رؤيتي للاشتراكية …كمواطن !! ( ٣) – رؤى عبد الصمد

رؤيتي للاشتراكية …كمواطن !! ( ٣) – رؤى عبد الصمد

رؤيتي للاشتراكية …كمواطن !!
( ٣)
التعليم مجانا” ..لا ..بل مدفوع الأجر !!
تتشدق بعض الدول بانها تقدم التعليم مجانا” لمواطنيها ..
و لكن تعالوا نناقش المسالة من وجهة نظر الاشتراكية ..
فإذا قلنا إن دخل المواطنين يجب لا يكون به فارق كبير بين المهن ، فلماءا إذا” يدرس الطالب مهنة الطب دون ان يكون هدفه سلخ جلود المرضى و المراجعين ؟!
هنا يجب ان تقدم الاشتراكية دوافعا” اخرى للطلاب
فرغم انه كما ذكرنا يجب الإبقاء على فارق مهم بين المهن و بحسب الجهد المبذول و الكفاءة و الحاجة ، فيجب ايضا” ان يكون لاطالب ايضا” حوافزا” إضافية ..
ماذا يفعل الطالب الجامعي ، هل هو عاطل عن العمل ؟ لا بالتاكيد ، إنه يعمل ، بل لربما دراسته هي من اقسى الاعمال ..
نعم إن الطالب يعمل و إن نتيجة هذا العمل تصب في النهاية في مصلحة الدولة و المجتمع ..
إذا” ؟
نعم يجب ان يتقاضى الطالب اجرا” كافيا” عن دراسته و بكل تاكيد ..
لن ننتظر تخرجه ليصبح حوتا” يعوض به سنوات الضياع بل ، سنكون معه خلال هذه السنوات ، سنقف إلى جانبه سيكون فردا” منا منتجا” ..
نعم لن ينتظر تخرجه ليمارس هواياته و احلامه ، ليتزوج او يترفه ، يمكنه ان يفعل ذلك اثناء دراسته ، فهو يعمل و يستحق اجرا” كافيا”
بهذه الطريقة تمنح الطالب دوافع و حوافز ، و نهيء له اجواء دراسة مثالية ، بعيدا” عن الملل و الحرمان و الياس ..
و هنا ستوجه لي الانتقادات ، و من اين ستاتي الدولة بكل هذه الإمكانيات ؟
و الجواب بسيط جدا” ، إن فترة الظراسة الجامعية تعتبر قصيرة بالمقارنة مع فترة الانتاج بعد التخرج ، خمسة او ست سنوات تعتبر زمنا” قصيرا” مع فترة انتاج الفرد التي تستمر ثلاثين او اربعين عاما” بعد التخرج ..
فلو اختصرنا دخل المتخرج قليلا” فإن هذا القليل سيكفي كل الطلاب في المرحلة الجامعية ..
لن يتاثر دخل الطبيب لو كانت قيمة الكشف الطبي تسعة دولارات بدلا” من عشرة ، بالمقابل هذا الدولار خلال ثلاثين سنة سيمثل خمسة دولارات تمنح لطالب الطب خلال ست سنوات من دراسته و هو مبلغ جيد يكفيه و يمنحه دوافع و حوافز لا تضاهى ..
سيتوجه لي النقد ايضا ” و ماذا لو ترك البلد احد هؤلاء المتخرجين حديثا” و تعود جهود الدولة عليه سدى ..فاقول :
من يذهب خارج البلد ليعمل تفرض عليه ضريبة مناسبة لتعويض ما دفعته الدولة عليه من تكاليف
و ستسالونني : و إذا لم يعد ذلك الشخص ابدا” و حصل على جنسبة بلد آخر ، فاقول :
لا بد في اي تخطيط اقتصادي من وجود ثغرات و استثناءات و نقاط ضعف ، و لكن على ان يكون بالمجمل يحقق الاستفادة الاعظم من الإمكانيات
إن الخسارة مع اعداد قليلة من الخريجين لن يؤثر على مجمل العملية الانتاجية في البلد .. هي حالات فردية و قليلة و تحدث في كل المجتمعات و رغم كل الاحتياطات ..

  • Social Links:

Leave a Reply