مدعي اليسار والاسلاميين والانتخابات التركية – د سلامة درويش

مدعي اليسار والاسلاميين والانتخابات التركية – د سلامة درويش

مدعي اليسار والاسلاميين والانتخابات التركية

الامين العام لحزب اليسار الديموقراطي
د سلامة درويش

انقسم الشارع التركي حول الانتخابات بين مؤيد لاستمرار السلطة السابقة بقيادة السيد اردوغان وبين التوق للتجديد والاتجاه اكثر نحو الغرب تحت شعار التجديد المغلف بشعارات اكثر عنصرية ضد اللاجئين السوريين وكأن وجودهم هو سبب نجاح أردوغان او هم المسببين للازمة الاقتصادية والتضخم الذي حل بالاقتصاد التركي ،،، بالاخير لقد فاز الشعب التركي بممارسة حقه، ونتمنى ان يسقطوا جميع الشعارات اللا انسانية التي تهين كرامة الانسان واحيانا تنهي حياته،،
فمن نجح في هذه التجربة هو الشعب التركي والديموقراطية المكفولة بالدستور العلماني، ، فللاجئين السوريين قضية وموقف فقد تفاعلوا مع هذا الحدث كونه يؤثر على وجودهم القسري في تركيا، الهاربين من نظام دمر بيوتهم وشردهم ينتظرون من ينصفهم ويقف معهم بالعودة وتحقيق ماحلموا به من الحرية والديموقراطي والخلاص من النظام المجرم الفاشي الذي هو سبب كل المآسي التي وصلوا اليها ويعيشونها يوميا ، وفي هذا الصراع الديموقراطي المحقون بالوجع السياسي كان الوجود السوري والعلاقة مع النظام ورقة ابتزاز سياسي بين المتنافسيين، بتجاذبات لا تخفي العنصرية ضد اللاجئين،…
لقد انتهت الانتخابات وفاز السيد أردوغان ومازال الخوف حاضر للاجئين نتيجة الانقسام في الشارع التركي وانعكاسه على تواجدهم الذي لم تشرعنه الدولة التركية كلاجئين، فلهم الحماية الانسانية ولهم حقوق كفلتها قوانين الامم المتحدة وحقوق الانسان وتؤكد على حقهم في الحماية والعيش الكريم ، ،
فلن نستغرب بتصريح الرئيس المنتخب بانه سيعيد مليون سوري الى الشمال، وهذه العملية تدل على اقتلاع الناس من جذورها واملاكها في وطنها الام ، فبدل الحل السياسي الشامل وعودة للاجئين الطوعية إلى مدنهم وقراهم واملاكهم، هناك من يريد بناء مستوطنات في الشمال السوري لينقلو اللاجئين اليها ، طبعا هذا الاجراء خطر جدا، اولا لابقاء هذه المنطقة والناس تحت تصرف تركيا والثاني عمل سياج من البشر لحماية الحدود التركية وخلق حالة جديدة من الدويلة ضمن الدولة السورية تديرها سلطات الامر الواقع وامراء الحرب ليبقى الحال كما هو عليه كبداية اولى للتقسيم ،
للاسف هناك من يروج لها من السوريين (الاخوان والتيارات الاسلامية ومنتحلي صفة اليسار ) ، وهذا الحل مرفوض وطنيا وحقوقيا وانسانيا، الحل يجب ان يكون شاملا وذلك بتطبيق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن واقامة حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات من غير المجرمين التي تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري،،،،
وبالعودة للانتخابات التي عمل منها الاسلاميين معركة بين
بين الاسلام والعلمانية (كمعركة داحس والغبراء) ، الى جانب هذا التيار هناك من الانتهازيين الذين هللو لأردوغان ويصفته القائد المخلص ، ومن هؤلاء للاسف ممن ينتحل صفة واسم اليسار فلقد خجل الاخوان بكيل المدح لاردوغان مثلما هم ردحوا له وهذا نتيجة العماء المعرفي لهؤلاء او ان الوصولية والانتهازية غلبت معرفتهم بعدم التمييز بين اصل النجاح وبين النجاح نفسه ،،،،
ياعزيزي الذي فاز هو الدستور العلماني الذي توائم مع الديموقراطية،، نعم نجح الشعب التركي باختيار ممثله ولو بفارق قليل فمبروك له دستوره الذي يحمي الدولة تحت حدة المنافسة السياسية ومبروك لهم لعبة تداول السلمي للسلطة بشكل ديموقراطي ،،ولم يدرك المتحمسين بان الفارق بين المرشحين (خمس نقاط) وهذه النسبة ترهب الفائز نعم لانه في هذه الحالة لا يستطيع الاستفراد بالسلطة فليحسب مليون حساب من ثورة هذا الشعب، ممكن ان ينزل للشارع ويسقطه ديموقراطيا وسلميا ،، انها الديموقراطية ياساده ،،، أما في شرقنا البائس ونخبه المهترئة التي شبت على تمجيد وعبادة الفرد ما زالت تعشعش في اذهانهم فكرة الخنوع وتمجيد الاشخاص على حساب الشعب، ويمارسونها سلوكا كما هو في تصرفاتهم وتهافتهم ، تناسو ان الرجل الذي يصفقون له برغماتي لا يرى الا مصلحة شعبه وان تركيا بالنسبة له هي بالمقام الاول وانه خطف تمثيل الثورة ووضعها بالبازار مع الروس والايرانيين وان من يحكم بين هؤلاء هي المصلحة التي يستفيدون منها سياسيا ووطنيا لبلدانهم على حساب شعبنا ووطننا وتقاطع المصالح احيانا تجبرنا ان نتريث قليلا عسى ان ننقذ مايتم انقاذه ، هذه هي الحقيقة أما ما نريد الان منه هو انصاف الشعب السوري وان تتعامل حكومته سياسيا وانسانيا معهم كلاجئين لهم حقوق منها حق العيش والحماية والعمل التي كفلتها الامم المتحده، ، وان تحارب حدة العنصرية اتجاه اللاجئين (وانا اشك بذلك) الا في حالة واحده ان لا تحمي الدولة هؤلاء العنصرين،،، نتمنى للشعب التركي الحفاظ على السلم الاهلي لانه ينعكس ذلك على دول الاقليم والداخل التركي ، والسبب بذلك هو الاحتقان الكبير بالشارع نتيجة الازمة الاقتصادية وتراجع صرف الليرة ، ونتمنى ان لايزداد الشرخ في المجتمع التركي نتيجة التجاذبات السياسية وانعكاسها على وجود االاجئين ،،
هنيئا للشعب التركي ودستور الدولة الذي حافظ على الشكل السياسي للعلمانية الا وهي ( الديموقراطية) ونقول للمطبلين تعلموا الديموقراطية فان الاشخاص زائلين وتبقى الدساتير والقوانين هي التي تنظم حياة الناس،
والذي فاز بالانتخابات هو الدستور العلماني والديموقراطية التي مارسها الشعب التركي عبر صناديق الاقتراع

  • Social Links:

Leave a Reply