عن مؤتمر القوى الوطنية الديموقراطية  :

عن مؤتمر القوى الوطنية الديموقراطية  :

د سلامة درويش

  تاريخ العودة للثورة وتحصيح مسارها  25/11/2020‪  

– لأول مرة يجتمع السوريين بكل تشكيلاتهم السياسية الديموقراطية حول هدف واحد، اسقاط النظام و الائتلاف معا،

– لأول مرة يعزل الإخوان المسلمين في الزاوية ولم يستطيعوا ركب الموجة وتصدر المشهد رغم وجود  البعض من يحسب عليهم حاولوا ان يظهروا لكن الزخم الوطني الديموقراطي كان  كبيرا لذلك لم يفلحوا  ولم يوقعوا على البيان واصبحوا خارج المعادلة.

– لقد أسقط السوريين الائتلاف المسيطر عليه اخوانيا، اسقطوا الرموز والكتل المنضوية ضمنه، كان ذلك واضحا وجليا بالبيان وكلمات المندوبين بأن الائتلاف مات سريريا نتيجة سيطرة لون واحد عليه وتحكمه بأموال الائتلاف واموال الإغاثة وشراء الذمم، غير الفساد الذي ينخر جسده وتراجعه السياسي  وتفريطه بأهداف الثورة وعجزه عن عمل اي شي سوى تنفيذ مايطلبه منهم  من يمولهم ويدفع لهم عن طريق الإخوان وتوابعهم في المجلس

– لقد شاركت شخصيات وطنية ديموقراطية في مقدمة الهم الوطني و الثوري مثل المالح، كيلو، نهار، الأتاسي،  صبره،،، الخ تعبيرا عن الرفض الوطني للائتلاف والنظام، والإلتزام  بالخط الثوري والعمل على تصحيح المسار والسير في طريق الانتصار ووحدة القوى الثورية،

هناك من يعيب على المؤتمر من اليمين كالنصرة والاخوان وتوابعهم ، ويكفروه،، وهناك من الاتجاه الثاني المحسوب على اليسار يخون ذلك،، فالتقى الإثنان في خندق واحد هو خندق الثورة المضادة بنفس الهدف وبتفكيرين متضادين هو البقاء على تفكك وتشتت الشارع بقواه الوطنية وإبقاء الوضع على ما هو عليه بكنتونات على الأرض، وافشال لأي اجتماع وطني،، الأول يريد أن يبقى مسيطرا كونه مدعوم ماليا وإقليميا لكنه فشل،، والثاني يريد الحلحلة باتجاه شتم الكل وهو الوحيد الذي يمتلك  الحق ولا يعرف ما يريد،، هل يريد بقاء الائتلاف بقيادة الإخوان، هل يريد المفاوضة مع النظام،، ام يريد ثورة تشبهه فقط ( قالها اليسار الانتهازي في عام ٢٠١١ (( ان  هذه  الثورة ليست ثورتي)) ) وللأسف الاتجاهين في خانة واحدة من التخوين والتكفير المهم لم يعجبهم أحد،، كمن ينظر بالمرآة ولا يجد الا صورته وحده يعشق بها نفسه،  وينسى ما حوله من جمال وقبح،

– الثورة ليس على مزاجي أو مزاجك  الثورة قامت بظروفها الموضوعية والذاتية بعيدة عن ادلجتها أو قولبتها ووضعها بسلة واحدة،،، هي ثورة شعب امتدت على رقعة الوطن، التزمت بها اغلبية مكونات المجتمع بجميع ألوانه من القاع إلى القمة ولم تأخذ الأذن من أحد كقوى داخلية أو اقليمية أو دولية،،، حاولوا ركوب موجتها وفشلوا الان،، لذلك طافت على السطح كل الأوساخ الآسنة في قاع المجتمع ومازالت تنظف نفسها.

-الثورة ليست نزهة ولا هي طريق معبد بالامنيات وسالك بسهولة، هي مخاض عسير من الصراعات الضدية فيما بينها وبين اعدئها، وتأخذ وقت من أجل نفي القبيح في طريقها وبقاء الأصلح ضمن الإطار المقبول انساني والمتصالح مع أهداف الثورة.

– في كل الثورات تحدث تحالفات اتفاقات بين القوى من اليمين لليسار وهذا ماكتب عنه مهندسي الثورات التاريخيين واستفادت منه أغلب الثورات التي انتصرت، لكن هذه الاتفاقات تكون عابرة لحين الانتصار ويكون لليسار سياسته المستقلة  وغير التابعة أو الملحقة بأحد وأهدافه واضحة نحو بناء الوطن الذي يحلم به لصالح شعبه حتى لو تعارض مع حلفائه وانفصلوا بعد الانتصار.

– هذه الوقفة اتمنى لها النجاح والاستمرار من أجل فضح كل من يحاول الالتفاف على مبادئ الثورة، والطريق لإسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية الديموقراطية التي تكون محايده وعلى مسافة واحده من الجميع كقوى سياسية ومكوناته عرقية واثنية والكل متساوين أمام القانون بدون استئثار من أحد وتضع الميثاق الذي به تولد الديموقراطية وتنجز بكل قواها الوطنية والديموقراطية، دولة القانون والمؤسسات وتكون حامية للسلم الأهلي وحافظة لحقوق الجميع الحالمين بوطن لا استبداد ولا تطرف سياسي أو ديني وابعاد الدين عن السياسة والسياسة عن الدين، ولا استئثار لأحد وبناء الإنسان هو الهدف النبيل.

  • Social Links:

Leave a Reply