ابن آغا ضيعتنا !!
رؤى عبد الصمد
نبهان آغا ابن صفوت آغا اللي كان بيملك كل ضيعتنا ناسها و اراضيها و بيوتها ، طبعا” نبهان تقصقصت جناحاته ، ما عاد يملك كل الضيعة ، بس اله طبعا” اراضي و فيلات و مزارع كبيرة كتير ..
نبهان آغا حفر بئر ماء ارتوازي بارض خصبة كبيرة عنده شي ٥٠ هكتار قريبة من الضيعة حوالي تلاتة كيلو متر ، زرعها كلها دوالي عنب و عمل الها عرايش ، و صار يرويها عبر احدث الطرق بالتنقيط و عمل بقلب المزرعة فيلا بتاخد العقل ، متل قصر الملوك ، و مسبح و حديقة العاب لاولاده ، و اربع خمس سيارات لخدمته و خدمة العمال اللي بيشتغلو عنده ..
الأراضي البقية اللي عند نبهان ما عاد يهتم فيها و ركز كل جهوده على المزرعة ، أصلا” الاراضي التانية كان فيها قليل من الاشجار التي هرم اكثرها و لم يعد ينتج إلا القليل القليل ، ووما بقي فيها غير الحطب ،
منشان ما يعذب حاله سلم كل ارض من هاي الاراضي لواحد من شغيلته و كلفه بآخر السنة إذا في شي ثمرة منها يجمعه ، و حتى ما كان يدقق معهم في الحساب لانو كلها ما كانت تجيب الا مبالغ تافهة بالنسبة لنبهان ، و كانت كل اهتمامات نبهان مركزة على مزرعة الدوالي تبعه و اللي كان أهالي الضيعة يسموها المشروع ..
نبهان كان واحد شيطان و وسخ ، و كان اله علاقاته الواسعة مع المسؤولين بالضيعة و المنطقة و البلدية و المحافظة ، استغل هاي العلاقات و بمساعدة مصرياته ، صار كل مشروع ينفتح بالضيعة يحوله نبهان لمصلحته ..
الطريق العام من المدينة لمركز المنطقة (الاوتوستراد ) كان لازم يمر بنص الضيعة ، راح نعمان دبر البلدية و المحافظة و حرف الطريق تلاتة كيلومتر حتى يمر بمزرعته
كان في خط كهربا مقترح للحارة الشمالية ، بقدرة قادر حوله نبهان لمزرعته مع انو ما في حدا ساكن جنبه ، يعني خط طوله تلاتة كيلومتر لمشترك واحد و ميتين مشترك بالحارة الشمالية لهلق بلا كهربا ..
كتير و كتير مشاريع للضيعة كلها حولها نبهان لخدمته و خدمة مشروعه في دوالي العنب ..
بس آخر مرة نبهان زودها ، زودها كتير ، كانت مديرية التربية مستاجرة حوش كبيرة لمدرسة الضيعة و كان ماشي الحال ، حتى قررت مديرية التربية تبني مدرسة خاصة على حسابها ، و كان طبعا” في اراضي فاضية كتير بالضيعة ، بس بين ليلة و ضحاها طلع قرار بناء المدرسة جنب مزرعة نبهان !!!
جن جنون اهل الضيعة ، كيف اولادهم بدها تقطع بالبرد و المطر و الخطر و الطين كل يوم تلاتة كيلو متر ذهابا” و تلاتة إيابا” ؟!
٢٠٠-٣٠٠ طفل بدهم كل يوم يقوموا بها المشوار منشان ولاد نبهان ما يتعذبوا يجو على الضيعة ، مع انو نبهان كان فيه ياخدهم و يجيبهم بالسيارة ..
اهالي الضيعة اجتمعوا راحوا هون و هون للمحافظة و للفرع و للبلدية ما حدا رد عليهم ، القرار تصادق و رح يبلش التنفيذ خلال كم يوم ..
اهالي الضيعة قرروا يواجهوا نعمان و خربانة و خربانة ، اتفقوا انهم يقتلوه او يطفشوه من الضيعة باي ثمن
بس نعمان دائما” مسلح و دائما” معه مرافقة و سيارات و مسدسات و بواريد مرخصة و غير مرخصة …فمين بيقدر يقرب صوب نبهان ..
حاولوا يخربوله المزرعة و قلعوا مرة شي ميتين دالية عنب بس حراس المزرعة بلشوا بإطلاق النار عليهم فهربوا ، و تاني يوم عمال نبهان قاموا بحرق نص بيادر الضيعة !!!
كبرت القصة يوم بعد يوم ، و نبهان زاد الحراس تبعه و زاد التسليح و الاهالي خربت بيتها و تبهدلت ، و المدرسة بلشت تتعمر ..
بيوم من الايام اجا الآغا سرحان من الضيعة المجاورة ، اجتمع مع الاهالي و وعدهم يدعمهم بالمصاري و السلاح و صار يشتم و يسب نبهان و وعدهم انه رح يشتكي عليه فوق بالشام و يخلص الضيعة من ظلمه و جبروته
و بالفعلةصار سرحان يعطيهم سلاح و مصاري متل ما وعدهم بس حط عليهم شرط واحد ، انهم ما بيصير يخربوا مزرعة الدوالي لنبهان ، و قلهم لازم يقتصر تخريبهم على اراضيه التانية بس مزرعة الدوالي و الفيلا خط أحمر !!
فعلا” الأهالي التزموا بهادا الشرط ، و صاروا يهجموا على اراضي نبهان البعيدة ، اول الشي قلعوا اشجار الارض العوجة تبعه و كان فيها شي عشرين شجرة تين يبسانة لحالها ، و تاني يوم قلعلوله ربع هكتار بصل من الارض الفوقانية اللي كان نبهان مسلمها للشغيل عبدو تبعه
و مرة رعوا بدوابهم شي دونمين و نص درة كان نبهان مكلف عدول يزرعها لحسابه ..
و مرة كمان قلعوا شجرة التوت اللي كانت بالارض السودا
بس طبعا” الاهالي التزموا تماما” بشرط الآغا سرحان و ما قربوا و لا مرة من مشروع دوالي العنب !!
مرت سنوات و سنوات ، دوالي العنب كبرت و صارت الشاحنات رايحة جاية عبتنقل العنب من مزرعة نبهان للمدينة و لمعمل العرق ، و المدرسة خلص بناءها و طلاب الضيعة صاروا مجبرين كل يوم يقطعوا ستة كيلو متر …
كل شي صار عادي ، بس بيوم من الايام واحد من اهالي الضيعة شاف الآغا نبهان مع الآغا سرحان عبيضحكوا و عبيمزحوا مع بعض بإحدى مقاهي المدينة ، و شاف الآغا نبهان عبيعطي الآغا سرحان كومة مصاري …!!!
أهالي الضيعة ما صدقوا هاي القصة و سالوا اللي شافهم مع بعض :
-طيب ليش نبهان ليعطي الآغا سرحان مصاري ؟ إي شو ها السحبة !!!
الآغا سرحان كل عمره واقف معنا ، شو نسيت ؟ قليل ما قدم مصاري و سلاح للضيعة ضد الآغا نبهان ؟!
شو ها الكذب من عند ها الصبح ؟!!
……………………….
أهالي الضيعة لليوم و لبكرة مو مصدقين انو الآغا سرحان كان عبيخدعهم ، و انو نبهان كان عبيعطي المصاري لسرحان أجرة حراسته لمزرعة دوالي العنب !!
الحمير لهلق ما سالوا حالهم لولا الخط الأحمر اللي وضعلهم ياه الآغا سرحان حول مزرعة دوالي العنب ، كانت هلق المزرعة صارت الهم و كان هلق نبهان شارد بالشوارع عبيشحد الرغيف و كعب الجبنة …
الحمير بدها كتير لتفكر شو معنى حدا يضعلي خط أحمر على عدوي ليحميه ، بينما انا كل شي فيني مباح .. لكل مين أجا و كل مين راح !!!
Social Links: