وجه مقابحة ..!! – رؤى عبد الصمد

رؤى عبد الصمد
وجه مقابحة ..!!
عثمان تورو يمتلك كرما” يحتوي على آلاف دوالي العنب ..(الشامي الاحمر اللذيذ غالي الثمن )
في إحدى الليالي اولاد سلمو الدكري ذهبوا برفقة تراكتور و تريلا ليلا” إلى كرم تورو و حملوا منه عدة اطنان من العنب ، حيث ذهبوا به مباشرة إلى سوق الهال بالمدينة ، باعوه ، قبضوا الثمن ، عادوا إلى القرية و كان شيئا” لم يكن ..
عثملن تورو جن جنونه عندما وجد القسم الاكبر من العنب قد جرده اللصوص و صار يلطم خده و يشتم و يلعن ..
علمت القرية كلها بخبر السرقة و صارت الشبهات تدور هنا و هناك ..
في الحقيقة اولاد سلمو الدكري لم يكونوا خارج دائرة الاتهام ، فلهم سوابق مثبتة في سرقة بعض الاغنام و حصان ابن نورية ..و غيرها ..، و لكن اين الدليل ..
كان الوقت ليلا” و لم ير او يشاهد احد شيئا” ..
لإبعاد الشبهة عنهم ، أولاد سلمو ذهبوا الى بيت عثمان تورو و عبروا عن سخطهم و بالغ حزنهم لما حدث ، ثم بدؤوا يلومون عثمان لماذا لا يضع ناطورا” على كرمه ، فالدنيا ما عاد فيها امان ، و عرضوا خدماتهم إذا احب بالمساعدة في الحراسة !
فكر عثمان ،فعلا” لماذا لا يحرس حقله ، اقتنع منهم و طلب منهم ان يوصلوه مساء إلى الكرم ، لانه كان بعيدا” عن القرية و لم يكن لعثمان تراكتور كما لهم ..
اوصلوه فعلا” و عادا إلى القرية و لكن فورا” إلى منزل الدرويش ابو دكة ..
طرقوا الباب ، فتح لهم فحدثوه قائلين :
-سمعت بسرقة كرم بيت تورو ؟
-اي سمعت
-خيو هو عثمان تورو تور عن جد ، تارك كرمه للرايح و للجاي ، مين ما بده بياخد عنب و بتم ماشي .
-بلله ؟
-إي ، و عثمان نفسه سامحلهم ، قال بعد ما انسرق كرمه صحة على قلبه مين من كان ، و قال لو ما كان محتاج ما سرق
-بلله ؟
و ظلوا هكذا يزينون لأبي دكة سرقة كرم تورو فهم يعلمون انه محتاج و ( عقلياته على قده ) ..
المهم بعدما ذهب اولاد سلمو فورا” جهز ابو دكة حماره و حمل معه قرطلين و ذهب إلى كرم تورو ..
و هناك طبعا” استقبله عثمان بالعصا و الشتم و اللعن ، اشتكى للشرطة و غرمته الشرطة بكامل الاضرار ..!!
و هكذا صار اولاد سلمو ابطالا” شرفاء لانهم هم اقترح على عثمان تورو ان يحرس حقله و يكتشف اللصوص !!
……….
هذه في الحقيقة هي سياسات كل الحكومات في المنطقة العربية ، فالسيد الرئيس يسرق الجمل بما حمل ، آبار البترول التي يسمع بها أحد ، شحنات و بواخر التهريب ..ارقام خلبية عن مدخولات الدولة من الضرائب و الجمارك ..ثم ..؟
عين العدالة الساهرة تلقي القبض على صهريج محمل بالمازوت لتهريبه إلى دولة مجاورة ..!!
او على عشر جواز احذية ادخلها مهرب داخل حقيبة !!
او كرزين دخان ضبطوهما مع احد المتاجرين و المتلاعبين باقتصاد الوطن و قوت الشعب ..
و نحن نعلم طبعا” ان البضاعة الاجنبية المهربة تباع علنا” في ارقى المحلات و متوفرة اكثر من البضاعة المحلية !!
و هكذا تصبح الحكومة رمز الشرف و النزاهة و السهر على قوت و امن و راحة المواطنين !!
و يصبح كم واحد عرصى هم المسؤولون عن كل المآسي التي تصيب الشعب المسكين ..
الشعب المسكين يصفق و يرقص طربا” عند القاء القبض على اولئك المساكين ، يقول بحماس : اعدموهم ..خلي العالم تتربى فيهم ..!!
يغيب عن الشعب المسكين ان هؤلاء مجرد اوجه مقابحة لتبرير كبرى و عظائم السرقات و ….ك. .. اخت هيك وطن !!
2017