السويداء بين مطرقة النظام وسندان داعش – د. سلامة درويش 

السويداء بين مطرقة النظام وسندان داعش – د. سلامة درويش 

السويداء بين مطرقة النظام وسندان داعش

د. سلامة درويش

إبادة جديدة من عصابات الإجرام الداعشي والنظام المجرم تحت رعاية أممية، ويوم سوري أسود ودامي ترتكبه عصابات الإجرام الداعشي بحق أهلنا في محافظة السويداء، راح ضحيته أكثر من مئتي شهيد من المدنيين والكثير من الجرحى والمصابين.

من هنا يحق لنا أن نسأل لماذا تنفذ اليوم هذه الجريمة البشعة التي لا تختلف ببشاعتها عن الجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا السوريين في كل المحافظات، إن كان بتفجيرات متطرفي القاعدة وداعش وأمثالهم أم ببراميل النظام وطائرات الروس وتحالفهم مع المليشيات الإيرانية، الروس الذين اتخذوا من أجساد السوريين تجارب لأسلحتهم المتطورة…؟

عندما استقبلت محافظة السويداء الآلاف من إخوتهم السوريين هرباً من القتل، لم يرضي النظام ذلك، وخوفاً من حالة التمرد بين أبنائها، والتحاقهم في ركب الثورة أرسل مبعوثيه من لونا الشبل مستشارة الأسد إلى وئام وهاب وغيرهم للتهدئة ومحاولة إبقاء المنطقة تحت السيطرة و سلح مناصريه وأزلامه لإسكات أي صوت يطالب بالحرية والديموقراطية أو إيقاف سفك دماء إخوانهم في المحافظات الأخرى، وأعقبها بسلسلة من الاعتقالات والاختفاء القسري للشباب الثائر الذي وقف مع إخوتهم بالوطن من أجل الحرية والكرامة، وقد أظهر النظام للأسف حقده على السوريين وخاصة المعتقلين وكان آخر تجلياتها اليوم بتوزيع شهادات وفاتهم تحت التعذيب في سجونه.

بعد الاحتقان الكبير ضد النظام ومناصريه تشكلت حالة رافضة له من قبل  شيوخ الكرامة التي وقفت بحزم ضد الاعتقالات ومنع ذهاب أبناء الجبل للقتال في صفوف النظام وتحريمهم  للدم السوري وأن أبنائهم لن يلتحقوا بصفوف النظام لكي يُقتلوا أو يَقتلوا أبناء وطنهم.

ولن ننسى ذهاب لونا الشبل إلى هناك وتهديد أهالي السويداء بداعش أو الالتحاق بالنظام، كل هذا ولن يرضخ الأهالي لتهديدات النظام، لذلك ارتكب جريمة بحق قيادة شيوخ الكرامة باليوم الدامي للتفجيرات التي قام بها أزلام الأمن بحق رجال الدين الوطنيين، واستمر مسلسل الخطف والاغتيالات برعاية أمنية.

وبعد كل ما حصل من تدمير وإبادة في الغوطة الشرقية وبعدها في مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم تم الاتفاق مع عصابات داعش لإخراجهم  إلى البادية الشرقية من محافظة السويداء، وكنا نعرف بأن النظام يتقصد ذلك وسيستعملهم في تلك المنطقة.

لن يخفى على أحد بأن داعش صنيعة مخابرات عالمية، وقد خرجت من رحم تنظيم القاعدة الذي استعمل في أفغانستان ثم في العراق، ثم هروب قادتها واختفائهم في إيران وتحت أوامر مخابراتها … ودخولهم إلى سوريا بعد أن اخترقت، مخابرات النظام تنظيمها وهذا باعتراف النظام نفسه.

إذا داعش تتواجد في جميع المناطق التي يجب أن توجد بها من أجل استعمالها لاحقاً للجهة المستفيدة.

من أجل هذا وجدت داعش هناك،..

بعد معارك درعا وسيطرة الروس والنظام هناك لم يبقى إلا متمردي السويداء، لذلك صرح الروس بأن شيوخ الكرامة تنظيم إرهابي، لكن الأهالي رفضوا هذا التهديد وكان كل السوريين الوطنيين ضد ذلك التهديد وفضحه، وقلنا سيأتي قريباً الدور على أهالي الجبل لأن هذا النظام مجرم فهو يبيح دم السوريين حتى الموالين له من أجل بقاءه على كرسي الحكم، وبقيت داعش تنتظر التعليمات لساعة الصفر.

وبعد الاجتماع الأخير بين الروس ووجهاء المحافظة من أجل تسليم الشباب للنظام  لسوقهم إلى الخدمة الإجبارية في صفوف قواته والذي يصل إلى 40.000 شاب تقريباً، ورفضهم دخول مواد التعفيش والمعفشين للمحافظة وحرقهم لسيارات التعفيش.

من هنا جاء دور معاقبة المدينة والريف عن طريق مجرمي داعش الإرهابي خاصة بعد انتهاء مهمته الناجحة في أماكن تواجده  في خاصرة دمشق، فتم إخراج مقاتليه مع أسلحتهم بحماية النظام وحزب الله بباصات مكيفة وممنوع تفتيشها أو الاقتراب منها إلى صحراء السويداء.

ليستعملهم النظام وحلفاءه في إنهاء حالة التمرد والدخول بقوة إلى المدينة فأوعز لداعش للقيام في هذه المهمة، فالنظام لم يطلق طلقة واحدة على تمركزهم وتواجدهم في المنطقة وخاصة عندما كانت تدك وتباد درعا.

وبعد الانتهاء من الحالة في درعا المجاورة بدأ بتصفية الحسابات مع المتمرد لتركيعه وإعادته لحضيرة الأسد

وخاصة بعد محاولة النظام المكشوفة بأنه هو من يحمي الأقليات وتصويره للثورة بأنها صراع طائفي وأنها ليست ثورة قام بها أحرار سوريا من أجل الحرية والكرامة، وكنا ومازلنا نقول دائما بأن الصراع هو بين طائفتين، طائفة السوريين الأحرار الذين يسعون لبناء دولة القانون والحريات والعدالة الاجتماعية  لكل الطوائف، وبين طائفة العبيد الأذلاء من كل الطوائف.

أما في هذا اليوم الأسود فكانت النتيجة السياسية من كل ذلك هي دخول الجيش وحلفاءه إلى السويداء بعد هذا الكم الكبير من الشهداء والجرحى المدنيين.

فعندما  دخلت داعش لقرى المحافظة كان النظام يتفرج رغم أن طرق مواصلاتهم وأماكن تواجدهم وتحركهم مكشوفة للطيران الروسي وجنود ومليشيا النظام، تحرك الإرهابيون ولم يحركوا ساكن إلا أن  شباب السويداء هم من دافع عن بيوتهم وأعراضهم وعندما شبع المجرمون من دم الشهداء تحرك النظام ليعلّم أهالي هذه المحافظة بأنكم ستركعون لنا وسنؤدبكم بعدها.

يحلم النظام وحلفاءه حتى لو دخلوا البيوت فإنهم لن يدخلوا القلوب وان إرادة الشعوب وثوراتهم لن تقهر حتى لو تأخرت بعد حين أو حاولت القوى الظلامية إجهاضها أو حرف مسارها، شعب ضحى بمئات الآلاف من أجل حريته سينتصر.

الرحمة لأرواح شهداء سويداء القلب

الرحمة لشهداء الثورة السورية العظيمة

الحرية للمعتقلين بسجون النظام والجماعات التكفيرية

الموت للقتلة والمجرمين من أي مكون كان أو تسمية كانت

  • Social Links:

Leave a Reply