره)، تقولها أم جهاد بثقة (الأنا) التي باتت حاضرة بقوة في كلامها.

  • Social Links:

Leave a Reply