حيل الكبار …في الفن !!!!!
* التقيت يوماً بالمصادفة منذ حوالي العشر سنوات ، امرأة حلبية من أصول يونانية ، وحالما قالت أنها يونانية الأصل وتحمل الجنسية اليونانية ، قلت لها مباغتاً :
نيكوس كازاتزاكيس ميكيس تيودوراكيس ….!!….
قالت : لا أعرف ولا كلمة يونانية …!!….
قلت لها : إن كنت لا تعرفين حتى أولئك فيجب أن يسحبوا منك الجنسية اليونانية …!!….
شخصيتان إبداعيّتان التقيا في فيلم ( زوربا اليوناني ) …!!…
وتلك الرقصة التي يصطف فيها الراقصون على خط ٍ مستقيم ، ثم على شكل قوس ، ثم نصف دائرة …!!….
تلك الرقصة التي يضع فيها الرجال أيديهم على أكتاف بعضهم وهم يرقصون بكل هدوء و بطء في البداية ، ثم يتعالى ويتصاعد النغم الموسيقي ليشكّل رقصةً و نغمة ً تقف في مصاف الإبداعات البشريّة …!!…..
تلك الموسيقى وإلى جانب أكثر من ألف أغنية هي من عطاءات ميكيس تيودوراكيس …!!….
ثيودوراكيس وفي معتقله اليوناني كان عاد من الموت مرّتين …!!….
في المرّة الأولى كان قد دُفن حيّاً ، وكالمسيح قام من بين الأموات …!!….
وفي المرّة الثانية كان قد استجمع حياته مرّة أخرى واستفاق بعد أن أوصلته قوات الفاشيست إلى المشرحة …!!…
ميكيس ثيودوراكيس في منفاه الفرنسي درس الموسيقى ، وتعرّف هناك على الشاعر الكبير بابلو نيرودا وظلّ على اتصال معه ، كما كان على تواصل عمل وصداقة دائمة مع الشاعر المبدع يانيس ريتسوس . والتقى بالكثير من الكتّاب والشعراء والقادة التقدميين والوطنيين في العالم …!!….
كان مناضلاً بحق ، يساريّاً و مناصراً لكل القضايا الوطنية والتقدمية ، مناصراً لكل الشعوب المغلوبة والمضطهدة …!!…
وفي لقائه يوماً بياسر عرفات ، طلب منه هذا الأخير إعادة توزيع النشيد الوطني الفلسطيني ، وكان قد أنجز ذلك فيما بعد …!!….
ثلاثة وتسعين عاماً
قضاها ميكيس ثيودوراكيس على هذه الأرض …!!….
قبل أن يرحل في الأيام الأولى من هذه السنة الجديدة …!!…..
حياة زاخرة ، غنيّة ومعطاءة ، حياة نضالية وإبداعية …!!….
فكيف لنا أن ننساه …!!..؟؟…
سيكون ذكره مؤبّداً حتماً …!!…
أرسين كيومجيان .
Social Links: