اثرت الجريمة التي ارتكبت في تدمير حلب على مجمل سياسة النظام و الذي اعتبرها بداية لتحقيق انتصار كامل على الثورة بالمعاني العسكرية و السياسية و الشعبية … ووطور سياسته في عملية التهجير و القصف و الإجرام في كل من عين الفيجة و مناطق ريف دمشق متابعا باتجاه دوما و الوعر محققا أكبر المجازر ….و قد أوضح بشار الأسد رئيس النظام في مقابلة رفضه لمقررات جنيف و اعتماده المصالحات التي تتم بعد القتل و التدمير أساسا لسياسته القادمة ، معتمدا على الدعم الكلي من قبل الروس و الإيرانيين و على تفكك المعارضة بأقسامها السياسية و العسكرية و الجماهيرية .
و هذا ما أدى إلى عدم صول جنيف 4 إلى أي نتائج .. و لم تعط نتائج اجتماع أستانة3 أي نتائج بعد انسحاب المعارضة …. و هكذا بدا الوضع أكثر صعوبة مما كان سابقا و كان لا بد من نقلة نوعية تعيد صياغة الوضع في سورية و تفرض وقائع جديدة في حل الأزمة .
ويبدو أن حاجة تغيير موازين القوى قد بدأت ملحة استنادا إلى وقائع عالمية جديدة واهمها اعتبار كلا من امريكا و اوروبا ايران بأنها راعية للإرهاب ، و المطالبة بسحب كل مليشياتها من المنطقة …. كل هذا أسس لبداية جديدة تساهم في تغيير موقف النظام في العودة إلى جنيف .. و كان لا بد من تهيئة عامل داخلي آخر يساعد أولا في حماية المناطق المستهدفة من قبل النظام و في دفع النظام مجبرا إلى جنيف لتطبيق مقررات جنيف 1، ،، و هكذا بدأت معركة دمشق و التي لعبت دور في ارباك النظام،و في انتعاش الثقة في الثورة و في إيجاد مفاعيل جديدة على المستوى الوطني …رغم أننا في البداية كنا قلقين من هذه العمليات …و لكن شيئا فشيئا بدأت حالة الانتعاش تتطور و تحركت مجموعات عسكرية في درعا ثم ريف حماة ثم حلب و ظهرت أهمية التنسيق و أهمية عودة النشاط العسكري إلى كافة المناطق لتؤكد أن هدف العمل العسكري هو أولا الدفاع عن المناطق المحاصرة و ثانيا الضغط من أجل تنفيذ الحل السياسي و تجاوب الجميع مع هذا العمل .
و أصبح النظام في حالة من الإرباك كبيرة جدا و أصبحت أي مكابرة له في الذهاب إلى جنيف هي عبارة مغامرة غير محمودة النتائج ولا تفعل سوى بزيادة عدد الضحايا بين السوريين كل السوريين , و قد مارس المقاتلون في ريف حماة سياسة ناجحة حين رفضوا التحرك نحو محردة و حافظوا على محردة حيث أراد الروس استخدامها ذريعة ( للدفاع عن المسيحيين ) , و خلق حالة من الارتياح لدى السوريين مما يشكل أساس لمساهمة السوريين في كافة الأعمال الثورية التي ستؤدي إلى إسقاط النظام المستبد القاتل و بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تساوي بين السوريين جميعا ، و تحقق الحرية في التعبير و تؤمن الحياة اللائقة للشعب .
و يمكن أن نؤكد أن وحدة العمل تشكل أساسا في تحقيق عدد من الانتصارات .وتهيئ لعودة السوريين لاستلام زمام المبادرة و لإنهاء حالة القتل المنتشر في سورية و الذي أسس لها كلا من النظام و التطرف و لا يزالان يفعلان فعلهما باستباحة أرواح السوريين .
إن الوحدة المبدئية التي تشكلت في العمل العسكري يجب أن تنتشر و تنتقل إلى وحدة حقيقية بتشكيل قيادة عسكرية مجربة لقيادة كافة العمليات العسكرية في كافة المناطق السورية و الهادفة إلى دفع النظام نحو جنيف …أي أن العمل العسكري يجب أن يكون منسجما مع مقررات الأمم المتحدة و جنيف لكسب تأييد الرأي العام العالمي حوله .
و هذاالتنسيق العمل المشترك يجب أن ينعكس على المعارضة السياسية السورية التي يجب أن تتوحد و بسرعة كي تستطيع أن تنسق مع العمل العسكري و تحقق حالة من الانسجام و التعاون لم تكن موجودة مسبقا .
و رغم ما جرى من انتصارات هامة فإن هناك العديد من المخاطر التي نحذر منها و التي قد تهدر المكتسبات الي تمت كما أهدرت المعارضة سابقا العديد من اللحظات لو استفيد منها بالشكل الأمثل لكنا في وضع أحسن .
و من أهم هذه الملاحظات :
1- رفع سقف المطالب الناجمة عن حالة الانتعاش من الانتصارات التي تمت : إن رفع سقف المطالب و تجاوز قرارات جنيف و الأمم المتحدة قد تؤثر سلبا و تودي بمجمل هذه الانتصارات .
2 – إنهاء كل أشكال الأحاديث و المناقشات و التوجهات ذات الطابع الطائفي أو المذهبي أو القومي بما يحقق وحدة وطنية ضرورية جدا لعملنا في المستقبل , إن استمرار العديد الأشخاص و بعض المنظمات باعتماد الطرح الطائفي و الديني و القومي سيضر كثيرا بالثورة و يهدر النتائج أيضا .
3 – التعامل الناجح و الواعي من قبل المعارضة في جنيف مع النتائج العسكرية الجديدة على الأرض و مع المتغيرات الدولية التي بدأت تعترف بأن إيران تشكل عامل التفجر و نشر التطرف في المنطقة …..و بالتأكيد على استمارا الحوار في جنيف دون الاعتماد على سياسة الرفض التي أضرت كثيرا بالسوريين.
4 – التعامل الناجح مع السياسة الدولية بكل تفاصيلها بما ينسجم و خدمة الأهداف التي تحدثنا عنها ….. إننا على ثقة أن التحرك العسكري الجديد و الموقف الدولي الجديد من إيران و المتغير أيضا في جنيف من حيث طرح قضايا نقل السلطة إلى ما هنالك….. وو وحدة العمل السياسي و العسكري سيشكل كل ذلك الأساس الناجح لإسقاط نظام الاستبداد و بناء الدولة المدينة الديمقراطية و هذه مهمة كل الثوريين السوريين
Social Links: