م.سامر كعكرلي
سكرتير المكتب الإعلامي في حزب اليسار السوري الديمقراطي
يُتهم اليسار الوطني السوري بأنه غير مؤثر على مجرى الأحداث السياسية في سورية، في ظل التسلق الكبير الذي مارسته القوى اليمينية المتمثلة بتيارات المؤدلجة أدلجة إسلامية والتي بغالبها لا ترى بسورية وطن نهائياً لكل السوريين بل ربما تراه مرحلة لإنشاء دولة إسلامية كبيرة تضم كل المسلمين تحت راية واحدة على غرار غابر الزمن عندما كانت ما يسمى بالخلافة الإسلامية مسيطرة على ثلث العالم المعروف. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بروز جزء من اليسار الذي تحالف مع قوى الاستبداد والذي أتجرأ وأقول عنه بأنه يسار لا وطني لأن الوطن لا تمثله حجارة وأبنية وبساتين وحقول بل الوطن يتمثل بكتلة بشرية تسمى مواطنيين وهؤلاء المواطنيين هم البوصلة والغاية سعادتهم ورغد معيشتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم، ولا يمكن أن يكون الوطن مقتصراً فقط على شعارات رفعها مُستبد طاغية ودكتاتور كالعداء للإمبريالية والرجعية وأسطورة الصمود والتصدي لتكون تلك الشعارات ذو مفعول يشبه مفعول المخدر في جسم الإنسان بحيث تُغيب العقل وتُحبط الهمم ويبقى لها دور وحيد وهو السباحة في فلك هذا المُستبد العظيم.
وقد تعلمت من الراحل منصور أتاسي بأن نتاج فكرك من مقالات وتقارير وأخبار في حال أمن لك آجار منزلك في الغربة، فأجار منزلك له الأولوية، ولكن لا مانع من أن تزود صحيفتنا الرافد بين الحين والآخر ببعض مقالاتك لنغني بها صحيفتنا صحيفة الرافد التي أعتبرها كما يعتبرها الكثيرين الحصن الأخير للفكر اليساري الوطني المؤمن بثوابت وأهداف الثورة السورية العظيمة.
هؤلاء النوعين المُتأسلم واليساري اللاوطني لن يكونا محور حديثي لأنهم ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل ((فَالج لا تُعالج)) وأنا برأيي الشخصي الذي لا ألزمه لأحد أن النوعين عندي سواء وأعتبرها في مركب واحد مركب الاستبداد: الأول الإستبداد الديني، والثاني الاستبداد العسكري.محور حديثي حول هؤلاء القِلة الذين يؤمنون بسورية دولة ديمقراطية مدنية تعددية ووقفوا مع ثورتنا منذ أول صرخة صدحت بها حناجر شبابنا السوري البطل في وجه الطاغية بشار الاسد . نعم هؤلاء فأنا أحملهم مسؤولية ولو جزئية في تشرذم اليسار وعدم إنتشاره وتعميم فكره المُستنير على كافة فئات شعبنا، وبالطبع لي مبررات لذلك، ومن تجربة واقعية.ولكن قبل أن أشرح لماذا أحملهم جزأً من مسؤولية شرذمة الفكر اليساري الوطني الذي يحمله بعض المثقفين من كتاب وصحفيين لا بد لي من التأكيد على نقطتين: الأولى بأنني أعرف ظروف اللجوء الصعبة وصعوبة تأمين لقمة العيش لهؤلاء وخاصة وأن كافة مصادر الرزق الشريفة قد تم السيطرة عليها من قبل التيارات الإسلامية مثل الإئتلاف وكافة مؤسسات المعارضة وقد تم إقصاء هؤلاء المُثقفين والكُتاب والصَحفيين من تلك المؤسسات التي من المفترض أن تكون ممثلة لكافة فئات الشعب السوري وبكافة إتجاهاته الإيديولوجية، وقد تعلمت من الراحل منصور أتاسي بأن نتاج فكرك من مقالات وتقارير وأخبار في حال أمن لك آجار منزلك في الغربة، فأجار منزلك له الأولوية، ولكن لا مانع من أن تزود صحيفتنا الرافد بين الحين والآخر ببعض مقالاتك لنغني بها صحيفتنا صحيفة الرافد التي أعتبرها كما يعتبرها الكثيرين الحصن الأخير للفكر اليساري الوطني المؤمن بثوابت وأهداف الثورة السورية العظيمة. أما النقطة الثانية فهي وفور تكليفي بمهام المكتب الإعلامي في حزب اليسار الديمقراطي السوري وتحميلي مسؤولية صحيفة الرافد صحيفة الحزب تواصلت من عدد لابأس فيه من الكتاب والصحفيين والمفكريين (مع تحفظي على ذكر أسمائهم) الذين يؤمنون بنفس الأهداف التي يناضل بها الحزب والذين نعتبرهم أصدقاء الحزب لتقارب الأفكار لدرجة أحياناً تصل للتطابق وهم بالغالب من الأصدقاء الشخصيين للراحل منصور أتاسي، وقلت لهم حرفياً: (( من كان يؤمن بمنصور أتاسي فمنصور قد مات، ومن كان يؤمن بالفكر اليساري الوطني فحزب اليسار الديمقراطي السوري وصحيفته الرافد باقيان ويتمددان)). في أشارة لهم على وجوب تزويد صحيفة الرافد بين الحين والأخر بنتاج فكرهم اليساري الوطني لنقم بنشرها لهم على صفحات صحيفة الرافد التي تحقق إنتشار جيداً أو بكلمة أخرى مُرضي نوعاً ما. ولكن للأسف جميعهم تجاهلوا تلك الكلمات.
وبالعودة لتحميل هؤلاء المثقفين والصحفيين والكُتاب لجزء من مسؤولية شرزمة واضمحلال الفكر اليساري فيمكنني القول بأن هؤلاء اليساريين الوطنيين ( وأصر على نعتهم بالوطنية لأنهم التزموا بثوابت ثورة شعبهم وقطعوا دون رجعة مع ماضيهم الذين عاشوه في ظل الديكتاتورية والاستبداد) تعاملوا مع الشعب السوري بنوع من النخبوية وبكلمة أخرى نوع من التعالي على فئات الشعب السوري المختلفة، وبعد إقصائهم من مواقع القرار في ثورتنا حسب ما شرحت سابقاً فقد ارتأوا بأن نتاج فكرهم اليساري يجب أن يتوجه للنخب وفي بعض المواقع النخبوية طبعاً إضافة لأن تلك المواقع غير اليسارية بالغالب تؤمن لهم نوعاً من الدخل يتغلبون من خلاله على صعوبة المعيشة، هذه النخبوية التي تعاملون بها ساهمت بشكل أو بأخر بتراجع الفكر اليساري المؤمن بالديمقراطية والملتزم بأهداف ثورتنا العظيمة في مقابل الفكر الذي لا يؤمن بتلك المبادئ لا بل يسعى كل جهده لإقصائها وتحميلها من المبيقات التي تجعل من السوري البسيط أن ينفر منها. وبالطبع لا أستطيع نكران بعض الأشخاص المؤمنيين بثوابت الثورة وحتى لو لم يكونوا يحملون الفكر اليساري، والذين انتبهوا لتلك القضية فساهموا معنا في صحيفة الرافد سواء بمقالاتهم أم بحواراتهم وهؤلاء باسمي الشخصي واسم حزب اليسار الديمقراطي السوري أتوجه لهم بجزيل الشكر.
وأخيراً أقول ياسادة أن الفكر اليساري المؤمن بالديمقراطية والذي قطع قطيعة لا رجعة عنها مع أي شكل من أشكال الديكتاتورية وحتى لو كانت ديكتاتورية البروليتاريا يحتاج أن نعزز إنتشاره ونحجز له مكاناً مرموقاً بين زحمة الأفكار التي يتداولها شعبنا السوري الذي يعاني من تشتت وتشرزم بسبب هذا الحرب المجنونة التي يشنها طاغية تجاوز طغاة العالم بإجرامةـ ولذلك أقول وأكرر
نعم فاليسار السوري الوطني وصحيفته الرافد هي الحص الأخير أيها السادة.
Social Links: