إدلب وسط (المجهول)..!! ــ براءة بركات

إدلب وسط (المجهول)..!! ــ براءة بركات

تواجه “محافظة إدلب” مدينةً وريفاً عدة مخاطر محدقة بها سواء هجوم “تنظيم داعش” و”قوات نظام الأسد” و”روسيا” بكل قواتها عليها من خارج حدودها وسواء المخاطر الناجمة عن خلافات داخلية بين الهيئات التابعة “للمعارضة” والهيئات التابعة “لجبهة النصرة”.

المنظومة المعادية للثورة السورية لن تترك منطقة إدلب بدون اجتياح عسكري وسيطرة مباشرة لأن إدلب بموقعها الاستراتيجي تتواصل بريفها مع ريف حماة الشرقي والريفيين يقعان ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة التي توصل لها النظام والمعارضة في جولة أستانا السادسة برعاية روسية تركية إيرانية.

بعد تحقيق انتصارات ميدانية لنظام الأسد بغطاء جوي روسي على تنظيم داعش وفصائل المعارضة في كل من دمشق وحمص والرقة والبادية و …الخ اتجهت انظاره وانظار أتباعه الى جنوب سوريا وشمالها والتي يعتبر الهجوم عليها خرقاً لاتفاقات وقف التصعيد ما لم يكن هناك ذريعة لهذا الهجوم. لذلك يلجأ النظام للعمل على انتزاع ريف حلب الغربي، الذي يسعى من خلاله للسيطرة على مطار أبو ضهور ضمن المنطقة التي تم تصنيفها بحسب خرائط تخفيف التصعيد التي سربت “كمناطق منزوعة السلاح” تحت إشراف القوات الروسية وريف حماة الشمالي الذي يعتبر الهجوم من خلاله تجاوزاً لاتفاقات تخفيف التصعيد ما لم يكن هناك حجة قوية بحجم وجود تنظيم “داعش” لذلك يعمل النظام على تسهيل مرور ما تبقى من عناصر التنظيم في ريف حماة الشرقي باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب الجنوبي ومساعدتها بالسيطرة عليها كي تكون لديها حجة قوية باجتياح مناطق المعارضة هناك. فيما يبدو أن هناك محاولة ايرانية لإقامة قاعدة في مطار أبو ضهور لأن قوات النظام تسعى إلى كسر خطوط المعارضة الدفاعية فيها بغية التوغل باتجاه مطار أبو ضهور العسكري لتضييق الخناق على المعارضة في إدلب إحدى أبرز معاقلها الباقية.

وقفت المعارضة الوطنية موقفا سلبيا من محافظة ادلب وذلك بدواعي وجود جبهة النصرة فيها فالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي خرج ببيان صحفي نشر على موقعه حول ما يجري لمحافظة ادلب لم يكن على قدر المخاطر التي تتعرض لها المدينة .. فالريف الشرقي والغربي للمدينة ادلب يتعرض للقصف العنيف منذ اكثر من اسبوع حيث عادت سياسة رمي البراميل المتفجرة مرة ثانية وسياسة التهجير للمهجرين الى محافظة ادلب والغير مهجرين باتجاه الشمال والى الحدود التركية .. أما جماعة أستانا الذين يتوهمون بالنجاحات الكبيرة التي هي حبر على ورق لم تكن ادلب عندهم بالحسبان رغم ان المناطق التي تقصف هي مناطق خفض التوتر وهم من وقع على هذه الاتفاقات في مؤتمراتهم السابقة .. ولو كانت محافظة ادلب ذات أهمية بالنسبة لهم لتابعوا سير التهدئة والخروقات التي يقوم بها النظام وروسيا على حد سواء .

بعد عودة سياسة الأرض المحروقة في محافظة ادلب خصوصا ريفيها الجنوبي والشرقي وتهجير السكان الى الشمال والحدود التركية اصبح وضع السكان سيئ جدا لم يعد للحياة المدنية أثر ورغم كل المعاناة الشديدة للمدنيين والقصف المستمر لم تنشغل حكومة الجولاني (جبهة النصرة) المهيمنة على الارض إلا بتزويج الأرامل والتكبير على الفتيات وتدمير الموتورات والسيطرة على جامعة حلب..لوكان وضع المدنيين يهم الجولاني العميل لنسحب من ادلب الى الساحل وهو يعلم علم اليقين ان منظمته مصنفه ارهابيه لكنه ينفذ اجنده النظام وإيران لتسليم ادلب كما سلم حلب…

ويبقى السؤال إدلب النهاية أم البداية؟!

 

  • Social Links:

Leave a Reply