مساهمه في التحضير للمؤتمر الوطني الثاني لحزب اليسار الديمقراطي..
ارتبكت الحركة الشوعيه العالميه في توصيف الواقع في بلدان المستعمرات وخصوصا بعد ان نالت معظم هذه البلدان إستقلالها نتيجة الحرب العالميه الثانيه والدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في استقلال هذه البلدان ..
فقد اكد المؤتمر التاسع عشر للحزب الشوعي السوفيتي الذي عقد في نهية عهد ستالين وبداية ظهور حركة التحرر الوطني ..أن راية الثورة قد انتقلت الى بلدان حركة التحرر الوطني ..وبدأت العديد من الاحزاب الشيوعيه تناضل للسيطره على الحكم وطرد المستعمرين ومصادرة مصالحم الاقتصاديه ..وتطبيق مبدأ الاصلاع الزراعي لضرب الطبقه السياسيه المؤيده للغرب ..وهكذا بدأت الثورات في شرقي اسيا الفيتنام وكوريا وغيها من الدول..
وبعدها بأربع سنوات ناقش المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفيتي شكل التطور في بلدان حركات التحرر الوطني ولاحظ انه لامبرر لوجود احزاب شيوعيه في هذه البلدان وطلب من قيادات هذه الاحزاب حل نفسها والاندماج في حركات التحرر الوطني ..وهذا مافعله الحزب الشيوعي الجزائري الذي حاول الاندماج مع حرمة الترير الجزاىريه وقتل ..وهذا من اسياب حل الحزب الشيوعي المصري لنفسه..وهكذا انتقلت المهمه التي تصورها الحزب الشيوعي السوفيتي والذي كان يمثل فهم الحركة الشيوعيه العالميه او يحتكر تمثيلها من قيادة النضال في المؤتمر التاسع عشر الى حل نفسها في المؤتمر العشرين اي خلال اربع سنوات ..
ثم في عهد برجينيف انتشرت مقولة التطور اللارأسمالي اي الانتقال الى التشكيله الاشتراكيه دون المرور بالرأسماليه فأنتجت تطورا مشوها سرعان ماإنهار ..ونموذجه الرئيسي في منطقتنا سورية ومصر ..
ففي سورية ورغم الدعم الكبير الذي قدمه الاتحاد السوفيتي وباقي الدول الاشتراكيه للنظام البعثي في سوريه الا ان الحزب الشيوعي السوري قد رفض هذا الشكل من التطور اللارأسمالي فرصد التطور في سوريه وحدد طبيعة النظام السوري من نظام وطني تقدمي في المؤتمرين الثالث والرابع الى نظام وطني ونفى عنه صفة التقدميه في المؤتمر الخامس واكد ان علاقات الإنتاج الرأسماليه تتوطدفي سوريه الى نظام طفيلي في المؤتمر السادس…ثم الى نظام مافيوي الآن بعد ثورة شعبنا عليه عام٢٠١١..
اذا فإن مقولة التطور اللا رأسمالي قد فشلت وهي خارج سياق التطور للمفهوم الماركسي ومنطق الماديه التاريخيه …
ونرى ان شكل الدعم للأنظمه في سوريه ومصر ،،قد حرم الطبقه العامله من نقابالها ومن صحافتها الحره اووقف التطور الرأسمالي الطبيعي المتكون حديثا والمرتدط بالحركة الوطنيه وبرر انظمة الاستبداد وانتج جيوشا لاوطنيه حددت مهامها بالحفاظ على قياداتها …ثم مالبثت هذه الانظمة ان تحولت الى انظمه رأسماليه لها طبيعتها الخاصه وانتجت اسوأ اشكال الرأسماليه وهي رأسماليه الطفيليه ..وسهل هذا التطور غياب النقابات الحره الفاعله والخريات السياسيه وخضوع الاحزاب الشيوعيه لهذه الانظمه بشعار الدفاع عن وطنيتها وكآن الدفاع عن الوطنيه يبرر السكوت عن نهب اشعب من قبل المقربين من النظام واعتقال نقاباته المختلفه ..وحرمانه من حرية الصحافه والنشر والتظاهر ..اي ان شعار الوطنيه كانت عطاء لتبرير الاستبداد واعتقال المجتمع وفقدان الاحازب الثوريه لدورها الوظيفي في الدفاع عن مطالب المضطهدين ورفض قمع الحريات واعتقال المجتمع ..لقد شكل مفهوم التطور اللارأسمالي الاساسالموضوعي لانتاج كل هذه الكوارث..يضاف اليها مفهموم الحزب القائد المنفذ في الاتحاد السوفيتي ..والذي سكن عنه الحزب الشيوعي السوري ففقد وظيفته الاجتماعيه بمعنى الغى دوره وحل عمليا نفسه رغم ان قيادته رفضت هذا الحل في عهدخروتشوف ..
وبهذا المعنى ايضا سقط المفهوم الجديد التي تبنيه الحركة الشيوعيه العالميه وهو بلدان التوجه الاشتراكي والذي لم تعطي شيئا مهما ….لقر عانت الحركة الشوعيه في بلدان حركات التحرر العالميه الكثير بسبب عدم الفهم والارباك التي ابدته الحركه الشيوعيه العالميه في تحديد شكل تطورها ،،وقمعت الاحزاب الشيوعيه المفكرين الماركسيين العرب الذين حاولوا البحث في شكل التطور الذي ينسجم وطبيعة هذه البلدان وبناها الاجتماعيه وعندنا التي كانت في طور انتقالها الى دول لها مفهوم محدد بدأت بتشكيل طبقاتها الاجتماعيه التي مازالت هشه ..
وجاء انهيار الاتحاد السوفيتي ليشكل -ورغم المآسي الكبيره التي نتجت عن انهياره- بداية تحرر القوى الثورية في بلادنا من قيود نموذجه وفهمه الذي شكل عبئا على بلادنا وشعوب حركات التحرر الوطني،
ونتيجة للدارسه الحوار الذي قمنا به في حزبنا فقد تجاوزنا واسقطنا شعار ديكتاتورية الطبقه العامله..والدوله الاشتراكيه ذات الاقتصاد الواحد وحكم الحزب الواحد ..وكل البنى التي تجاوزت فمهوم الدوله كعقد اجتماعي فسقطت ..
ورفعنا شعار دولة المنتجين اي اعتبرنا ان بناء اقتصاد وطني مستقل ومتطور وقادر علي تلبية حاجات التطور وبناء ما اخربه النظام في تصديه لثورة شعبنا يتطلب تحالف القوى المنتجه من الرأسماليه الوطنيه الى الطقه العامله وكل المهمشين ..وبسبب طبيعةالبرجوازيه السوريه وعدم قدرتها في بناء مؤسسات اقتصاديه كبرى بسبب ضعف مرودود هذه المؤسسات-وهذا مانشهده في غالبية بلدان حركات التحرر- فقط حددنا الملكيه الاقتصاديه في سوريه بأربعة اشكال هي ملكيه الدوله لوسائل الانتاج الرئيسيه والتي تساعد في بانء اقتصاد متين مثل الطاقه والخامات التي تنتجها ارضنا مثل النفط والغاز والفوسفات و..الخ والملكيه الخاصه ايضا والتي يجب ان تشجعها وتدعمها الدوله والملكيه التعاونيه التي اثبتت نجاحها في العديد من المجالات والملكيه المشتركه التي تميز وتدعم التطور في بلداننا..
وكإنعكاس اجتماعي لهذه الملكيه فقد اكدنا على الحقوق الذي يتمتع بها شعبنا بالاضافه للحريات بكافة اشكالها وحددنا هذه الحقوق بحق التعلم والصحه والعمل والسكن ….وهذا ما اسميناه مفهوم او نظام العدالة الاجتماعيةالتطرف يعني الدمار ..
تعاني منطقتنا منذعقود طويله من التطرف الذي يعني نفي الآخر ومقاومته واعتباره عدوا لايمكن التعايش معه .. والتطرف ينتج الإستبداد دائما.
لقد عانت منطقتنا من تطرف القومين العرب الذين خاضوا حروبا كثيره مع القوميات الاخرى وفرضوا هيمنته عليها ، فأنتجوا انظمة استبدادية عانت منها شعوبنا كثيرا …وانتجت وانظمة عسكريه وفئات طفيليه وعوائل حاكمه ، تدفع بلادنا ثمنا غاليا من اجل دحر هذا الشكل من التطرف… وثورات الربيع العربي انتشرت في البلدان التي انتشر وحكمها المتطرفون ..
والتطرف ينتج التطرف، فالتطرف الذي ساد انتج تطرفا اخر مقابل له مثل التطرف الديني الذي انتشر والتطرف القومي الذي يظهر في العديد من المناطق والذي سينتج حروبا ودماء ايضا ..
ويؤكد التاريخ ان التطرف في فورته الاولى يجمع قوى جماهيريه واسعه تصمت وتبرر كل المخالفات التي يمارسها التيار القومي او الديني المعني ، وتصم اذانها عن النداءات التي تصدر من القوى والتيارات التقدمية غالبا تحذر من نتائجالكارثيه لهذه الجائحه .
فلم يسمع التيار الوحدوي الملاحظات الذي قدمها الشيوعيون اثناء مناقشة الوحدة السوريه المصرين والتي كانت تؤكد على التعدديه السياسيه واستمرار الحريات السياسيه ورفض حل الاحزاب ورفض الاندماج الفوري …الخ ، وعانا الشيوعيين ماعانوا من قتل وسجن وتهجير نتيجة مواقفهم ..رغم ان العديد من المفكرين الماركسيين ساروا مع موجة التطرف القومي التي كانت سائده وحل الحزب الشيوعي المصري نفسه مساهما في انتاج النظام الاستبدادي ..الذي اوصل المشروع القومي العري الى هزيمة مروعه في حرب ١٩٦٧ والى الخيانه الوطنيه في عهد السادات ..
وهكذا فقد ذبخ المتطرفون في الثورة الجزائريه الشيوعيون عندما قررالحزب التحاق مناضليه بالثورة في جبال الجزائر ..وهذا ماتم في العراق والسودان..وفي ايران عندما اعتقد حزب توده انه يمكن ان يتعامل مع ثورة الخميني فقدم اسماء مناضليه لحكومة الخميني التي سارعت لاعتقالهم وقتلهم
والتطرف وجد وبصورة قاسيه في الحركة الشيوعية العالميه
فكان قرار الحزب الشيوعي السوفيتي بالانفراد بالسلطه عملا متطرفا ذهب ضحيته الوف المناضلين من اجل الحريه التي تعني رفض التطرف ،،،ثم انهارت التجربه التي كانت حلم البشريه ، ونهبت المافيات التي انتجها حكم الحزب الواحد ثروة الشعب السوفيتي وفككته، وانتجت نظاما معاديا لكل تطلعات الشعوب الى الحريه ..وهذا ينسحب على كل منظومة الدول الاشتراكيه التي سرعان ما انهارت بثورات مخمليه لابد من دراستها لاحقا.
اعرض هذا التاريخ من المآسي ونحن نشهد تطرفا قوميا جديدا يحاول ان يسيطر على الحركة القومية الكرديه ..
ونرى ان التطرف ناجم عن الاضطهاد التي مارسته الانظمه في بلداننا سوريه والعراق .على الاكراد كما مارسته على غالبية شعوبنا فهم حرموا من حقوقهم القوميه، والشعوب حرمت من حرياتها السياسيه، وحرمت من ابسط الحقوق حتى حق الحياة فتحولت الى بؤرة مناسبة لانتاج التطرف الذي نشاهده ونعيشه…
ونحن في سورية قاومنا التطرف الديني بكل اشكاله السنيه والشيعيه وغيرها ودفع شعبنا ثمنا غاليا نتيجة انتشاره الذي لازال يهدد وحدة بلادنا واستقرارها..ولانزال نعتقد ان مقاومته تتطلب انتاج بيئة اجتماعيه وسياسيه لاتسمح له الاستمرار وهذا مايفسر موقفنا وفهمنا لشعار اسقاط النظام.
ونحذر من نمو التطرف القومي في اوساط الاكراد السوريين الذين يشكلوا جزءا مهما من شعبنا السوري ،ان نمو التطرف الكردي يساعد ويساهم في نمو التطرف المقابل أي التطرف القومي العربي..وهذا يبعثر جهود السوريين الهادفه الى اسقاط نظام الاستبداد االذي استباح الشعب السوري بكل مكوناته …
إننا نتوجه للجميع بضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشعارات القومجيه التي ستزيد من انقسام الشعب السوري …ونحن نعرف ان العقلاء موجودين في اوساط شعبنا السوري، عربه وكرده مسيحيه واسلامه اشوريين وكلدان واسماعليين وغيرهم .. وندعو هؤلاء الوطنين العقلاء للعمل من اجل تشكيل وبناء نواة الدولة الوطنية التي يتساوى فيها جميع السوريين وتحقق المطالب المشروعه لكل مواطنيها،،
قد يعتب علينا بعض الاصدقاء بتوجهنا السياسي،،ولكننا نقول كما قاومنا التطرق القومي وحذرنا من طغيانه سنقاوم كافة اشكال التطرف الاخرى ونحذر من طغيانها وتأثيرها المدمر على مستقبل شعبنا،،
وارى انه من المفيد عرض مهوم الدولة في هذا السياق ..فالدولة اشكال منها الدولة الدينيه التي يسيطر فيها الدين الاوسع على المعتقدات الدينيه للآخرين وينفي وجودهم ويعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانيه ..والنموذج الامثل لهذه الدوله في عصرنا هي ايران..دولة ولاية الفقيه ..والسعودية دولة الوهابيين..والترجمه هي قتل اتباع الديانه السلاميه في الروهنجا وتهجيرهم…..
والدوله القوميه التي تسيطر فيها القوميه الكبرى على باقي القوميات وتحرمهم العديد من حقوقهم الوطنيه..
ودولة الحزب الواحد التي تتحول الى طبقه واديولوجيا وتعتقل كل الرافضين للحكم الحزب الواحد..وامثلتها كثيرة في العالم وقد سقط هذا النموذج واكد فشله وعدم قابليته للحياة ..وهناك بعض الانظمه الاكثر استبدادا لاتزال تقتل شعوبها من اجل استمرار بقائها …
وهناك الدولة الوطنيه الديمقراطيه التي يتساوى فيها جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات وتفصل الدين عن الدولة وتستبعد الانتماء القومي في تقديم القيادات ..وتحترم وتحافظ على عقائد المؤمنين ودور عبادتهم واعيادهم ..الخ وتحترم الحقوق القوميه المشروعه لكامل القوميات المتواجده ضمن اطار وحدة الدولة وسيادتها على كامل اراضيها ،،،وهذا ماتحتاجه بلادنا وهذا ما تطلبه ثورتنا.
Social Links: