الدرر الشامية: على الرغم من الشكاوي المتعددة طوال الأشهر الماضية ضد أصحاب الحراقات، وهي المصافي البترولية البدائية من قبل أهالي بلدة تفتناز بريف إدلب، إلاّ أن أحداً لم يستجب، وقد تداعى أهالي البلدة إلى تشكيل لجان من أجل الحديث مع أصحاب الحراقات، لكن ما يمنعهم هو أن أصحاب هذه الحراقات متنفذين، وبالطبع كالعادة يضربون بسيف “هيئة تحرير الشام”، في حين لا أحد يستطيع أن يتيقن ويتأكد من هذ الأمر…
– يصحو أبو محمد ليبدأ يومه بالشكوى على صفحة الواتس آب للبلدة، حيث يقول عليها إنه لا يستطيع أن يشكو مصيبته لأحد إلا لله تبارك وتعالى، وتتعالى معه الدعوات على أصحاب الحرّاقات الذين حوّلوا الحياة إلى جحيم في القرية..
– أم محمد في الستينيات من عمرها تقول: “لقد حرمونا من الخروج إلى خارج المنزل لنتنفس هواءً نقياً، أما الآن فقد بتنا نخشى على أنفسنا حتى في داخل البيت نفسه، فقد دخلت الروائح إلى داخل المنزل المغلق والحبيس”.
– أطباء في مشفى النور والحكمة، يشددون على أن الوضع البيئي خطير وقد تم إعداد تقارير عن خطورة الأمر على البيئة والأطفال والمياه، لا سيما وأن الحراقات مداخنها غير مرتفعة مما تشكل سحباً خطيرة فوق القرية.
– يقول أبو أحمد: ” لو خرجت إلى سطح المنزل بعد صلاة الفجر لرأيت سحابة مخيفة، ويحذر بعض خبراء البيئة بأن الوضع سيزداد خطورة في المستقبل إن لم يتم معالجته”.
وتنتشر الحراقات في معارة النعسان، وكذلك انتشرت الآن في زردنا، وكانت الفصائل قد نجحت قبل حوالي السنة بوقف عملها ونقلها إلى شرقي محافظة إدلب حيث لا مناطق سكنية لكنهم عادوا إلى المناطق السكنية المزدحمة التي تحتوي على مئات الآلاف من المقيمين الآن.
ويناشد أهالي المنطقة “هيئة تحرير الشام” بالتدخل الفوري لوقف هؤلاء الجشعين المرابين الذين يسترزقون على حساب صحة الأهالي، وقد غرد اليوم الدكتور “أحمد موفق زيدان”، على صفحاته في الفيس بوك والتويتر والتلغرام قائلاً :” القتلة العلنيون يمارسون مهنتم اليومية في تفتناز بإدلب المحررة من خلال نشر حرّاقات بدائية لتكرير البترول بمعارة، فيحيلون جوّ المنطقة مسموماً لا يقوى أحد على التنفس ..من يأخذ على أيدي هؤلاء ..حيث المتضرر عشرات الآلاف من الناس ..وغضب حقيقي يتصاعد ..”.
Social Links: