علاقة الحزب القومي السوري مع روسيا وحزب الله – يونادم يونادم

علاقة الحزب القومي السوري مع روسيا وحزب الله – يونادم يونادم

علاقة الحزب القومي السوري مع روسيا وحزب الله
يونادم يونادم

التحالف مع حزب الله في سوريا

يحتل حزب الله دورا حيويا ومهيمنا في الحرب الدائرة في سوريا ولهذا فهو على صلة وثيقة مع الحزب القومي السوري وهو مؤشر أيضاً على الدور الذي قد يلعبه الحزب القومي السوري في المستقبل، وهو يتمسك ويحافظ على سلوك قومي اتجاه سوريا، ويستعيد السيطرة على عدد من المدن بمشاركته في القتال الى جانب ميليشيات حزب الله وقوات جيش النظام، من أجل المحافظة ومن ثم التوسع الاقتصادي، وتأمين خط الامدادات لحزب الله من لبنان وهذه كلها تبقى اولويات بالنسبة للأسد. حاليا يوفر الحزب القومي السوري ارتياحا لدى النظام لاسيما انهما في حالة تعاون وثيق في لبنان ولهما مشاركة فعالة في الحرب الجارية داخل سوريا.

بعض الأمثلة عن العمليات القتالية المشتركة في بعض المواقع بين الحزب القومي السوري وميليشيات حزب الله في سوريا. فيما يلي بعض المناطة والمدن الاستراتيجية التي قام فيها الطرفان بأعمال قتالية:

البلدة التاريخية (معلولا) قرب دمشق، حيث قدّم وفد قيادي من الحزب القومي السوري التعازي والتهاني لوفاة 3 مراسلين من (المنار) في 14 آذار 2014 وشارك في الوفد (أسعد حردان) باعتباره رئيس المكتب السياسي للحزب القومي السوري، كما بعث (علي قانصو) تعازيه الى (المنار). ومن المفيد التذكير هنا انه حين نشب القتال في معلولا عام 2013 كان حزب الله يقاتل الى جانب جيش النظام وميليشيات الحزب القومي السوري للسيطرة على تلك البلدة المسيحية القديمة، وفي شهر ايلول من ذلك العام سيطر ولفترة قصيرة سيطر على قسم من البلدة قوات من الثوار الى جانب قوة من النصرة. غير انه حينذاك قامت ميليشيات حزب الله وحلفائه المذكورين باستعادة السيطرة على البلدة حين بدأ سكانها وبعض المكاتب الاعلامية بالتحقيق في مجرى تلك الأحداث. ان حالات التعاون بين الحزب القومي السوري وحزب الله تذهب في مصلحة تقوية حزب الله ونظام بشار وتصب لصالح ادعائه بانه حامي الأقليات. وقام بشار بزيارة الى معلولا التي يتكلم سكانها اللغة الآرامية وأصبح في استطاعة حزب الله اثبات انه حامي المسيحيين ليس في لبنان فحسب بل في سوريا ايضاً.

اصبحت جبال محافظة اللاذقية من الأماكن التي اصيبت فيها ميليشيا الحزب القومي السوري بضربات قاتلة. وكذلك الأمر فان جبل الأكراد وبلدات كاباني وكينسابا هي من المناطق الساخنة حيث تشترك قوات الحزب القومي السوري وميليشيات حزب الله في نفس الجبهة. وحسب وكالة انباء (فارس) أرسلت أعداد كبيرة من قوات الدعم من طرطوس ومن حمص الى مناطق القتال في الشمال الغربي لتحل محل (لواء صقور الصحراء) في جبل الأكراد. وكلفت ميليشيات الحزب القومي السوري بمهمة حماية الأراضي التي يتم السيطرة عليها بالإضافة الى نشاط مقاتليها في عمليات الهجوم في ريف اللاذقية الذي كان يجري منذ أعوام عديدة.

الى جانب القتال في ريف اللاذقية كان الطرفان يتمركزان سوية في منطقة القلمون على طول الحدود السورية اللبنانية حين كانا يحضران لاستعادة بلدة القريتين، وهذا تقرير لوكالة انباء (فارس): تمكن اللواء 81 واللواء 120 من الفرقة الثانية بالتعاون الوثيق مع الحزب الاجتماعي القومي السوري، ودرع القلمون، ولواء صقور الصحراء، من تحرير عدة مواقع من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قرب المدينة الاستراتيجية (القريتين) في محافظة حمص في الجنوب الشرقي. وحمص هي الجزء الآخر من سوريا الذي يتواجد فيه بكثافة الحزب القومي السوري الاجتماعي. وبلعب الحزب دورا واسعا في مجال الامن والتدقيق عن السيارات المفخخة وتأمين سير الخدمات العامة الحيوية.

في عام 2015 شقّ الجيش السوري طريقا للسيطرة على بلدة استراتيجية في (الزبداني)، ووفقا لعدد من التقارير الاعلامية كانت الوحدات المشاركة في هذه العملية هي من اللواء 63 من الفرقة الآلية الرابعة. ومن خلال التنسيق مع (حزب الله) و (قوات الدفاع الوطني) و(الحزب الاجتماعي القومي السوري) أو (ح ا ق س). كانت ميليشيات (نسور الزوبعة) تتمركز في الأقسام الشرقية من الزبداني لصد القوات التابعة للجيش السوري الحر، وقوات النصرة، وقوات احرار الشام. اذ انه في حين كانت قوات (ح ا ق س) متمركزة في الشرق كانت ميليشيات حزب الله مع جيش النظام السوري يخترقون المناطق الغربية. ولهذه الأطراف حضور في محافظة حماة، وخاصة داخل الأرياف الشمالية من المحافظة، حيث يجري التركيز على مدينة (محردة) الواقعة على الطريق السريع والتي تعتبر واحدة من أكبر المدن المسيحية في سوريا ويتواجد فيها طبعا (ح ا ق س) وله مكتب حزبي ونشاط واسع الى جانب (قوات الدفاع الوطني). وعندما كان يجري شنّ الهجمات من (محردة) على بلدة (حلفايا) كانت قوات (ح ا ق س) في المقدمة مع ميليشيات حزب الله، وقد تمّ التعرض بالنقد لوجود الميليشيات من قبل منظمة (سوريون مسيحيون من أجل السلام).

العلاقة مع الروس

لقد غيّر التدخل العسكري الروسي ديناميكية الحرب، فبالإضافة الى مواصلة الضربات الجوية، يقوم الجنرالات الروس المتمركزون على الأرض بالمساعدة في اتفاقيات التسوية. ان هذا الجانب من الحرب حيث تنخرط لجان محلية في حوار بالإضافة الى محادثات سلام تعقد في (استانا) و (سوتشي) ظهر فيها اعضاء من الحزب القومي السوري الى جانب الروس. وهو ما حصل مع (علي حيدر) القائد في الحزب القومي السوري والمعارض القديم لنظام الأسد والذي أصبح وزير الدولة (لشؤون المصالحة الوطنية) مما يضعه على صلة مباشرة بالروس وعلى الأرجح ان كلا الطرفين كانا على تواصل نظرا للمشاركة الفعالة لمليشيات (نسور الزوبعة) مع وحدات جيش النظام السوري.

مؤخرا، قام وفد من ثلاثة أعضاء في الحزب القومي السوري بإجراء محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي (ميخائيل بوغدانوف) في موسكو، وتمحورت المحادثات حول مؤتمر سوتشي والمناورات التركية قرب (عفرين)، كما ان (بوغدانوف) يعمل عن قرب مع فريق (مركز التنسيق الروسي) في (حميميم) للنهوض بجهود المصالحات المحلية عبر سوريا. وقد شوهد مؤخرا مع الجنرال الروسي (فيكتور بانكوف) من (مركز التنسيق الروسي). ويذكر ايضا” ان مقاتلين من ميليشيات (نسور الزوبعة) حصلوا على ميداليات التفوق من وزارة الدفاع الروسية. وهناك العديد من الأدلة على ازدياد شدة التحالف الوثيق بين الحزب القومي السوري مع احدى القوى التي لها نفوذ في الشأن السوري.

خلاصة

سوريا تعيش في وضع يجعلها تحت الاشراف المباشر وهيمنة واستبداد طبقة جديدة من رجال الأعمال المرتبطون مع عائلة الأسد او مخلوف. ثم ان اتفاقات اعادة البناء التي تنحاز لفائدة تلك الفئة الفاسدة ستضر بمصالح الشعب السوري. صحيح ان سوريا ما زالت تعمل تحت يافطة حزب البعث، ولكنه من غير المضمون التوجه الذي سيسير عليه حزب البعث بعد جراح الحرب او أثناء فترة اعادة البناء وبعد ابرام صفقات السلام.

مهما يكن، فان للحزب القومي السوري تاريخ قديم مشترك مع الكثير من سماسرة السلطة، وهذه العلاقات تستحق المتابعة والاهتمام عند تحليل قابليته على امتصاص مسؤولي حزب البعث في مهمته اللاحقة. ولا تقتصر علاقات الحزب القومي السوري على آل الأسد وآل مخلوف بل توسعت في الفترة الأخيرة لتشمل حزب البعث، وهذا يعني ان اعضاء من الطرفين يتشاركون في رؤيتهم لسوريا والتي تنحصر الآن في المحافظة على الدولة السورية والوحدة الاجتماعية، والحزب القومي السوري في وضع قد يتيح له امكانية القيام بمفاوضات لإنجاز صفقات المصالحة مع الثوار عبر الوزارة التي يقودها (علي حيدر). كما ان الأسد يعتمد صورة (علي حيدر) والحزب القومي السوري باعتبارهما يعبران عن اشخاص وحركات معارضة ليقدم نفسه كشخصية محايدة اثناء المفاوضات. تضع متانة علاقات الاطراف المذكورة مع حزب الله، وبالتالي مع ايران، وكذلك مع روسيا ودخولها في المعادلة بدعوة ملحة من بشار الأسد، الحزب القومي السوري في موقع مفضل خلال هذه المرحلة الهامة من تاريخ سوريا.

  • Social Links:

Leave a Reply