عن أصل آل الأسد .. قراءة أخرى

عن أصل آل الأسد .. قراءة أخرى

العقيد مالك الكردي – الرافد :

استوقفني المقال المنشور في العدد 1193 من الرافد حول أصل عائلة الأسد، وفي الحقيقة فإن من الصعب معرفة حقيقتهم وأصولهم ولا يمكن الاخذ بما يروون عن ذلك، اذ هم من أكثر البشر نفاقاً، فتارة يدعون نسبهم إلى الحديديين وتارة أخرى إلى الجحيشات من القبائل السورية ، وما يتحدث به جميل غير ما يتحدث به رفعت أو حافظ .

وحتى في المذهب الديني كان جميل كلما التقى السعوديين يقول لهم إن ظروف الفقر والجهل التي فرضها العثمانيون على العلويين منعتهم من التعرف إلى أصول الدين وهم بحاجة إلى السعوديين ليعلموهم ويبنوا لهم الجوامع وأن يتدرج الأمر لإدخال مذهب ابن عبد الوهاب إلى المجتمع العلوي على حد تعبيرهم أو ما عرف بالوهابية، واذا ما لقوا الإيرانيين قالوا مثل قولهم للسعوديين، وأنهم يتدرجون لاستقبال المذهب الشيعي، وأخذوا يستجرون الأموال من الطرفين ويبنون الجوامع شكلياً في قراهم، وقد تحول بعضها إلى  زرائب ومستودعات للجمعيات الفلاحية و بعضها الآخر بقي غير مستكمل البناء وقد رأيت بعض المشاهد  بأم عيني.

في ربيع 1995 وفي قرية الصنوبر وفي صباح باكر استفاقت امرأة على استغاثة قادمة من المزار القريب، فأيقظت أسرتها، واندفعت إلى المزار وقد أحاطت به النار من كل جانب والرجل يستغيث من الداخل فأطفأت وأسرتها الحريق ليندفع الرجل متوسلا معترفا بأنه قد اخطأ بحق الخضر ويطلب المغفرة منه ، ويروي القصة أن جميل الأسد أمره ومعه آخر أن يحرقوا المزار فيما مجموعات أخرى تختص بحرق مزارات أخرى في ذلك اليوم .

ومن سوء حظ الرجل أنه حين دخل إلى المزار – وكان مرتبكاً بعض الشيء قبل أن يرش البنزين على الضريح – أن زميله كان قد أفرغ تنكته على محيط المزار من الخارج وأشعل النار قبل أن يباشر زميله أو يخرج فكانت الفضيحة المدوية التي أوقعتهم جميعاً.

وهنا جن جنون العلويين عندما استفاقوا على الخبر وخمس مزارات قد احترقت ودمرت محتوياتها، فحمدوا الله على كشف الملعوب وحمدت الله كثيراً عندما أخبروني بذلك وقلت لو لم تكتشفوا الأمر حينها لاتهمتم السنة وأشعلتم حرباً طائفية .

حينها بدأ العلويين يفرغون ما بجعبتهم ورووا لي أن جد حافظ الاسد لا دين له وقد سكن على أطراف القرداحة مع عائلته وكان أهل القرية يتصدقون ويقولون أعطينا للعيلة وأخذنا للعيلة حتى غدت حارة بيت العيلة اسمها حتى الآن.

أرادت عائلة الأسد اعتناق المذهب العلوي، فاتصل ربها بمشايخ العلويين، فرفضوا العرض، إلا شيخ الكلبية، وهو أحمد درميني في قرية نيننتي، فهو الوحيد الذي قبل لأن عشيرته صغيرة جداً، ويحتاج إلى توسعتها من أجل تأمين قوة إضافية له، ووجد في الوحش فرصة مناسبة ليستخدمه وأسرته من الوحوش لوقف اعتداءات العشائر الأخرى.

إثر حادثة حرق المزارات كاد العلويون أن يخرجوا بثورة، إلا أن حافظ الأسد استدرك الأمر، وأبعد جميل عن الواجهة، وتم حظر جمعية الإمام المرتضى التي يرأسها من ممارسة أي نشاط، وتم مصادرة بعض أملاكها بعد أن توسعت كثيراً في جميع المحافظات السورية وأصبحت الوجه الديني الآخر للدولة .

  • Social Links:

Leave a Reply