تحرير الرقة أم تدميرها – صبحي دسوقي

تحرير الرقة أم تدميرها – صبحي دسوقي

 

يوم الثلاثاء 17/10/2017 سيبقى في ذاكرة أهل مدينة الرقة طويلاً ولن ينسوه مطلقاً، ففيه أعلن عن تحرير مدينتهم من داعش على يد الميليشيا الإرهابية الكردية قوات قسد الانفصالية الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف على لائحة الإرهاب العالمية ، وفيه تمّ تغيير المحتل واستبدلت رايات داعش السوداء برايات قسد الصفراء.

داعش التنظيم الظلامي الأكثر تخلفاً وهمجية، اجتمعت مخابرات إيران وأمريكا وإسرائيل والنظام السوري المجرم على تشكيله ونموه وتمدده، من أجل زيادة كره الإسلام والمسلمين، وإلصاق تهمة الإرهاب بديننا الذي جاء داعياً إلى التسامح والأمن والمحبة والسلام.

انسحبت داعش من الرقة بعد أن أسهمت بتدميرها وقتل وتشريد أهلها، وبعد أن حققت دورها وما هو مطلوب منها كشركة مساهمة بنجاح كبير في تدمير المدن السنية، وأمرت بترك الرقة والخروج إلى ريف دير الزور وريف مدينة حماة لتعيد ذات السيناريو وذات الهدف المعلن من محاربتها والهدف المخفي تدمير المدن وذبح المسلمين.

انسحبت داعش بحماية طائرات التحالف بعد أن دفع أهل الرقة ثمناً بشرياً ونفسياً ومادياً باهضاً.

الرايات الصفراء الانفصالية ترفرف في الرقة المدمرة مع صور أوجلان بعد أن عانت الرقة طويلاً من الرايات السوداء وصور البغدادي، من احتلال إلى احتلال ومن معاناة إلى معاناة قد تكون أكثر ألماً وقسوة.

لن يتمكن أهل الرقة من الفرح بزوال السواد الذي خيَّم فوق مدينتهم لسنوات، لأنهم مدركون أن القادم أكثر قسوة وأنهم سيدفعون الكثير بعد سيطرة قسد على مدينتهم، لن يفرحوا بانتهاء المعارك وتوقف القصف من قبل طائرات التحالف الحاقدة المدمرة على مدينتهم، لأنهم لن ينسوا كيف قُتِل أهلهم وكيف هجروا وكيف تدمرت منازلهم من دعاة التحرير.

من حق أهل الرقة أن يبكوا شهداءهم الذين لازالوا تحت الأنقاض، وأن يبحثوا عن المعتقلين المغيبين وأن يبكوا المهجرين.

أربعة أشهر والرقة تدك بصواريخ وقنابل وقذائف المجرمين بالآلاف بحجة محاربة داعش، لكننا لم نر على وسائل الإعلام أي صورة لداعشي مقتول أو مأسور أو مستسلم.

انتهت الرقة؛ تمَّ قتل وتهجير وتشريد أهلها بنجاح، لقد دفعت أغلى الأثمان، لأنها خرجت من سيطرة عصابة الأسد، وكانت أول مدينة سورية محررة.

بعد سقوط خُرافة دولة الخلافة، يجب اسقاط خُرافة دولة الولي الفقيه أيضاً، وإسقاط الرايات الصفراء العنصرية.

انهزام تنظيم داعش من الرقة هو بداية لصراع جديد لم يبدأ بعد وستمتد فصوله لسنوات وستتغير التحالفات والخصوم، وستظهر قوى جديدة على الساحة، ستستمر حروب المشاريع وسيظهر أمراء الأنقاض وأمراء السمسرة وعرابي الدول والعملاء وبائعي الخرائط.

دمرت الرقة ولا زال التساؤل الجارح يلاحقنا:

لماذا رحل أهل الرقة عن مدينتهم رغم الإعلان عن خلوها من داعش؟؟. وما هو مصير المعتقلين من أهل الرقة في سجون داعش؟؟.

أخيراً:

قبلكم سقطت تماثيل الأسد التي قيل أنها للأبد وقبلكم كانت رايات داعش السوداء تملأ المكان وقالوا أنها باقية وتتمدد، انتم ومن سبقكم لا تنتمون لماء الفرات وطينه، سترحلون كما رحل كل المحتلين ويبقى الفرات وأهله.

  • Social Links:

Leave a Reply