انتصارات إدلب ونزع القناع التركي – محسن بابات

انتصارات إدلب ونزع القناع التركي – محسن بابات

يوماَ بعد يوم يتكشف الدور التركي المريب الذي راعه مشهد الثورة السورية على حدوده الجنوبية فبدأ يحفر لها وهو الذي مازال يراوده كابوس الإمبراطورية العثمانية البائدة التي لم تجلب للمناطق التي كانت ما بين حدودها المترامية الأطراف إلا التخلف والويلات .

وتركيا لم يثنها من أجل تحقيق أهدافها من وضع يدها بيد عدويها التاريخيان ( روسيا وإيران ) لوأد الثورة السورية فهاهي اليوم تتحالف سراً وعلانية معهما لتمرير تطلعاتها المتمثلة أولاً بقضم أراضي إضافية من الجغرافية السورية وإلحاقها بالدولة التركية وثانياً محاصرة عدوها التقليدي التاريخي (الحلم الكردي ) بحق تقرير المصير لشعب متجذر في مناطقه التي يقطنها وله تاريخ يغوص في العمق أكثر من العثمانيين القادمين من الشرق الأسيوي .

إلا أن الأخوان المسلمين ومناصريهم والمتماهين مع السياسة التركية ( الأردوغانية ) وضعوا يدهم على الثورة واستطاعوا اختراقها وحرفها عن هدفها التبيل الذي خرج الشعب السوري لأجله وهو دولة مدنية ديمقراطية حرة لجميع أبناؤها وطوائفها وكانت الصفعة الأولى للثورة عبر مخطط دنيء بتسليم البطل الشهيد الحي المقدم حسين الهرموش مؤسس الجيش السوري الحر ومن ثم تتالت الصفعات فالمجلس الوطني الذي تم تأسيسه على الأراضي التركية والذي سحب البساط من تحت أقدام تنسيقيات الشباب في الداخل السوري ليحول قادة الثورة من أشخاص حقيقين فاعلين على الأرض إلى ( أر كوزات ) في الخارج لايهمها إلا المناصب والمال المقدم لها وأتبع ذلك بدعمه اللامحدود عسكرياً ولوجستياً إلى جبهة النصرة ومن حام حولها وقضى على الجيش السوري الحر رويدا رويدا حيث لم يتوانى عن تمرير السلاح وفتح مستودعاته للقوى المتطرفة بينما أحجمه ومنعه عن الجيش السوري الحر .

واليوم وبعد مرور سبع سنوات من عمر الثورة بدأ التركي بلعبه المكشوف فأدخل قواته إلى الجغرافية السورية ليضاف إلى المحتلون الأخرون لأرضنا ( روسيا وإيران وغيرهما ) بحجج واهية يدعي أنه دخلها لمحاربة الإرهاب بينما قواته كانت تعبر المدن والقرى الشمالية بحماية النصرة وأخواتها وبدأ بعقد الصفقات المشبوهة مع زملائه المحتلون من أجل تحقيق أهدافة وطموحاته .

إلا أن الانتصارات في الأيام القليلة الماضية في إدلب وريف حماه تنبأ بوعي ثوري جديد عبر تخطيط وتنفيذ بعيدا عن مرأى ومسمع المحتل التركي وإن استمرت الانتصارات لربما نشهد نزع القناع التركي بشكل كامل وقد تصطك أنيابه وهو يسنها لافتراس الثورة الجديدة والتي بات أمامها أهداف أكثر تعقيدا من بداية انطلاقها فهي سوف تحارب على جبهات طرد المحتلين للأرض السورية وبناء دولة ديمقراطية حرة عبر اسقاط نظام الأستبداد بكل مكوناته ومرتكزاته وإحالة مجرمي الحرب للمحاكمة العادلة .

ومن هنا لابد من التنبه والحذر في قادمات الأيام من المخططات التركية سواء منها المخصصة للميدان العسكري او تلك التي يمارسها مع حلفائه عبر مؤتمرات الأستانة وسوتشي هذه المخططات التي لاتقل عداوة عن مثيلاتها الروسية والإيرانية وحتى دول التحالف

إن سوريا باتت مسرحا لحرب الدول إلا أن وعي المعارضة وتوحيد جهودها ونبذ خلافاتها هو المخرج الوحيد لوقف نهر الدماء الجاري وتحويل مجراه عن أرضنا وشعبنا وعودة الأمل بالنهوض مجددا من تحت الأنقاض .

  • Social Links:

Leave a Reply