الأكراد وحلم الدولة المسلوب – محسن بابات

الأكراد وحلم الدولة المسلوب – محسن بابات

لطالما كنا ننادي ونقول أنه لابد من إيجاد حل للمسألة الكردية بما يرضي الشعب الكردي أولا، وشعوب الدول المعنية، ولطالما حلمنا مع أهلنا الأكراد بالحل المنشود، وقد قلنا مراراً ودللنا على ذلك، بأن الأكراد ليس ذلك الشعب الذي يعيش في مناطقه المعروفة فقط، سواء بسوريا أو غيرها، بل انهم متجذرون ضمن كل شعوب المنطقة، فلا تكاد تسأل أحد عن أصله، سواء كان حمصياً أو شامياً أو حموياً وغير ذلك، إلا وقال لك أصل أجدادي أكراد، وهذا دليل على تجذر الشعب الكردي في بقية شعوب المنطقة. ومن هنا كنا نهتم لحل مسألتهم وقضيتهم وفق رؤية تؤسس لمستقبل خال من الحروب والإشكالات.

وكنا دائما في حديثنا ومناقشاتنا مع أخوتنا الأكراد نبدي لهم تخوفنا من خطورة تفكيرهم بالاستقلال في دولة، ونحاول التخفيف من حماسهم بالتفكير بهذه الخطوة، لأننا كنا ندرك أن من يشجعهم على مثل هذه الخطوة – ونقصد هنا الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية – يستخدمون قضية الكرد كمطية للعب في سياسات الدول المنتشر على أراضيها الشعب الكردي، وكنا ندرك أنهم لن يسمحوا البتة في بناء دولة كردية حرة مستقلة، لأن ذلك ببساطة يعني سحب الخنجر المسلول بوجه من يعارض ويقف في وجهة سياسات الغرب في منطقتنا، وإن الدولة المنشودة لن تقوم، وأقله في الأفقين القريب والمتوسط، وما يجري اليوم من هجمات الحشد الشعبي في العراق على مناطق الأكراد في العراق وبهذه الطريقة الوحشية إلا دليل صارخ على سياسات الغرب تجاه المنطقة والأكراد.

أمام هذا الواقع المؤلم على الشعب الكردي أن يعي أن مصيره اليوم من مصير شعوب المنطقة وعليه أن يتعالى على جراحه ويعيد ترتيب أولوياته ويسترشد بمشعل تمو وغيره الكثير ويقف صفا واحد مع إخوته السوريين للقضاء على النظام السوري المجرم ومن بعد يمكن أن يتم إيجاد حل لقضيته تشعره بالاستقرار في محيطه وبما يرضيه ويرضي جيرانه.

  • Social Links:

Leave a Reply