البيكادور وهو الذي يهيج الثور في الحلبة، و الماتادور وهو الذي يقتل الثور بعد نهاية المصارعة .. نعم صفقنا وهتفنا وكان السبب حبنا وشغفنا للحرية، ولم يكن بيننا بيكادور أو بيكادورات ليهيجونا، لأننا لسنا قطيع ثيران كما عاملونا الطغاة على مدار عقود، وفجأة كثر البيكادورات بيننا، متمثلين بدول، وملثمين خلف مذاهب ومبادئ مأجورة، ومحللين، وداعمين، ومناصرين، ليحولوا ثورتنا إلي وليمة تقدم إلى الماتادور الذي في يده طلقة الخلاص، لنصل اليوم إلى ما نحن فيه من جوع وجهل وتخلف، يبقينا في حلبة كثور هائج، يجري خلف وهم يودي به إلى طاولة الماتادور، وهذا ما وصل إليه الشعب السوري اليوم. بؤر لمخلفات الرأسمالية العالمية، ومرتع لشذاذ الآفاق، وحلبات صراع نكون نحن الثيران مع كل نشوة أو نزوة تصيب سيف الماتادورات، وأجيال تجهز لحلبات أخرى لا ندري متى وأين، فكيف لنا أن نفر من هذه الحلبة التي طوقتنا، أم طوقناه وللأسف لم نعد نفرق بين أهدافنا وحقوقنا، وبين شاشة البيكادورات والماتادورات، والمتمثلة بقنوات الإعلام الممتلئة بقطع القماش، كالقطعة التي يجري خلفها الثور بالحلبة، وهنا السؤال للسوريين الأحرار الذين تحدوا الطغاة كيف الخلاص من حلبة الدماء هذه والعودة لثورتنا المجيدة وذلك لوقف شلالات الدم هذه؟
Social Links: