قصة الشهيد ( ر م ) مع حزب ال PYD ــ دلدار بدرخان

قصة الشهيد ( ر م ) مع حزب ال PYD ــ دلدار بدرخان

 

أبن بار لوالديه محبوبٌ ضمن عائلته , ولا سيما أصدقائه ومعارفه , هادئ الطبع ذو خلق دمث و لطيف , كالوردة في إطلالته المشرقة , يترك بصمته الجميلة أينما حلت أقدامه , لا يتجاوز من العمر السابعة عشر .

بدأت قصته كأي شاب مراهق ضربته رياح العشق والحب , وضربته عواصف الهيام والصبابة , وكأي شاب في هذا العمر لا يمكنه كبح جماح عواطفه وصفاوة عشقه السرمدي , فخرّ ساجداً أمام المحبوبة , واستسلم لهذا الحب الذي هز كيانه وطرق باب قلبه وهو في مقتبل العمر وريعانه , فما كان منه إلا أن يضغط على ذويه لطلب يد الفتاة التي أختارها القلب والفؤاد , يقول أخ الشهيد ( ج م ) رضخنا لمطالب أخي كونه الأبن المدلل والمحبوب في بيتنا , وهو الأخ الصغير لطلب يد الفتاة والتي يربطنا بها علاقة وشيجة وصلة قرابة وبالفعل وافقوا على طلبنا وتمت الأمور على خير ما يرام .

يردف ( ج م ) وقد علا صوت نشيجه والبكاء يأكل من حاله والدموع تنهمر من عينه المدرار , عاش أخي الشهيد ثلاثة أشهر في غمرة الفرح والغبطة لم يشهده في حياته , ولكن لم يكتب له الله ديمومة هذه الغبطة والمسرة , وسرعان ما أنقلبت حياته وحياتنا لتصبح جحيماً نتلظى على جمرٍ من الحزن والشجون , فبين ليلة وضحاها قرر والد العروس فسخ الخطبة لأسباب واهية وغير موضوعية بناء على حجج غير مقنعة ، حاولنا تدارك الأمر وبعثنا لهم الوجهاء والأخيار ولكن دون فائدة , فكان هذا القرار بمثابة صدمة أنهت حياة أخي وكتبت له نهايته الحزينة .

قرر الشهيد ( ر م ) الألتحاق بصفوف ال PYD دون علم والديه ليكتب نهاية أحزانه ويهرب من واقعه الحزين والمميت فلم يعد يطيق حياته وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره وقبل سن البلوغ , يقول الأخ ( ج م ) حاولنا كثيراً أسترجاع أخي ولكن محاولاتنا بائت بالفشل رغم أننا أعترضنا على ألتحاق أخي بواجب الدفاع أمام مسؤولي ال PYD وقلنا لهم أن أخي لم يتجاوز من العمر السابعة عشر وطبقاً لقوانينكم والقوانين الدولية فأنه يُمنع قبول من في سنه ولكنهم لم يصغوا إلينا وامتنعوا عن تسليم أخي .

بعد مرور أربعة أشهر يأتينا خبر أستشهاد أخي في ظروف غامضة , ولا نعلم كيف تم أستشهاده واين , إذ لا يمكن أن يكون أخي من حملة السلاح على تخوم المواجهة المباشرة في المعارك لأنه لم يُنهي دورته التدريبية ولا يمكنه خوض المعارك بعد أربعة أشهر , ولكن عند العصابات كل شيئ ممكن ولا أحد يمنعهم من أستعمال الأطفال والمراهقين في حروبهم القذرة والوسخة .

  • Social Links:

Leave a Reply