إرادة الشعوب ستنتصر على الاستبداد – خالد هنداوي

إرادة الشعوب ستنتصر على الاستبداد
خالد هنداوي
رغم كل المؤشرات التي تطفو على السطح كالأوساخ الطافية فوق مياه الأنهار فإن إرادة الحرية لدى الشعب السوري، وشعوب العالم لن تخبو، فكما فعل الشعل التركي حين نزل بالمئات إلى الشوارع واستعاد السيطرة على مطار أتاتورك من مجموعة الجنود والضباط الانقلابيين في عام 2016، وهو أيضا – الشعب – من استعاد السيطرة على التلفزيون والإذاعة الحكوميين، ونجح في إفشال الانقلاب، فعل اليوم الشعب الباكستاني بعد اعتقال عمر خان، حيث قام أنصاره بالتحرك فور ورود أنباء اعتقاله، وقاموا بالدعوة للنزول إلى الشوارع والتوجه الى مقرات الجيش للتظاهر، لأنهم يعلمون يقينا بأن قرار الاعتقال جاء من الجيش وليس من الحكومة.
في سوريا لم تتوقف نضالات الشعب السوري ضد الاستبداد ورغبة بالحرية، فمنذ استقلال سوريا عمل السياسيون على جعلها دولة مدنية ديمقراطية تعددية، وكانت الانقلابات تأتي وتذهب، فأول انقلاب حصل بعد الاستقلال بسنة تقريبا، ثم حصل انقلاب عسكري على الانقلاب الأول، واستمرت نضالات السوريين، ما أن يأتي العسكر حتى يتم طرده من قبل الشعب، إلى أو أتى في الثامن من آذار فأعلنوا الأحكام العرفية ووجهت كل الجهود لتثبيت الحكم الانقلابي الذي حول سوريا من دولة مؤسسات مدنية الى دولة أفرع أمنية ومعتقلات، وبعد أن قاموا بالتخلص من أغلب الضباط الوطنيين إما بالسجن والنفي وأو بالقتل والتصفية، عمل الانقلابيون على سحق الانتماء الوطني لدى السوريين واستبدال ذلك بالولاء للبعث ومن ثم آل الأسد لتصبح سوريا من وطن للجميع إلى مزرعة الأسد والتي تمثلت بالتوريث الفج وإهانة السوريين بذلك.
لم يستسلم الشعب وناضل من خلال المظاهرات والاضرابات ودفع اثمانا غالية بقتل كوادره وتهجيرها وسجنها، إلى أن استتب الأمر للمجرم حافظ الأسد، والذي عمل على توريث الحكم لابنه، وخلال تلك الفترة كانت نضالات السوريين من خلال الصمت والمقاطعة، فالصمت موقف أيضا. فإن كانت شرعية كل انتخابات تتضح من خلال نسبة من يشارك ويصوت فيها، كما حدث مؤخرا في تركيا، فإن النسب المتدنية جدا للمشاركة من قبل الشعب السوري دليل على عدم قبولهم لهذا النظام العائلي المجرم الذي حكم بالحديد والنار، وما إن وجد الشعب أن الفرصة مواتية حتى ثار على الوريث المستبد بشار الأسد ودفع من دماءه أثمانا غالية ومازال.
في النهاية فإن إرادة الشعوب الحرة ستنتصر مهما طال الزمن، وستفرض كلمتها على الأنظمة الدكتاتورية ..