د. محمد زكوان بعاج *
الجميع يدركون دور بشار أسد وعصاباته وحلفاءه في شيطنة الثورة، فكانت خطواته مدروسة بشكل جيد ومن قبل خبراء ومختصين دوليين في فنون الشيطنة، نذكر منها: إطلاق سراح معتقلي القاعدة من سجون النظام السوري بتاريخ 28.05.2011 وكذلك من السجون العراقية، و كان الهدف منها هو دعم قوى التطرف على ستسيطر على الساحة مما يسبب شيطنة الثورة بإرهاب تنظيم القاعدة الذي تسبب بمقتل الألوف في نيويورك وإسبانيا ولندن وغيرها .
بعض الذين أطلق سراحهم من تنظيم القاعدة بقيت علاقاتهم مستمرة مع ضباط الإستخبارات التابعين للأسد، ورافق ذلك إطلاق شعارات طائفية لتصفية العلويين والشيعة وغير ذلك، وهذا ما كان يصب في مصلحة بشار الأسد في تجييش العلويين وغيرهم للدفاع عن نظامه الذي ورثه من والده، وهذا ما كان سبباً لصمت دولي بتدخل ايراني وشيعي من المتطرفين الإيرانيين والتابعين لهم من العراق ولبنان وأفغانستان، وبذلك تم البدء دولياً بتوصيف الثورة السورية بالحرب الأهلية الطائفية والتي تبعد جميع القوى الدولية للتدخل لوقف حرب كهذه .
من يعمل في السياسة يدرك أن أي خبر موثق بفيديو يأتي من ساحات القتال في سورية، يقوم النظام بإستثماره بشكل كامل، وخاصة توثيق حالات التطرف المختلفة والتي تحمل نفساً طائفياً ودموياً، فيقوم بنشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يخفى علينا الاخبار التي يخترعها ويؤلفها والتي تعمل على بث الفتنة الطائفية والمذهبية وتحض على الكراهية من خلال عملاءه أو غباء أو سوء تقدير الناشرين .
بالطبع فإن العصابة الأسدية ليس لديها أية رغبة في التنازل أو المشاركة في السلطة وان كان هذا المطلب غير مقبول شعبياً، لأن شعبنا يدرك وحشية وقذارة العصابة الأسدية الإجرامية الشريرة الحاكمة في سوريا، إلا أنه من الضروري الأخذ بالأسباب والعمل على إبعاد التهمة بالتطرف وبكل الوانه من خلال العديد من الإجراءات السليمة والمهنية للفصائل الإسلامية المتهمة بالغلو، وهذا الغلو الذي دفع القوى الدولية للمطالبة بمحاربتها .
اقترح أولاً أن تجتمع قيادات التشكيلات العسكرية الإسلامية وغير الإسلامية وأن تتخذ قرار حازم وشجاع يسمح بدمج جميع القوى تحت راية وطنية وجيش سوري لتحرير سورية يسمح لجميع الاطياف السورية أن تشارك فيه لتحرير بلدها وذلك سيساعد للوصول لحل يقطع الطريق على القوى الدولية، والانتباه في الابتعاد عن اختيار الألفاظ والتعابير الطائفية التي تحسب على مستخدميها سواء كان فرداً يمثل نفسه أو يمثل مجموعة، وهي بالنتيجة لا تقدم ولا تؤخر وإنما تخلق جو من عدم الثقة .
فجميعنا يتحدث ويتصرف بما تمليه أخلاقه وثقافته، وتصرفات العصابات الأسدية الإجرامية الشريرة تدينها، لأنها فاقدة الأخلاق والإنسانية، فمن يريد أن يكون جزءاً أساسياً من الوطن عليه أن يستوعب أخطاء الكثيرين وأن يكون كبيراً في مقامه وتصرفاته وتعابيره .
* كاتب سوري يعيش في وارسو
Social Links: