عامان على التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا

عامان على التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا

 

لكي نفهم بشكل عميق أسباب التدخل العسكري الروسي في سوريا ﻻبد من فهم الواقع السياسي الروسي ودوائر صنع القرار في روسيا .

إن من يتحكم بالقرار السياسي والعسكري والإقتصادي الروسي دوائر من المافيات المتقاطعة عند نقطة واحدة وهي مجموعة من رجال الأعمال والرأسماليين اليهود المرتبطين حتما بالصهيونية العالمية وصنيعتها اسرائيل بالمنطقة وتوظف جميع علاقتها ونفوذها في خدمتها .

إن أهم تلك المافيات المتحكمة بالقرار الروسي هما إثنتان الأولى هي مافيا النفط والغاز والتي تسيطر على كبرى شركات النفط والغاز الروسية كشركة غاز بروم وغيرها .

والثانية هي مافيا تصنيع السلاح وتصديره .

ومن المعروف العلاقة الوثيقة التي تربط الرئيس الروسي بوتين ودوائر صنع القرار المحيطة به بهذه المافيات والتي تصل الى حد الشراكة والإستثمار المشترك .

ومن الملاحظ وبمراجعة بسيطة للوراء العلاقة الوثيقة جدا بين روسيا وإسرائيل منذ استلام بوتين للسلطة في روسيا والتنسيق الروسي الإسرائيلي المباشر بكافة المجالات ولعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لروسيا لسبع مرات في عام واحد تعطينا مؤشرا على عمق العلاقات الإسرائيلية الروسية .

ومن هنا يمكننا معرفة وفهم المصلحة الإسرائيلية من وراء التدخل العسكري الروسي المباشر قبل عامين في سوريا .

إن المصلحة الإسرائيلية في التدخل العسكري الروسي بسوريا تبدو في عدة عوامل منها :

1-حماية نظام الأسد من السقوط وهذا واضح خلال المرحلة التي تدخلت فيها روسيا عسكريا وهي مرحلة اتسمت بتحقيق الثوار إنتصارات عسكرية كاسحة  عبر تحرير كامل محافظة إدلب والتوجه جنوبا باتجاه حماه وهذا يعني إنهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام وحلفاؤه كان يمكن إن تطورت أن تؤدي إلى سقوط النظام وإنهياره .

ومما كشفته الثورة السورية المباركة أن نظام الأسد الأب والإبن هو صنيعة إسرائيلية فالأب باع الجولان لإسرائيل وسلمه بدون قتال وتولى حماية الحدود الشمالية لإسرائيل وقام بتصفية فصائل الثورة الفلسطينية والإبن استمر بتنفيذ نفس السياسة .

والدور الروسي كان واضحا بحماية النظام سياسيا بالإستماته بالدفاع عنه باستخدام ثمانية مرات لحق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يدين النظام ويخدم الشعب السوري وثورته  .

وعسكريا بالتدخل المباشر لمنع سقوط النظام والتصدي المباشر لفصائل الثورة السورية لتدميرها وتصفيتها .

وإقتصاديا بتقديم الدعم الإقتصادي لإقتصاد النظام المنهار مقابل ضمانات مغرية بالإستثمار في مجال النفط والغاز والقواعد العسكرية وفوائد مرتفعة للقروض المقدمة .

2-المصلحة الإسرائيلية في تدمير سوريا تدميرا كاملا يخرجها بشكل نهائي من معادلة الصراع مع إسرائيل كما حدث تماما بالعراق وهذا ماقام به بالوكالة عن إسرائيل كلا من نظام الأسد وإيران وروسيا  .

إذن فمصلحة المافيا الروسية (اليهودية البوتينية ) تكمن في تصدير الأسلحة والذخائر الروسية وخاصة تلك المنتهية الصلاحية واستخدامها بتدمير سوريا .

وبالحصول على إمتيازات النفط والغاز السوري بالبحر المتوسط والبادية السورية بعقود مغرية وبتسهيلات وضمانات تصل إلى حد البيع المجاني للثروات السورية .

مما ﻻشك فيه أن السياسة الروسية في سوريا تهدف إلى حماية نظام الأسد وإلى إعادة إنتاجه وتعويمه وفي ذلك مصلحة إسرائيلية مباشرة ومن هنا نفهم التماهي الأميركي الغربي مع السياسة الروسية في سوريا فالغرب ينظر إلى المنطقة بعيون إسرائيلية ومواقفه تنطلق من مصالح إسرائيل وتكريس وجودها بالمنطقة وهذا واضح من خلال التأثير الإسرائيلي بالسياسات الأمريكية خاصة والغربية عامة تجاه المنطقة العربية .

هل نجحت السياسة الروسية في سوريا ؟؟

مما ﻻشك فيه أن روسيا دولة عظمى وتمتلك إمكانيات عسكرية ضخمة وألقت بثقلها العسكري وخاصة الجوي في تدمير المناطق المحررة .

لقد حققت السياسة الروسية في سوريا بعض النجاحات بسبب الإستخدام المفرط للقوة وسياسة التدمير الممنهج والأرض المحروقة بدون أدنى المعايير الأخلاقية فقد استهدفت المدنيين والمستشفايات والنقاط الطبية والمدارس ودور العبادة والبنية التحتية وقوافل الإغاثة ومخيمات اللاجئين .

الفشل الروسي كان من خلال تصوره الزمني بوضع ثلاثة أشهر لتصفية الثورة السورية وبعد مضي عامان لم يستطع إنجاز مهمته بل مازال يغوص بالمستنقع السوري أكثر فأكثر .

لقد نجحت السياسة الروسية بسوريا بعدة نقاط منها :

1- استمالة تركيا واستدراجها للعب دور لما تخططه روسيا لسوريا .

2-إنشاء مسار أستانا وما أنجزه من مناطق خفض التوتر والتي تهدف إلى :

آ-تجميد الجبهات الداخلية السورية في مناطق خفض التوتر لكي تتيح لقوات النظام وحلفاؤه حشد قواتهم العسكرية بإتجاه الشرق (البادية ودير الزور ) لبسط السيطرة على مناطق حقول النفط والغاز في البادية السورية وفك الحصار عن قواته المحاصرة بدير الزور وإعادة إنتاحه عالميا كمحارب رئيسي للإرهاب (محاربة تنظيم داعش ) .

ب-تقسيم المعارضة السورية سياسيا بالمنصات الموالية لموسكو والنظام وعسكريا بالموقف من قبل الفصائل الثورية من عملية أستانا بين مؤيد ومعارض وبث روح الشك والفرقة فيما بينها وتشجيع الإقتتال الداخلي فيما بينها تمهيدا للإنقضاض عليها وتصفيتها بشكل كامل .

ج-إجراء مصالحات محلية مع النظام بإشراف روسي مباشر وبضمانة منفردة منهم .وهذا يؤدي إلى ضرب أي مرجعية للثورة عبر التفاوض مع قوى محلية وإلى تأمين رافد بشري من المقاتلين لقوات النظام من مناطق المصالحات  .

كيف يمكن التصدي للسياسة الروسية في سوريا ؟؟؟

من الواضح أن روسيا باتت دولة محتلة لسوريا بالإشتراك مع إيران ويمكن التصدي لسياساتها ب:

1-وضع استراتيجية ثورية لصراع طويل الأمدمع الإحتلالين الروسي والإيراني لسوريا .

فالإقتصادين الروسي والإيراني ﻻيتحملان صراعا طويل الأمد في سوريا .

2-أسلوب قتال جديد يعتمد على حرب العصابات والعمليات الصغيرة السريعة والخاطفة على طرق الإمداد وفي المؤخرات والمجنبات الرخوة للعدو .

3-التمسك بثوابت الثورة السورية وعدم التنازل

  • Social Links:

Leave a Reply