حوار مع السيدة ديما موسى

حوار مع السيدة ديما موسى

أجرى الحوار الفريق الإعلامي في حزب اليسار الديمقراطي السوري

تتشرف جريدة الرافد اليوم إجراء حديث شفافاً وصريحاً حول المرأة السورية  والحركة النسوية في سورية، مع السيدة ديما موسى  عضوة الائتلاف الوطني السوري، عضوة مؤسسة في الحركة السياسية النسوية السورية  وأيضاً عضوة في اللجنة الدستورية السورية،

الرافد:

كيف ترين المرأة السورية السياسية اليوم وهل استطاعت المرأة إثبات نفسها سياسياً؟

السيدة ديما موسى:

المرأة السياسية اليوم تحمل عدة قضايا، وعملها يتطلب بالإضافة إلى النضال السياسي لتحقيق الانتقال السياسي الذي يحقق مطالب الشعب السوري بالتغيير الجذري للمنظومة القائمة والتي أوصلت الشعب السوري إلى وضعه الكارثي اليوم وتسببت بالكم الهائل من المآسي الإنسانية من اعتقال وتغييب وموت ودمار وتهجير، تحمل بالإضافة إلى ذلك النضال لإحداث تغيير في البنية التي غيّبت السوريين بشكل عام عن الساحة السياسية وبالأخص المرأة السورية من أخذ دورها الحقيقي في الشأن العام والمنابر السياسية، واليوم بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة على كافة المستويات، فهي أثبتت أنها تستحق أن تكون جزء من المعترك السياسي وصناعة القرار.

الرافد :

هل تستطيع المرأة السورية تحقيق الكوتا وكيف يكون ذلك في ظل هذه الظروف والمتغيرات السياسية المحلية والدولية؟

السيدة ديما موسى:

تحقيق الجوتا للمرأة هو حق تم سلبه منها، ويجب الضغط على الجهات السياسية لتطبيق ذلك والعمل مع الحلفاء ضمن هذه الجهات لتحقيق ذلك، وهذا يتطلب العمل والتواصل والانخراط في العمل السياسي   ورفده بالضغط من قبل المجتمع المدني وتوعية المجتمع حول أهميته ليكون صوت المجتمع ككل ممثلاً في العملية السياسية. وأنا أرى أن الظروف والمتغيرات السياسية المحلية والدولية فرصة يمكن البناء عليها والاستفادة منها لوضع هذه القضية ضمن الأولويات لمن يناضل لحقوق الإنسان وحقوق المواطن، لأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ منهما.

الرافد :

كيف ترين التجربة النسائية السورية السياسية في المجلس الاستشاري للسيد “غير بيدريسون” ؟

السيدة ديما موسى:

المبعوث الأممي بيدرسون – ومن قبله ديمستورا – يعملون على التشاور مع كافة الأطراف السورية السياسية والمجتمع المدني ويحاولون التواصل مع كافة مكونات الشعب السوري، وكان المجلس الاستشاري أحد هذه الجهات ليكون لديهم تصور أفضل حول مطالب النساء السوريات وأولوياتهن، وهذا من حق المبعوث الأممي وبالتأكيد عمل مهم، ولكنه بالتأكيد ليس بديلاً عن تواجد المرأة على طاولة المفاوضات السياسية بشكل مباشر، ولكل مكان خصوصيته وأهميته ويجب أن يكون صوت المرأة موجوداً في كافة المنابر.

الرافد :

برأيك لماذا تبتعد المرأة السورية عن السياسية هل هو نتيجة عدم وجود خبرة وتجربة أم هناك أسباب أخرى وقد رأينا “سهير الأتاسي” و”نغم الغادري” استقالتا من مؤسسات المعارضة؟

السيدة ديما موسى:

أنا أرى أن سوريا لم تكن بيئة صحية لأي عمل سياسي قبل 2011، والعمل السياسي خلال السنوات الماضية أيضاً لم يكن في بيئة وظروف طبيعية، ومن المتوقع في هذه الظروف أن يصاب البعض بالإحباط أو الابتعاد لفترة لأنها لا تلبي التوقعات والآمال، وهذا ينطبق  على النساء والرجال، وما زال لدينا الكثير من الرواسب المجتمعية والاجتماعية التي قد لا تكون مشجعة للانخراط في العمل السياسي في هذه المرحلة، ولكن أنا أرى أن هذا يتغير وإن كان ببطئ وبالاتجاه الصحيح، ولكن ما زالت الحياة السياسية ليست طبيعية بمعنى أننا في دولة فيها أحزاب قادرة على العمل بشكل طبيعي   في ظل دولة القانون، ومن لا يروا لديهم الرغبة أو القدرة على العمل ضمن المؤسسات الموجودة حالياً من حقهم أن يتركوها، ولكن معظم أولئك ما زالوا ناشطين وموجودين في الساحة ولديهم مكانتهم وإن تركوا المؤسسات التي كانوا فيها ولكنهم ما زالوا يعملون ويبذلون جهود مهمة في الملف السوري ومنهم الأسماء التي ذكرتيها.

الرافد :

وكيف ترين تجربة الحركة النسوية السياسية  السورية ومدى فاعليتها على الصعيد المحلي والدولي وكيف يمكن أن يكون لها  دور في تغير أي قرار دولي تجاه القضية السورية؟

السيدة ديما موسى:

الحركة السياسية النسوية السورية استطاعت خلال السنوات الأربع ونصف منذ تأسيسها أن تضع نفسها على الخارطة السياسية السورية وتعمل على التواصل على المستوى السوري والدولي لتعزيز الصوت السوري النسوي في العمل السياسي ووضع المنظور النسوي في كل ما يصب في الملف السوري والعملية السياسية السورية، وهذا عمل تراكمي من خلاله يتم تغيير مفهوم فصل النسوية عن السياسة، وأرى أن الحركة نجحت في ذلك، وبالتأكيد هذا مهم لما نعمل عليه لسوريا المستقبل وحتى للملف السوري اليوم، وهو أن تكون مشاركة المرأة السورية في العملية السياسية من الأولويات.

الرافد : برأيك كيف نستطيع تأهيل المرأة سياسية من أجل أن تتبوأ مراكز صنع القرار وتخرج عن الدور النمطي والصوري في العملية السياسية؟

السيدة ديما موسى: الممارسة هي الطريقة الوحيدة لتأهيل أي أحد للعمل في المجال السياسي، وهذا هو السبب أننا نطالب بأن تكون المرأة السورية متواجدة في المؤسسات السياسية وكافة أجزاء العملية السياسية بنسبة لا تقل عن 30% وكذلك في مراكز صنع القرار، لا أحد يولد مؤهل سياسياً ولا يكون التأهيل السياسي في قاعات التدريب، ولكن بالممارسة، وهنا أود أن أعترض على أن أي امرأة متواجدة اليوم في مكان سياسي هي مجرد صورة أو لديها دور نمطي، مجرد وجودها  واستمرارها في هذا المكان هو بحد ذاته مشاركة، في ظل بيئة ما زالت لحد ما غير ودية اتجاه وجود المرأة في العمل السياسي، ولكن هذا يتغير بالرغم من الصعوبات والتحديات التي ذكرتها آنفاً.

  • Social Links:

Leave a Reply