“الطبعة المنقحة من مسار أستانة” – سمير سطوف

“الطبعة المنقحة من مسار أستانة” – سمير سطوف

سمير سطوف

“الطبعة المنقحة من مسار أستانة”
بعد أن استكمل مسار أستانة وجبته الأولى من التآمر على الشعب السوري بتمهيداته وسيرورته، بدءا من تصفية جبهة ثوار سورية وتمكين جبهة النصرة من السيطرة على إدلب، ومرورا بتسليم حلب للنظام، وهاتان الخطوتان نفذهما النظام التركي بنجاح تمهيدا لإطلاق مسار استانة وبدء الإستثمار السياسي والميداني بهدف إجهاض المسيرة الثورية للشعب السوري..
وكما أمر النظام الروسي البوتيني كلبه بشار الأسد بالمشاركة في مسار أستانة وإلزامه باللقاء مع المعارضة، كذلك قام النظام التركي الأردوغاني بجر كلابه في الإئتلاف وبقايا الفصائل العسكرية المخصية للمعارضة السورية الذين وقعوا على وثائق باللغة الروسية دون معرفة محتواها، بناءا على وعد من الوفد التركي بترجمتها لاحقا للإطلاع عليها، وليس لدي معلومات عن تنفيذ هذا الوعد في ظل التكتم الكبير حول تفاصيل مجريات أستانة…!!!
وكما قام النظامان الروسي والإيراني بنجاح بضمان مصالح اللانظام الاسدي وإجهاض أو فرملة مسيرة الفعل الثوري من خلال قضم المناطق المعنونة باسم مناطق خفض التصعيد — وهي بدعة في العلم العسكري والسياسي — كذلك قام النظام التركي بلجم الإتلاف والفصائل معا وإخراسهم إلا من النباح على مزابل مصالحه وصولا إلى توسد الأحذية في قاعات الذل والعار كخطوة ضرورية للإجهاز على الثورة كما يتوهمون ..
واليوم وبعد كل هذه (الإنجازات) الإنبطاحية للمعارصة السورية، وإجبارية تحويلها إلى مكاسب سياسية بعد النجاح إفراغ الميدان من أي فعل، والإكتفاء بتكليف الفصائل بدور الحارس الأمين لرعاية المصالح التركية المتقاطعة مع مصالح العصابة الأسدية وجوقة أطراف معسكر الثورة المضادة. كان لابد من استكمال الدورة والدفع باتجاه (إنجاز) المهمة وصولا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت رعاية المجرم الأسد أقله في المراحل الأولى إعفاءا لاأسد وأفراد عصابته من المحاسبة على جرائمهم، والجانب التركي هو الضامن لتأمين المشاركين من السوريين في هذه المؤامرة القذرة ..
ولذلك نرى أن المجرم بشار الأسد يتعالى على توسلات السلطان وأسد السنة حتى في اللقاء المباشر ..!! وحتى لا ننخدع ونستغرب، فإن تعالي المجرم الأسد وشروطه التي تبدو ظاهريا أنها إهانة للباب العالي والصدر الأعظم وأسد السنة، فإنه من المؤكد أنها سلوكات مبرمجة ومتفق عليها بين بوتين وأردوغان وملالي طهران مع الأسد كضرورات وكجزء من عدة الشغل لتكون بعض التنازلات المحسوبة من قبل المجرم الأسد لاحقا، تبدو وكأنها انتصار أو حفظ ماء وجه لأسد السنة…!!!
هذا هو المرسوم .. وهذا ما يعتقد أطراف الثورة المضادة أنهم قادرون على تمريره في غمرة الصراعات الكبرى، والتمحورات الحدية على المستوى الدولي، لكن المعيقات كثيرة، وأهمها إرادة وتصميم شعبنا على إنجاز التغيير رغم كل التوحش الذي يمارسه أطراف أستانة بغية كسر إرادتنا، ومنعنا من تحقيق أهداف ومطالب شعبنا في إنجاز التغيير الديموقراطي كبداية لابد منها وصولا إلى سورية دولة المواطنة والديموقراطية والحداثة ..
ومن يعتقد من السوركيين أن أستدارة النظام التركي مبعثها الضرورة الإنتخابية، واهم، لأن الإستدارة التركية بدأت قبل هذا بوقت طويل بل وبعد بضعة أشهر من بداية الثورة .. وطبعا لم يلحظ الأغلبية ذلك أي منذ تمكين جبهة النصرة من إدلب بكل تمهيداتها ومنعكساتها المرسومة .

  • Social Links:

Leave a Reply