دلدار بدرخان
لا أبتغي من خلف المنشور فتح باب الحرب على نفسي من خلال تناول شخص عبد لله أوجلان ” آبو ” كون مجرد ذكر أسمه وتناول سياساته وأفكاره بشفافية يبعث الريبة في نفوس أتباعه ويستشيط غضبهم ويُثار سخطهم ، علاوة إلى ذلك فلا أريد الطعن بشخصه بعتباره الملهم والأب الروحي والقديس وحوله هالة من القدسية لدى أتباعه ومؤيديه ، ولا أريد الاقتصاص منه أو التشفي بدافع الحقد والبغضاء، ولكن كل ما أريده هو التأمل في سياساته واستراتيجياته ومنجزاته وماذا قدم للقضية والشعب من أفكار فلسفية استفاد منه الكورد ولا سيما أتباعه والذين يتغنون بتلك الكتب الفلسفية التي تتعدى ” 260 ” كتاب خلال مسيرته النضالية في دمشق بجانب بيت الأسد لمدة 19 عاماً ويعتبرنه الفيلسوف والملهم ، وصاحب فضلٍ في تطوير فيزيولوجية الدماغ الكوردي ورقيّه وتطور المجتمع وإطلاق يد المرأة ، فهو الذي تناول جميع الجوانب الحياتية وقام بتمحيصها وسد الثغور فيها لعدم الوقوع في الخطأ أو جريرة ما ، ووضع الحلول لها لتصبح تلك الكتب المليء والغني بالأفكار والحلول مرجعية أساسية لدى أتباعه يعودون أليها عند الحاجة لوضع الحلول ورسم سياساتهم المستقبلية واستراتيجياتهم على تلك الأسس الموضوعة .
” آبو ” ومن خلال كتبه ” الميتافيزيقية ” وتناول النظم الثيوقراطية والأممية الأيكولوجية والسيكولوجية خرج إلى الملأ وأمام أتباعه كفيلسوف عصري فريد من نوعه، وملهم لا يقل عن مرتبة أقرانه من الفلاسفة ك أفلاطون وكونفشيوس الصيني وسقراط وأرسطو، وقد يعلوهم مكانةً ومقاماً وحظواً، لأن أتباعه يرسمون حوله هالة من القدسية والنورانية ويجعلونه في مرتبة الرسل والأنبياء، أي أن ” عبد الله أوجلان “معصوم عن ارتكاب الأخطاء والموبقات والرياء وكلامه وحيٌ من السماء لا يشوبه العيوب وفيه من العقلانية والأصالة ما يكفي لبناء مدينة نموذجية كالتي تحدث عنها أفلاطون.
كيف أستطاع ” عبد الله أوجلان ” من تسطير أفكار وقوانين ونظم ودساتير ووضعها في 266 كتاب خلال 19 عاماً من فترة مكوثه في دمشق وبجانب آل الأسد في حين لم يستطع رهطٌ من الفلاسفة العالميين في العصر القديم والحديث الذين ذكرناهم آنفاً من تحقيق وانجاز وصناعة أفكار وجمعها في كتب لا تتعدى محصلتهم بالكامل ثمانون كتاباً طيلة فترة حياتهم من المهد إلى اللّحد ، فهل يُعقل أن يكون تسعة عشرة عاماً كافياً ووافياً لتسطير 266 كتاب فلسفة في حين لم يستطع جميع الفلاسفة في شتى الأمصار فعلها على مرّ العصور والأزمنة ، ففي أي ميزان يدخل هذه السذاجة في التفكير واللعب بالألفاظ وعلى العقول والتهكم بها ، وأخص هنا عقول أتباعه من الكورد الذين يصدقون هذه الترهات وسفاسف الكلام .
لنفترض جدلاً أن عبد الله أوجلان قام بهذا العمل العظيم واستطاع بناء صرحٍ من الأفكار الفلسفية خلال فترةٍ قصيرة من بقائه على رأس عمله قبل النوى والابتعاد عن الحزب ، ما الذي قدمه للشعب الكوردي ، وما هي الإفادة التي قدمته هذه الكتب الفلسفية لأتباع وكوادر حزب العمال الكردستاني حتى صدعوا رؤوسنا بتلك الكتب ، وهل استطاعت كتبه الفلسفية تحرير الفرد الكوردي من العبودية للعبّاد أو تحريره من رجس الامبريالية الرابض على أرضه التاريخي ، هل استطاع آبو تحرير شبر من أراضي كوردستان ، هل أستطاع ذرع الأفكار الحميدة ودماثة الخلق في أدمغة أتباعه ، أم أن المنطق السائد لدى أتباعه هو منطق القوة والتهديد والتصفية والتنكيل والدوغمائية وتصلد القناعة والمبدأ وتحجر الفكر وعلى قاعدة نحن أو لا أحد ، وأن سياساته ساهمت في استعباد الشعب الكوردي وتدمير بنية المجتمع وجعله مطية وجسراً يعبر عليه لتنفيذ مخططات وأهداف رسمه النظام البعثي العفلقي ومن خلاله ضرب عصفورين بحجر واحد ،
– أولاً تمييع وتحييد الكورد السوريين عن هدفهم الأساسي في الثورة التحررية في سوريا ولفت أنظارهم إلى مناطق ثانوية تهدر قوتهم وعزيمتهم .
ثانياً – جعلهم مجرد ورقة ضغط على تركيا والمساومة عليهم في بازارات المصالح والمنافع .
ثالثاً والأهم – التخلص من الشباب الكورد وإفراغ المناطق الكوردية من عنصر الشباب لإخماد نار الثورات في سوريا أو القضاء على الفكر الثوري .
وكونه لا يخطئ أي ” عبد الله أوجلان ” لأنه في مرتبة الأنبياء والأنبياء معصومين عن الأخطاء فكيف يطلق تصريحاته جزافاً ، ويقول عن أكراد سوريا ( مهاجرين ) جاؤوا من تركيا نتيجة الثورات التي حصلت هناك وفرار الكورد من بطش الدولة التركية ، ولا يوجد هناك مصطلح لأسم كردستان سوريا ، فهل يُعقل لفيلسوف ونبي أفكاره وحيٌ يوحى أن يقول مثل هذه الترهات البعيدة عن المفاهيم الأخلاقية و الثورية النضالية كونه رئيس حزب أيضاً ؟؟
الكثير من إشارات استفهام تدور حوله وحول كتبه ولا يزال الكثيرين من أتباعه ينقادون خلفه كالقطيع دون تفكير ودون استشفاف منابع هذه الأفكار وخلفية هذا الشخص ، ولما أختار مجاورة الأسد الأب في هذه الفترة ولماذا قدم الأسد كل هذا الدعم له ، ولا يزال النظام العفلقي يقدم الدعم لربيبات أوجلان من الأحزاب المنبثقة عن حزبه الأم .
Social Links: